كريتر نت – متابعات
كان هيونغ – مين سون صاحب التمريرة الحاسمة الرائعة التي أهدت كوريا الجنوبية هدف الفوز القاتل 2 – 1 على البرتغال وبطاقة العبور إلى الأدوار الإقصائية للمرة الثالثة في تاريخها. بدت كوريا الجنوبية في طريقها للعودة إلى بلادها إلى حين تسجيل البديل هوانغ هي – تشان هدف الفوز في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع، لترافق البرتغال إلى ثمن النهائي وتطيح بالأوروغواي التي حققت تزامنا فوزا غير مجد على غانا 2 – 0. بهذا العبور، ضربت كوريا موعدا ناريا مع “سيليساو” الاثنين على ملعب 974، سيكون الأول بين المنتخبين في بطولة رسمية.
تحقيق المفاجأة
لم يسجل بعد نجم توتنهام الإنجليزي في مونديال قطر، لكنه مرّر الكرة الحاسمة بطريقة رائعة بين كثافة مدافعين كانت الأغلى لمنتخبه الذي تأهل بفضل الأهداف المسجلة على حساب الأوروغواي، بعد أن تعادلا نقاطا وبفارق الأهداف، علما أنهما تعادلا سلبا في المباراة التي جمعتهما في الجولة الأولى من المجموعة الثامنة. لكن سون الذي يلعب بقناع على وجهه بعد جراحة خضع لها الشهر الفائت لمعالجة كسر حول عينه اليسرى، قال إنهم ليسوا مستعدين للعودة إلى الديار بعد. وبعد دور أول كان عنوانه المفاجآت المدوية، يرغب الكوريون في تحقيق أخرى.
قال صاحب الـ30 عاما الذي انهمر بالبكاء بعد التأهل “هذا أمر رائع ولكن البطولة لم تنته بعد. تحدثنا دائما عن أن التأهل إلى الدور الـ16 هو هدفنا، ولكن علينا الآن محاولة الذهاب أبعد من ذلك”. وأردف “آمل أن نحقق معجزة أخرى”. رغم أن كوريا حققت الفوز، إلا أنها لم تتمكن من الاحتفال مباشرة بالتأهل، إذ شكل اللاعبون دائرة في الملعب وتابعوا عبر هواتفهم لقاء الأوروغواي وغانا (2 – 0) آملين في ألا تسجل “لا سيليستي” هدفا آخر يؤهلها إلى الدور المقبل على حساب كوريا بفارق الأهداف.
وبعد أن تحقق مرادهم، انفجروا احتفالا وبكاء في وسط الملعب. قال سون “كانت أطول ست دقائق في حياتي. ولكن في هذه الدائرة، كنا جميعا إيجابيين. قلت ‘حتى لو سجلت الأوروغواي هدفا آخر، فأنا فخور جدا بهذا الفريق وفخور أنكم قدّمتم كل ما لديكم، وسنرى ما سيحصل. لذا انتظرنا، كان انتظارا طويلا”.
ذكريات 2002
في كوريا، بدأ البعض يستعيد ذكريات المنتخب الذي أذهل العالم عند بلوغه الدور نصف النهائي في مونديال 2002 الذي استضافه على أرضه بالشراكة مع اليابان. تولى مساعد المدرب البرتغالي سيرجيو كوشتا الإشراف على المباراة ضد منتخب بلاده الجمعة بسبب إيقاف مواطنه المدرب باولو بينتو، إثر اعتراضه على الحكم في نهاية المواجهة الثانية التي خسرتها كوريا الجنوبية 3 – 2 ضد غانا.
وكانت كوريا الجنوبية تصدرت مجموعتها على أرضها في 2002 أمام الولايات المتحدة والبرتغال وبولندا اللتين غادرتا باكرا، قبل أن تصدم إيطاليا 2 – 1 في الدور ثمن النهائي ومن ثم إسبانيا في ركلات الترجيح ثم سقطت في المنعطف ما قبل الأخير 1 – 0 أمام ألمانيا. خسرت مباراة تحديد المركز الثالث أمام تركيا. أما في 2010، فتأهلت عن المركز الثاني خلف الأرجنتين، إلا أنها ودّعت سريعا أمام الأوروغواي بالذات 2 – 1 في الدور ثمن النهائي.
وفي نسخة 2022 تأهلت فيها ثلاثة منتخبات تحت لواء الاتحاد الآسيوي للمرة الأولى إلى ثمن النهائي، بالإضافة إلى أستراليا واليابان التي حققت انتصارين مدويين على ألمانيا وإسبانيا، فضلا عن انتصارات مثيرة لمنتخبات متواضعة أمام عمالقة وأبطال سابقين، قد لا تشكل أي نتيجة “معجزة” بعد الآن في هذا المونديال الجنوني إذا صح وصفه.