كريتر نت – متابعات
أمام تألق النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في مونديال قطر بحثا عن لقب مفقود في مسيرته الرياضية أصبح مسقط رأسه روزاريو معرضا فنيا لصوره على جدران المدينة، كما أصبح مزارا سياحيا للأرجنتينيين.
ويواجه المنتخب الأرجنتيني حاملَ اللقب المنتخب الفرنسي في قطر الأحد، حيث يتصاعد القلق والآمال بأن تكون هذه المباراة هي التي يحقق فيها اللاعب ليونيل ميسي لقبه المفقود في حياته المهنية بالفوز بكأس العالم.
وتتحضر مدينة روزاريو، ثالث أكبر مدينة في الأرجنتين، حيث تنتشر صور ميسي في الشوارع، فيما لا يزال العديد من السكان يتذكرونه وهو يلعب على الطرقات الترابية في المنطقة، بحسب ما قال فرانادا كيروجا لوكالة أسوشيتد برس.
وأضاف كيروجا (35 عاما) وهو في نفس عمر نجم المنتخب الأرجنتيني أن “ميسي كان دائما يركل شيئا، كرة، غطاء زجاجة”، مشيرا إلى أنه كان يعيش بالقرب من منزله.
وتابع “قيل لنا إن هذه آخر مشاركة لميسي في بطولة كأس العالم، لذلك نأمل جميعا أن يفوز بها”، مضيفا أن هذا الأمر ربما “يهم ميسي” بالدرجة الأولى أكثر من “المنتخب نفسه”.
ميسي والمنتخب الأرجنتيني نجحا في رفع الأمل في البلاد التي تعاني من أزمات اقتصادية، وركود يترافق مع أعلى معدلات التضخم
ودأبت روزاريو على تخريج ألمع نجوم الكرة الأرجنتينية واللائحة طويلة، من غابريال باتيستوتا وخافيير ماسكيرانو وصولاً إلى جيوفاني لو سيلسو.
ولا يقتصر الأمر على اللاعبين فقط، بل يتعداه إلى أبرز المدربين بدءاً بسيزار لويس مينوتي مهندس فوز الأرجنتين بأوّل كأس عالم في تاريخها عندما استضافت البطولة على أرضها عام 1978، مرورا بمارسيلو بييلسا، وخيراردو مارتينو (مدرب المكسيك في مونديال قطر)، وماوريسيو بوكيتينو وصولا إلى مدرب المنتخب ليونيل سكالوني ومسقط رأسه بوخاتو التي تبعد 35 كلم عن روزاريو.
وخصّص الصحافي الرياضي نيكولاس غالييري كتاباً عام 2019 عن هذه الظاهرة بعنوان “روزاريو مهد النجوم الساطعين” تحدّث فيه عما لا يقل عن 50 لاعباً أنجبتهم روزاريو وبحث في أسباب تألق هؤلاء.
وقال غالييري “لاحظ خيراردو مارتينو بأنه في هذه المنطقة الخصبة يولد الأطفال مع بنية جسدية قوية. إنها نقطة مهمة. كما أن ثمة تقليدا بتواجد مدربين كبار ساهموا في هذا الأمر أيضاً. ثمة عوامل أخرى مثل التطوّر البدني من خلال النظام الغذائي المتبع في هذه المنطقة كتناول لحوم الحيوانات التي تربت في مزارعها وذلك رغم معاناة كثيرين من الفقر”.
وتحول حي “لا باجادا” إلى ما يشبه المزار حيث انتشرت صور ميسي على الجدران والكتابات الداعمة له، وحيث يأتي المشجعون من كل أنحاء العالم لزيارة المنزل الذي عاش فيه.
وعلى جدار منزل قديم لا تزال عائلة ميسي تملكه، رسمت لوحة جدارية كبيرة لليونيل وهو ينظر إلى السماء.
وقال مارسيلو ألمادا (37 عاما)، أحد سكان المنطقة، إن بعد كل فوز للأرجنتين يحتفل الناس في الشوارع حتى الصباح.
وتتذكر أندريا ليلينا سوسا (55 عاما) وهي كانت مدرسة لميسي للرياضيات والعلوم، وتقول “لقد كان طالبا هادئا ومخلصا، ومسؤولا عما كان يفعله في المدرسة، ومحبوبا بين زملائه. لقد كان شديد التركيز على كرة القدم”.
وأضافت أن “الفوز في مباراة الأحد” سيكون هاما “ليتم الاعتراف به وبمحبته من قبل الجميع”.
حي “لا باجادا” تحول إلى ما يشبه المزار حيث يأتي المشجعون من كل أنحاء العالم لزيارة المنزل الذي عاش فيه
ونجح ميسي والمنتخب الأرجنتيني في رفع الأمل في البلاد التي تعاني من أزمات اقتصادية، وركود يترافق مع أعلى معدلات التضخم، حيث يعيش حوالي 4 أشخاص من بين كل 10 أفراد في حالة فقر.
وقال دييغو شوارزستين الطبيب الأخصائي في الغدد الصماء الذي عالج ميسي من نقص هرمون النمو “الكل يريد من ميسي الفوز، هذا سيولد شعورا رائعا نادرا جدا في الأرجنتين”.
وكان ميسي قد غادر إلى نادي برشلونة وهو لا يزال في عمر الـ13 عاما، وتكفل النادي حينها بدفع ثمن علاجه المكلف.
وأوضح شوارزستين أن المباراة مهمة لأنها “تصرف انتباهنا ولو لوقت قليل عن جرائم القتل والسرقات والجرائم التي تحدث”، مشيرا إلى أن ميسي أصبح “نجما ولديه عائلة جميلة وحساب مصرفي ضخم وشعبية كبيرة.. إلا أن من يعرفون مساره يدركون أهمية حصوله على كأس العالم”.
ويلعب المنتخبان الأرجنتيني والفرنسي المباراة النهائية الأحد في ملعب لوسيل في قطر والذي يستوعب حوالي 89 ألف شخص، ولكن يقال إن أكثر من 30 ألف أرجنتيني موجودون في قطر.