كريتر نت – متابعات
قال دي ماريا في مقابلة صحافية عام 2020 “لطالما قلت ذلك: أُفضِّل تقديم تمريرة حاسمة بدلا من تسجيل هدف. هذا ما يسعدني”. لكن ابن مدينة روساريو الذي لم تكن مشاركته متوقعة في التشكيلة الأساسية، قام بأفضل من ذلك بكثير على ملعب لوسيل: حصد ركلة جزاء ترجمها ميسي في الدقيقة الـ23، ثم أضاف الهدف الثاني بتسديدة أرضية في الدقيقة الـ36.
وبعد خروجه في الدقيقة الـ64، كادت الدنيا تنقلب على فريقه، إذ عادلت فرنسا 2 – 2، ثم 3 – 3 في الوقت الإضافي، قبل أن تنقذهم ركلات الترجيح 4 – 2 على وقع بكائه على مقاعد البدلاء. في عام 2008، كان صاحب الهدف الوحيد في المباراة النهائية لأولمبياد بكين ضد نيجيريا، وبعد 15 عاما تقريبا، في عام 2021، سجّل مرة أخرى بتسديدة ساقطة بقدمه اليسرى ضد البرازيل في المباراة النهائية لكوبا أميركا ومنح بلاده اللقب الأول في المسابقة منذ عام 1993.
سواء التمريرات الحاسمة أو الأهداف، بالنسبة للمنتخب الأرجنتيني، قدّم دي ماريا (34 عاما) كل شيء لبلاده. قال “بالنسبة إلي، ذلك فريد من نوعه، إنها القمة. ما أفعله في النادي يكون من أجل أن أكون بين اللاعبين الأساسيين الـ11 في المنتخب”، مضيفا “عندما أدخل إلى أرضية الملعب، أشعر بالقشعريرة. اللعب بهذا القميص هو اللعب من أجل 47 مليون أرجنتيني”.
مسيرة ناجحة
في مسيرته الكروية مع الأندية، جال دي ماريا في جميع أنحاء القارة العجوز بقدمه اليسرى الساحرة، واحتفاله الشهير برسم قلب بأصابع يديه خلال تسجيله للأهداف. دافع عن ألوان الأندية الكبيرة فقط. وصل في عام 2007 إلى بنفيكا البرتغالي، ثم انتقل إلى ريال مدريد الإسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي وباريس سان جرمان الفرنسي وحاليا مع يوفنتوس الإيطالي.
قبل أوروبا، تعلم كرة القدم في بلاده، في روساريو، مدينة مسقط رأسه والتي هي أيضا مدينة ميسي. طفولته، في شارع بيردريال، أثرت عليه كثيرا إلى درجة أنه رسمها بالوشم على ساعده “الولادة في بيردريال هي وستظل أفضل ما حدث لي في حياتي”. في شوارع هذا الحي الشعبي في روساريو، ساعد الملاك الصغير الذي يتمتع بلياقة بدنية نحيفة أكسبته بالفعل لقب “فيديو” (الشعيرية)، والده ميغل في توصيل الفحم قبل أن يجد نفسه حول كرة قدم برفقة أصدقائه الذين ما زالوا كذلك حتى اليوم. وكان متميزا كثيرا عن رفاقه، فرصده نادي روساريو سنترال، أحد أقوى ناديين في المدينة مع نيويلز أولد بويز، وكانت والدته ترافقه يوميا إلى الحصص التدريبية.
موجة انتقادات
نقلته موهبته حتى الفريق الأول لروساريو سنترال، ثم إلى أوروبا والمنتخب حيث لعب 124 مباراة وسجل 27 هدفا. ومع ذلك، تعرض دي ماريا في بعض الأحيان لانتقادات، كما حدث خلال كأس العالم 2010، عندما دافع عنه مدربه وقتها الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا، قائلا “أنتم لا تعرفون ما هو ‘فيديو’! فنياته ومهاراته مذهلة”.
“فيديو، فيديو”، صدحت الآلاف من الجماهير في ملعب لوسيل في نهائي مونديال قطر عندما استُبدل في منتصف الشوط الثاني. سمحت له فنياته ومهاراته بتسجيل الهدفين الشهيرين في مرمى نيجيريا والبرازيل، لكنها لم تساهم بمنح لقب عالمي للأرجنتين التي اكتفت ببلوغ المباراة النهائية فقط في عام 2014. ولكن مع دي ماريا وميسي في قمة مستواهما، قلبت ألبيسيليستي الطاولة على الجميع في قطر. قال دي ماريا قبل المونديال في تصريح لصحيفة “توتوسبورت” الإيطالية “ليو هو الأفضل في العالم، خارق. اللعب معه هو أفضل شيء حدث لي في مسيرتي. مشاركة الملعب معه مثل حلم أصبح حقيقة”. طفلا مدينة روساريو نجحا في غزو العالم.