كريتر نت – متابعات
قال المدرب المغربي وليد الركراكي إن النجاحات التي حققها المنتخب المغربي بوصوله إلى المربع الذهبي في مونديال قطر هي بفضل رعايةٍ ودعمٍ ملكيَّيْن وجزء من مشروع يرعاه العاهل المغربي الملك محمد السادس، لتوفير ما تحتاجه كرة القدم ويعزز مكانتها.
وأشار الركراكي خلال مؤتمر صحفي في الدوحة قبل اللقاء مع فرنسا مساء الأربعاء إلى أن الرياضة في المغرب تشهد ازدهارا لافتا عبر توفير الكثير من الملاعب وملاعب التدريب، مما يرسخ حضورها على مستوى البلاد، خصوصا ضمن مشروع الأكاديمية الملكية التي تشرف على النشاط الرياضي.
ففي مارس 2010 أشرف الملك محمد السادس على تدشين “أكاديمية محمد السادس لكرة القدم”، بهدف المساهمة في انتقاء وتكوين ممارسين لرياضة كرة القدم من مستوى عال، من خلال إنشاء نظام تربوي يجمع بين الرياضة والدراسة.
وقد جرى بناء وتجهيز هذه الأكاديمية وفق معايير تجعلها تضاهي مراكز التكوين المهنية الأوروبية ذات الصيت العالمي، وذلك بغية الاهتمام بشباب المغرب ومنحهم الظروف الملائمة لتلقي تكوين رياضي علمي يخول لهم ممارسة النشاط الرياضي في أكبر الأندية الكروية بالمغرب وأوروبا على حد السواء.
وبعد 12 سنة من الاضطلاع بدورها نجحت “أكاديمية محمد السادس لكرة القدم” في تكوين وتخريج لاعبين ذوي مستوى مرموق، بعضهم يشارك في مونديال قطر.
ويعتبر كل من يوسف النصيري المحترف في نادي إشبيلية الإسباني ونايف أكرد لاعب ويستهام يونايتد الإنجليزي وعزالدين أوناحي لاعب أنجيه الفرنسي من أبرز خريجي الأكاديمية، بالإضافة إلى أحمد رضى التكناوتي لاعب فريق الوداد الرياضي والذين ارتفعت أسهمهم في سوق اللاعبين العالميين بعد الأداء الرائع الذي قدموه طيلة أدوار هذا المونديال.
وحول أكاديمية محمد السادس كتب موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على موقعه الإلكتروني، في مقال خصص لتسليط الضوء على كرة القدم المغربية بمناسبة بطولة كأس العالم 2022، أنه من بين أسباب نجاح كرة القدم المغربية “اهتمام الجامعة المغربية لكرة القدم بمنتخبات الأكابر للسيدات والرجال، وتواصل العمل على المدى القريب والمتوسط والبعيد لتحضير المستقبل من الآن”، مشيرا إلى أن أبرز ما تحقق في خطط التطوير هو افتتاح أكاديمية محمد السادس لكرة القدم.
وأبرز فيفا أن الأكاديمية تضم أحدث المرافق والمعدات التي تتوافق كلها مع معايير الاتحاد الدولي لكرة القدم، لافتا إلى أن هذه الأكاديمية لعبت دورا كبيرا في تكوين وتألق جميع فئات المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم.
وكان العاهل المغربي دشن في ديسمبر 2019 بسلا “مركب محمد السادس لكرة القدم”، الذي يعتبر من أكبر الملاعب في أفريقيا، وقد تم تشييده على قطعة أرض تبلغ مساحتها 29.3 هكتار.
ويأتي هذا كله ضمن رؤية شاملة لمستقبل الرياضة في المغرب، وهو ما عبّر عنه الملك محمد السادس في رسالة إلى المشاركين في أشغال المناظرة الدولية التي نظمتها بالصخيرات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والاتحاد الأفريقي لكرة القدم سنة 2017.
وقال العاهل المغربي في تلك الرسالة إن هذا الأمر لن يتأتى “إلا بترسيخ الحكامة الجيدة للهياكل التسييرية، وتحسين جودة التكوين، وتطوير البنيات التحتية، وتوفير متطلبات ولوج عالم الاحتراف، وتعزيز آليات تسويق المنتوج الكروي الأفريقي، وإيجاد التوازن بين تطوير كرة النخبة والكرة الجماهيرية”.
وقال الركراكي “أنا شخصيا لعبت على المستوى الوطني وهناك الكثير من اللاعبين من جيل 2004 كانوا يلعبون في فرنسا، لكن كان يتوجب علينا أن نبتدع أسلوبا خاصا بنا بإيجاد قوة حية تكون جزءا من البلاد”.
وأشار إلى تطور اللعبة في المغرب وأفريقيا، مضيفا “اليوم نحن أثبتنا أمام العالم أن المغرب يتطور ويتقدم”.
واحتفى العالم بإنجاز غير مسبوق للمغرب في بطولة كأس العالم لكرة القدم، بعد أن استطاع “أسود الأطلس” تحقيق نتائج باهرة.
وقد فاجأ “أسود الأطلس” متابعي كرة القدم بمستواهم الرائع وتصدرهم للمجموعة السادسة التي ضمت اثنين من أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب، كرواتيا وبلجيكا، قبل أن يطيحوا بمنتخب إسبانيا المتوج بلقب المونديال في جنوب أفريقيا 2010، ثم منتخب البرتغال.
وفي قطر شجّعت الجماهير من عدة دول عربية المنتخب المغربي، وهو ما كان له دور فعّال في نجاح الفريق.