كريتر نت – العين الإخبارية
عام منصرم حمل بين طيات شهوره مجموعة من أصعب المشاهد للعائلة المالكة في بريطانيا، لكن أكثرها ألما هو خروج أسرار أسرة إليزابيث إلى العلن.
ربما كان مزعجا للملكة الراحلة زواج حفيدها هاري من ميغان ماركل غير أن الألم تزايد قبل وفاة إليزابيث الثانية مع فتح الزوجين “الصندوق الأسود” للأسرة ليتوالى افتضاح الأسرار.
وبعد قرار هاري وميغان الخروج من العائلة المالكة والتخلي عن ألقابهما في سبيل العيش دون قيود القصر في كاليفورنيا بالولايات المتحدة بدأت تقارير وتقارير مضادة تبوح بالكثير من التفاصيل التي لطالما بقيت داخل الغرف المغلقة.
تنمر ميغان
وفي يناير/كانون الثاني من العام 2022، كشفت تقارير صحفية عن تكتم العائلة المالكة في بريطانيا على نتائج تحقيق حول مزاعم قيام دوقة ساسكس بـ”التنمر” على موظفي القصر الملكي قبل انسحابها من العائلة.
وعلى الرغم من تمويل الملكة تحقيقا مستقلا أجرته شركة محاماة خاصة، لكن صحيفة “صنداي تايمز” أكدت أن التقرير لن يرى النور مطلقا، حيث إن وأد التقرير ما هو إلا محاولة لوقف تأجيج التوترات بين دوق ودوقة ساسكس وبقية أفراد العائلة المالكة.
التفاصيل كشفت بدورها عن أن قرابة 25 عاملاً كانوا يعملون لدى الزوجين، حيث يمكن اعتبار العديد منهم شهودًا محتملين، إذ اتهم 2 من هؤلاء الموظفين ميغان بالتسلط عليهم بينما قالت موظفة سابقة أخرى إنها “أهانتهم”.
أما مساعدة أخرى فقد أكدت أن ميغان استخدمت “القسوة العاطفية والتلاعب، والذي يمكن أن يسمى أيضًا التنمر”.
لكن ميغان دحضت هذه المزاعم وأخبرت أوبرا وينفري لاحقًا في مقابلة مثيرة للجدل إلى حد كبير أن قصر باكنغهام كان يستخدم وسائل الإعلام “للترويج لرواية كاذبة تمامًا”.
ثروات العائلة
ربما كانت وفاة الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث الثانية “القشة” التي قصمت الصندوق الأسود لأسرار العائلة المالكة في بريطانيا، خاصة فيما يتعلق بثرواتهم.
ففي يناير/كانون الثاني الماضي، كشف تقرير أعده موقع ياهو نيوز الأمريكي عن أن الأمير جورج، الثاني في ترتيب ولاية العرش على رأس القائمة بثروة تقدر بـ4 مليارات دولار.
في حين أن المفاجأة جاءت بترتيب الملكة إليزابيث في المرتبة الثانية بإجمالي ثروة تصل إلى 600 مليون دولار يليها الأمير تشارلز ثم شقيقة الأمير أندرو.
الملك تشارلز الثالث -كان لا يزال أميرا لويلز- فقد حل ثالثا بثروة صافية تبلغ 100 مليون دولار. وبمجرد توليه العرش، ارتفع راتبه، إذ يرث جميع الأصول التي ستتركها الملكة.
وتوالت الأسماء ما بين الأمير أندرو دوق يورك (82 مليون دولار)، ثم الأمير فيليب قبل رحيله بـ(30 مليون دولار)، والأمير إدوارد إيرل ويسكس بـ45 مليون دولار، وكذلك 40 مليون دولار لكل من الشقيقين وليام وهاري.
ثم ميغان ماركل بـ10 ملايين دولار، وكيت ميدلتون بـ10 ملايين دولار وأخيرًا كاميلا باركر بولز بـ5 ملايين دولار.
خلاف الشقيقين
ومن أبرز التقارير التي تصدرت المشهد في الشهور القليلة الماضية، تلك التي تحدثت في سبتمبر/أيلول الماضي عن إرسال ميغان ماركل دوقة ساسكس زوجة الأمير هاري، رسالة إلى الملك تشارلز الثالث تطلب عقد اجتماع فردي.
وبحسب ما نقلته صحيفة “إكسبريس” عن الخبير الملكي نيل شون فإن ماركل طلبت في رسالتها عقد الاجتماع قبل أن تعود عائلة ساسكس إلى قصر مونتيسيتو في كاليفورنيا بالولايات المتحدة في محاولة لرأب الصدع قبل رحيلها مع الأمير هاري.
وحضرت الدوقة إلى جانب زوجها دوق ساسكس، هاري، جنازة الملكة بعد أن أمضيا 10 أيام مع العائلة المالكة.
