كريتر نت – متابعات
قاد ليونيل ميسي بلاده إلى نهائي مونديال قطر 2022 في كرة القدم، بإنهاء مقاومة كرواتيا الشجاعة بثلاثية، بحثا عن لقب وحيد ينقص خزانته المترفة. وسيكون التتويج العالمي استحقاقا أخيرا قبل ارتقائه إلى مستوى الأسطورتين بيليه ومارادونا.
ويتعيّن على منتخب “ألبيسيلسيتي” بقيادة النجم ليونيل ميسي الخضوع لامتحان أصعب في نهائي الأحد، وذلك بعد تخطيه عقبة كرواتيا بركلة جزاء لميسي وثنائية للشاب خوليان ألفاريز.
وأحرز ميسي (35 عاما) كل الألقاب الممكنة، خصوصا مع ناديه السابق برشلونة الإسباني، واتبعها بتتويج قاري مع منتخب بلاده في كوبا أميركا في عقر دار البرازيل عام 2021، لكن اللقب العالمي الأهم لا يزال يهرب من لاعب سجل 790 هدفا، بعد أربعة إخفاقات أقربها للتتويج عام 2014 عندما خسر في الرمق الأخير أمام ألمانيا. وتتويجه الأحد سيضعه دون أي شك بمصاف البرازيلي بيليه، المتوج ثلاث مرات في 1958 و1962 و1970 ومواطنه الراحل دييغو مارادونا الذي قاد “بمفرده” الأرجنتين إلى لقبها الثاني في 1986.
كما فعل مارادونا قبل 36 عاما، ولو بنسب مختلفة، يقدّم ميسي مستويات رائعة في قلب تشكيلة لا تضم نجوما خارقين في الملاعب الأوروبية كما في العقدين الأخيرين. إلى أهدافه الخمسة، مرّر ثلاث كرات حاسمة، سدّد 27 مرّة، صنع 18 فرصة، ويدرك تماما أنها الفرصة الأخيرة له في المسابقة كما عبّر عن هذا الأمر في أكثر من مناسبة.
وقال ميسي الذي عادل الثلاثاء الرقم القياسي للألماني لوتار ماتيوس بخوضه المباراة الـ25 في كأس العالم وسيحطمه على الأرجح في النهائي “ما عشناه حتى الآن، كان رائعا. لا أريد فقدان هذا الأمر. أفكّر بعائلتي هذا الأهم بالنسبة إلي. يفعلون كل ما في وسعهم من أجلي، مررنا بالسراء والضراء والآن سنستفيد مع الجميع مع كل الأرجنتينيين”.
مستويات رائعة
وإلى انخراطه في عمق منتخب اعتزل عن تمثيله سابقا قبل عودته عن قراره، برز ميسي “الخجول” في ساحة المعارك والمناوشات اللفظية، على غرار اشتباكه الكلامي مع مهاجمه هولندا فاوت فيخهورست، إثر تخطي البرتقالي بصعوبة بالغة في ربع النهائي بركلات الترجيح بعد إهدار التقدم بهدفين في الدقائق الأخيرة.
وعادل ميسي الرقم القياسي لعدد المباريات في نهائيات كأس العالم لكرة القدم. وبات ابن الـ35 عاما على المسافة ذاتها من الألماني لوتار ماتيوس في عدد المباريات في النهائيات والبالغ 25، وسيكون قادرا على الانفراد به في النهائي. وخاض ماتيوس مبارياته الـ25 في نهائيات 1982 و1986 و1990 و1994 و1998.
وبمشاركته أصلا في النهائيات القطرية، وصل ميسي الى رقم قياسي آخر متمثل بعدد كؤوس العالم التي خاضها (5)، على غرار غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي ودع البطولة من ربع النهائي، وماتيوس أيضا.
وخاض أربعة لاعبين نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة في مسيرتهم خلال هذه النسخة، هم المكسيكيان أندريس غواردادو والحارس غييرمو أوتشوا، ميسي ورونالدو، ليعادلوا بذلك إنجاز المكسيكيين الآخرين الحارس أنطونيو كارباخال ورافائيل ماركيز والحارس الإيطالي جانلويجي بوفون وماتيوس.
