كريتر نت – سكاي نيوز عربية
“بلا مياه وكهرباء”، هكذا الحال في العديد من المدن الأوكرانية، وكذلك الأقاليم التي أُعلن ضمها إلى الاتحاد الروسي، وسط تحذيران من لجوء كل من موسكو وكييف إلى “سلاح التعطيش”، لأجل تغيير الوضع على الأرض.
ومع تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل ساعات، بمواصلة قواته قصف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، يرى خبراء تحدثوا لـ”سكاي نيوز عربية”، أن سلاح البنية التحتية وصل لذروته في محاولة الطرفين تحقيق “المعادلة الصفرية”، بعد عجز الأسلحة التقليدية عن حسم الحرب حتى الآن.
تكتيك أوكرانيا
قال بوتين، إن قطع المياه الذي يفرضه الجيش الأوكراني على إقليم دونيتسك الذي أعلنت روسيا عن ضمه مؤخرا، يرقى إلى ما وصفها بـ”إبادة جماعية”.
وتحدثت السلطات الروسية عن تفاقم أزمة المياه في دونيتسك من جراء ما قالت إنه استهداف من القوات الأوكرانية للبنية التحتية؛ مما أدى لانقطاع كلي للمياه.
يقول الخبير الروسي العسكري، شاتيلوف مينيكايف، إن حرب المياه سلاح مستخدم منذ أشهر بين الطرفين الروسي والأوكراني، متهما كييف بالتصعيد في هذا المجال.
ويضرب مينيكايف مثلا بما يحدث في إقليم دونباس، الذي يضم دونيتسك في شرق أوكرانيا، قائلا:
تُعد قناة سيفرسكي دونتس دونباس مصدر المياه الوحيد لسكان دونباس.
اتهم القوات الأوكرانية بالعمل على قطع المياه عن الإقليم لإجبار السكان على الانضمام لقواتها ومحاربة الجيش الروسي، بحسب قوله.
اتهم أوكرانيا بتلويث المياه العذبة بالمواد الكيميائية لقطع كل مناحي الحياة.
قال إن كييف تسعى لما وصفه بالخطوة الأخطر، وهو قطع المياه عن شبة جزيرة القرم التي جرى الإعلان عن ضمها لروسيا عام 2014، في خطوة لم تحظ باعتراف دولي، مما يعني تحويلها إلى منطقة يصعب العيش فيها.
الانسحاب الروسي من منطقة خيرسون، جنوبي أوكرانيا، ساهم في سيطرة كييف على منابع المياه الخاصة بالقرم.
قرب القوات الأوكرانية من سد كاخوفكا في خيرسون، والتهديد بتدميره، قد يتسبب في حدوث فيضانات تؤدي فعليا إلى إعطاب السد؛ وبالتالي قطع المياه عن القرم.
منذ ضم القرم، قام الأوكرانيون بإغلاق السد الذي كان يوفر لها المياه.
تعهد روسي
توعد بوتين بمواصلة ضرب منشآت الطاقة في أوكرانيا؛ ردا على هجمات كييف الأخيرة على القرم وعلى القواعد الجوية.
وقال الرئيس الروسي، الخميس، خلال تكريمه قادة عسكريين في حفل بمناسبة يوم “أبطال الوطن”: “نعم، نحن نفعل ذلك لكن من بدأ ذلك؟”، مضيفا أن “الضربات الأولى جاءت من طرف من ضربوا جسر القرم”.
ويرد نعومكن بورفاتي، المتخصص في لسياسية الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، بأن روسيا هي من بدأت هذا الأسلوب، ضاربا عدة أمثلة:
استهدفت موسكو البنية التحتية للمياه، وقطعت الإمدادات عن بعض المدن الأوكرانية، مثل ماريوبول وميكولايف، نحو شهر تقريبا في مارس الماضي، بعد أيام من اندلاع الحرب.
استراتيجية التدمير الممنهج للبنية التحتية، وبالأخص الماء والكهرباء، أدى لتسريع وتيرة سقوط المدن في أيدي القوات الروسية.
بعد أيام من الحرب، دمر الجنود الروس السدود لجعل المياه تتدفق عبر قناة شمال القرم مجددًا، موازاة مع استهداف البنية التحتية المستمر حتى الآن، سواء كانت كهرباء أو محطات مياه حتى خطوط إمدادات المياه، ولجأ البعض لنقل المياه للمدن عبر السيارات.
وتوقع الباحث في جامعة تافريسكي الأوكرانية، أن تصعد موسكو الساعات القادمة ضرباتها للبنية التحتية للوصول إلى المعادلة الصفرية، بإنهاء كامل لتلك المرافق وخروجها من الخدمة.
ويعد التعطيش والتجويع أحد أقدم أسلحة حسم المعارك في التاريخ، وستظهر حرب أوكرانيا ما إن كان ما زال صالحا للاستخدام اليوم أم سيفشل أمام التكتيكات الحديثة.