وفيما لم يتحدث الشقيقان مع بعضهما البعض كثيرا، إلا أن الأميرين ويليام وهاري سارا بالقرب من بعضهما البعض في أكثر من فعالية ضمن مراسم تشييع الملكة الراحلة إليزابيث.
آنذاك سجلت عدسات الكاميرات الأمير هاري الذي جلس وزوجته في صف مقابل لشقيقه وأسرته وهو ينظر مباشرة لأسرة ويلز، مما أثار تكهنات حول حنين الأمير لعائلته في تلك الظروف الحزينة.
ألقاب الأحفاد
وضربت الانقسامات العائلة وزادت الخلافات مع حديث تقارير أخرى عن حرمان طفلي الأمير هاري وميغان ماركل من لقب “أصحاب السمو الملكي”، وهو ما فجر مجددا غضب الزوجين المنفيين اختياريا من العائلة المالكة.
التقارير تحدثت حينها عن أن طفلي الأمير هاري وميغان، آرتشي وليليبت، ربما لا يمنحان صفة أصحاب السمو الملكي بالرغم من أنهما أصبحا الآن أميرا وأميرة، وذلك لأنهما ليسا أفرادا عاملين بالعائلة الملكية.
ووفقا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية فإن ابن دوق ودوقة ساسكس ذا الأعوام الثلاثة، آرتشي ماونتباتن-وندسور أصبح الأمير آرتشي الآن، في حين أن شقيقته ذات العام الواحد هي الأميرة ليليبت- بالرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كانت تلك الألقاب الجديدة ستستخدم بالفعل.
وزعمت تقارير أخرى عن “نقاشات محتدمة” بين الملك تشارلز ودوق ودوقة ساسكس، حيث شعر هاري وميغان “بالغضب” من أن طفليهما لن يحصلا الآن أيضًا على ألقاب أصحاب السمو الملكي.
وعند مولد آرتشي وليليبت كانا في نهاية خط ترتيب الخلافة لتلقي تلك الألقاب، وذلك بسبب قواعد وضعها الملك جورج الخامس عام 1917.
لكن وفاة الملكة إليزابيث تعني أنهما أحفاد الملك، وليسا أبناء الأحفاد، ويحق لهما أن يخاطبا بصفة أمير وأميرة، واستخدام لقب أصحاب السمو الملكي.
ويظل هاري وميغان دوق ودوقة ساسكس، ولن تتغير ألقابهما. لكن توقف الثنائي عن استخدام صفة أصحاب السمو الملكي منذ تنحيهما عن أدوارهما كأفراد عاملين بالعائلة الملكية عام 2020، لكنهما لا يزالان يحتفظان بها.
ومع ذلك، لم يعد الأمير أندرو يستخدم صفة صاحب السمو الملكي، لكن ابنتيه الأميرتين بياتريس وأوجيني لا يزالان يتمتعان باللقب، بالرغم من أنهما ليسا أفرادا عاملين بالأسرة الملكية.
وفي مارس/آذار 2021، رجح هاري وميغان خلال حوارهما مع المذيعة الأمريكية أوبرا وينفري، أن آرتشي قد يحرم من أن يصبح أميرا.
قنبلة منتظرة
أحدث التقارير المرتبطة بالعائلة المالكة ما كشفت مصادر مطلعة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن أن فيلما وثائقيا تنتجه نتفليكس للأمير هاري وزوجته ميغان ماركل سيبث في غضون أسابيع.
وحاول دوق ودوقة ساسكس إرجاء بث الفيلم إلى عام 2023 على الرغم من أن نتفليكس دفعت لهما 100 مليون دولار (88 مليون جنيه إسترليني) مقابل سلسلة fly-on-the-wall.
وتضاربت تقارير أمريكية حول الموعد النهائي للبث، نظرا لقلق المنتجين بسبب رد الفعل العنيف على الموسم الخامس من مسلسل The Crown.
لكن موقع “بيدج سيكس” نقل عن مصادر مطلعة قولها إنه لن يكون هناك أي تأجيل و”سينطلق العرض” في ديسمبر/كانون الأول، وسط توقعات أن يتسبب العرض في اضطراب جديد للعائلة المالكة.
فإلى جانب هذه الوثائقيات المصورة، يطرح الأمير هاري أيضًا مذكراته، التي أطلق عليها عنوان “سبير” (الاحتياطي)، في أوائل العام الجديد.
ويزعم الخبراء الملكيون أن هذين المشروعين الكبيرين حالا دون أي مصالحة مع الملك تشارلز أو الأمير وليام.
ولكن بعد وفاة الملكة، قيل إن عائلة ساسكس أرادت “التهوين من شأن كلامهم عن الملك تشارلز الثالث، والملكة كاميلا، وأمير وأميرة ويلز”، وذلك في سلسلة أفلامهم الوثائقية.