وبعد تسجيله خمسة أهداف في المونديال القطري، بينهما ثلاثة في ثمن وربع ونصف النهائي ليفك صيامه عن التهديف في الأدوار الإقصائية لأربع نسخ، رفع ميسي رصيده إلى 11 هدفا في النهائيات، ليحطم الرقم القياسي الأرجنتيني المسجل باسم غابريال باتيستوتا (10 في 12 مباراة).
وكان الهدف الأول لميسي في النهائيات عام 2006 حين دخل في ربع الساعة الأخير من مباراة الجولة الثانية ضد صربيا ومونتينيغرو حين كانت بلاده متقدمة 3 – صفر، فأضاف الخامس بعدما كان صاحب تمريرة الهدف الرابع الذي سجله هرنان كريسبو، ليصبح عن 18 عاما و357 يوما أصغر مسجل في تاريخ بلاده في كأس العالم.
وبات ميسي الآن بأهدافه الـ11 متخلفا بفارق 5 عن الرقم القياسي المطلق لعدد الأهداف في النهائيات والمسجل باسم الألماني ميروسلاف كلوزه (16). وشارك ميسي والمكسيكي رافائيل ماركيز في 18 مباراة كقادة، ويليهما دييغو مارادونا بـ16.
وميسي هو اللاعب الوحيد الذي قام بتمريرات حاسمة في النسخ الخمس التي شارك فيها، ويأتي من بعده البرازيلي بيليه والبولندي غرزيغورز لاتو ومارادونا والإنجليزي ديفيد بيكهام الذين صنعوا الأهداف في ثلاث نسخ مختلفة.
وكان بيليه يحمل الرقم القياسي لأكبر عدد من التمريرات الحاسمة في مراحل خروج المغلوب بست تمريرات، قبل أن يعادله ميسي الثلاثاء في الفوز على كرواتيا. وميسي هو اللاعب الوحيد الذي سجل في كأس العالم وهو في سن المراهقة، العشرينات من عمره والثلاثينات، وقد حقق 16 انتصارا في النهائيات بينما سجل ميروسلاف كلوزه 17.
لاعب تاريخي
أكد ليونيل سكالوني المدير الفني لمنتخب الأرجنتين أن ميسي دون شك “أفضل لاعب على مر العصور”، بعدما قاد منتخب التانغو للعبور إلى المباراة النهائية لمونديال قطر 2022 وإنهاء الحلم الكرواتي.
وقال سكالوني في تصريحات صحفية “ما إذا كان ميسي أفضل لاعب على مر العصور، في بعض الآحيان كأرجنتينيين كما لو أننا نقول ذلك لأننا أرجنتينيون”. وأضاف “ربما هي أنانية، ليس لدي أي شك في قول ذلك، إنه الأفضل في التاريخ”. وأشار “أتشرف وفخور بتدريبه، ورؤيته وهو يلعب، إنه أمر مثير لأنه في كل مرة تراه يلعب يكون مصدر تحفيز هائل لزملائه، للناس وللعالم أجمع”.
وتابع “لذا ليس هناك ما يقال بشأن ميسي، من الفخر تواجده بالفريق”. كما أثنى سكالوني على أداء ألفاريز، وقال “جوليان قدم مباراة رائعة، ليس فقط بسبب تسجيله هدفين، بل أيضا لأنه كان عنصر مساعدة حقيقي مع لاعبي خط الوسط”.
وتابع “في بعض الأحيان يكون لدينا لاعبون في خط الوسط، لأن الآخرين يغطون لاعبين آخرين، يتوجب عليهم تغطية الأجنحة، وقد قدم ألفاريز كرة متميزة وبذكاء”. وأشار “في عمره فإن انضباطه في العمل أمر طبيعي لأنه يريد أن يعطي كل شيء داخل الملعب، ما تقوله له ينفذه داخل الملعب… سعداء للغاية بوجوده لأنه قادر على تسجيل الأهداف، وهو أمر رائع خاصة بالنسبة إلى مهاجم مثله”.