كريتر نت – متابعات
أوريليان تشواميني ثمين مثل نغولو كانتي، وناضج على غرار بول بوغبا، أمام إنجلترا السبت (2 – 1) في ربع النهائي، سرق لاعب الظلّ “الهائل” هذا، كما يصفه صديقه يوسف فوفانا، الأضواء كلّها، أولا بإيجابية افتتاح التسجيل من تسديدة رائعة بعيدة المدى (د17)، ثمّ بسلبية منح واحدة من ركلتي جزاء تحصّل عليهما الإنجليز، وسجّلها هاري كاين ليدرك بها التعادل (د53).
وقال لاعب ريال مدريد الإسباني للصحافيين السبت في أروقة ملعب البيت بعد تعرّضه لكدمة في المباراة أبعدته عن التمارين الأخيرة “علينا أن نقدم أداء أفضل في كلتا الحالتين، وأنا أولا حيث أحاول أن أستبق الكثير”. ورغم ذلك، فإن تلك الغرابة لن تثير الشكوك حيال الثقة التي منحه إياها ديدييه ديشامب منذ ظهوره الأول مع المنتخب في سبتمبر 2021: لعب تشواميني 19 مباراة من أصل 20 ممكنة، وكان أساسيا في 14 منها. في كأس العالم بقطر شارك أساسيا في كل مباراة، وهو تفرّد يرجع إلى موهبته أولا أكثر منه إلى النقص في مقاعد البدلاء.
كبير المعلّمين
ككبير المعلّمين، هو الذي أرسله المدرب إلى المؤتمر الصحافي عشية مواجهة تونس بدلا من القائد المعتاد الحارس هوغو لوريس أو ملازمه رافائيل فاران. لم يكن يريد أن يرتدي ثوب “قائد الجيل الجديد” الذي قدمه له أحد الصحافيين “ماذا يعني ذلك، في النهائي؟ لدي 16 مباراة دولية، أحاول تخزين أكبر قدر ممكن من الخبرة”، قال تشواميني الذي انتقل الصيف الماضي إلى ريال مدريد في صفقة تراوحت قيمتها بين 80 و100 مليون دولار ليحلّ بدلا من البرازيلي كازيميرو.
منذ بداية المونديال، لعب الشغوف بكرة السلّة الأميركية دوره كحارس أمام الدفاع بـ”رصانة”، وهي كلمة استخدمها هو، مع احترام تعليمات ديشامب بدقة. هذا هو أيضا الإطراء الذي غالبا ما صدر عن آخر مدربيه في موناكو، نيكو كوفاتش وفيليب كليمان “إنه مثل الإسفنج”، يستوعب النصائح وينفذها سريعا.
أوضح خلال دور المجموعات لتبرير عدم تألقه بنفس القدر الهجومي على غرار شركائه بخط الوسط، أنه “في المباريات، في بعض الأحيان أريد التحرك أكثر، ولكني أقول لنفسي ‘لا’ لأنني أعلم أنه يجب أن أكون في مكان ما إذا كان هناك هجوم مرتد”.
تأمين التغطية
يغلب على نسخة “الزرق” الحالية في مونديال قطر 2022 وجه ذو طابع هجومي، مع الرباعي كيليان مبابي – عثمان ديمبيلي – أنطوان غريزمان – أوليفييه جيرو، مع دعم من المدافع تيو هيرنانديز وحتى أدريان رابيو. ولدى سؤاله عن دور تحقيق التوازن الذي يقدمه زميله، قال رابيو “إنه موجود خلفنا لتأمين التغطية. لديه أيضا دور اللاعب الذي يعوّض، الذي يسد الثغرات، ويستعيد الكرات”. ضد إنجلترا، تدفّقت الأضواء على تشواميني بافتتاح التسجيل في أحد تجاوزاته النادرة.
سيطر “لا ماكينا” (الآلة) وهو لقبه في إسبانيا، بهدوء على تمريرة من أنطوان غريزمان، وبتوازن مثالي، أطلق العنان لتسديدة قوية على بعد 24 مترا من المرمى الإنجليزي، تسديدة صاروخية بأسلوب “بوغبوم”. وباحتفاليته الجدية بالهدف واضعا إصبعه على صدغه، باتت المقارنة أعمق مع بوغبا. تبقت له مباراتان ليسير على خطى “معلّمه” أحد أعمدة لقب العام 2018، والذي أُرغم قسرا على الغياب في هذه البطولة.