علي ربيع
أطلقت الوحدة التنفيذية اليمنية لإدارة مخيمات النازحين في محافظة مأرب اليمنية، الاثنين، نداءً إنسانياً للمنظمات الإغاثية، من أجل المسارعة بالتدخل لمساعدة آلاف الأسر النازحة على مواجهة صقيع الشتاء، وتوفير مستلزمات التدفئة.
وأفادت الوحدة في بلاغ وزعته على وسائل الإعلام، بأنها تلقت نداءات استغاثة من 67 مخيماً، عبر إدارة الطوارئ والإنذار المبكر، من خلال فريقها الميداني في إدارة المواقع، من تأثيرات البرد وموجات الصقيع الأخيرة على الأسر النازحة في المخيمات.
وتوزعت نداءات الاستغاثة ما بين مناشدات بالتدخل وتغطية الاحتياجات؛ حيث أكدت الأسر النازحة أن خيامهم ممزقة ومهترئة لا توفر لهم الحماية، ولا تقيهم وأطفالهم البرد، وسط انعدام شبه تام للمواد والمستلزمات الأساسية للتدفئة.
وحسب الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين (حكومية) فإن الأسر النازحة تواجه شتاءً قاسياً بإمكانات معدومة ومأوى مدمر ومتضرر، إذ «لم يكن ينقص الأسر النازحة سوى البرد وموجات الصقيع لتكتمل معاناتهم».
وأكدت الوحدة أن موجات البرد والصقيع التي اكتسحت المخيمات مؤخراً فاقمت من معاناة الأسر التي كانت من قبل هذا الشتاء القاسي في أسوأ حال، بعد نكبات طويلة مع النزوح وافتقار المخيمات لأدنى أساسيات الخدمات والمعيشة، من طعام وماء وتدفئة ومأوى تحفظ لهم كرامتهم وتحميهم.
وقال البيان إن «الآلاف من الأسر النازحة في المحافظة تنتظر يداً لتنتشلهم من الموت البطيء»، داعياً الجهات الفاعلة إنسانياً إلى «عدم البقاء متفرجة على المخاطر التي تحيط بالنازحين من كل جانب في مخيمات محافظة مأرب».
وأوضحت الوحدة اليمنية للنازحين أن «كثيراً من الأسر بات يعيش في وضع حرج في ظل انعدام الحد الأدنى للتدخلات من احتياجات الشتاء؛ حيث تعاني 98 في المائة من المخيمات والمواقع والتجمعات في المحافظة من تأثيرات البرد، والتي عددها 197 موقعاً وتجمعاً يسكنها قرابة 55991 أسرة نازحة ومشردة، ناهيك عن النازحين من عشرات الآلاف من الأسر التي تسكن خارج المخيمات، في الأحواش والمزارع والبيوت المهجورة والكونتيرات والشبكيات المغطاة بالأغطية القماشية والطرابيل».
وعلى وقع هذه التطورات الطارئة، أطلقت الوحدة التنفيذية ﻹدارة مخيمات النازحين في محافظة مأرب، نداءً عاجلاً لكل وكالات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني، وجميع الشركاء الإنسانيين، «للتدخل السريع والطارئ لإغاثة ومساعدة الأسر النازحة في المخيمات، ولضرورة توفير مساعدات عاجلة لهذه الأسر والتخفيف من معاناتها».
وكان عاملون في قطاع الإغاثة قد أكدوا أن عشرات الآلاف من الأشخاص في مواقع النزوح يحتاجون إلى مستلزمات الشتاء، مثل البطانيات والملابس الشتوية وأجهزة التدفئة والوقود، للحفاظ على دفئهم ومنع المخاطر الصحية؛ حيث تقول الأمم المتحدة إن شركاءها في مجموعة المأوى يحتاجون بشكل عاجل إلى 12 مليون دولار لتوفير مستلزمات الشتاء لـ54 ألف أسرة من الفئات الأشد ضعفاً.
ويشير أحدث تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، إلى أنه يمكن تصنيف المناخ شبه الاستوائي في اليمن على نطاق واسع إلى موسمين رئيسيين: الشتاء والصيف. فخلال فصل الصيف تتجاوز درجات الحرارة القصوى اليومية 40 درجة مئوية، وغالباً ما تتفاقم بسبب تأثير الاحترار المحلي من جزيئات الغبار التي تنتقل من المناطق الصحراوية، وتنتشر في جميع أنحاء البلاد.
أما في فصل الشتاء، فتنخفض درجات الحرارة في بعض أجزاء المرتفعات إلى أقل من صفر درجة مئوية، في حين أن أنظمة هطول الأمطار تختلف بشكل ملحوظ في جميع أنحاء البلاد.
وطبقاً لما جاء في التقرير، فإن المناطق الساحلية تتلقى معظم الأمطار في أشهر الشتاء، بينما تتبع المرتفعات موسمين ممطرين متميزين: صيفاً وخريفاً. وبشكل عام، تعدّ التضاريس والتأثيرات البحرية هي الأنماط الرائدة لتقلب المناخ في جميع أنحاء اليمن.
المصدر الشرق الأوسط