كريتر نت – متابعات
في أول تعليق لها على تسلّمه، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنّ عملية نقل المواطن الليبي أبو عجيلة محمد مسعود خير المريمي إلى واشنطن لمحاكمته بتهم تتعلق بتفجير طائرة بان آم (103) قانونيّة، وتمّت بالتعاون مع السلطات الليبية.
وقالت السفارة الأمريكية في طرابلس في بيان لها مساء الثلاثاء: إنّ عملية النقل جاءت في أعقاب نشر الإنتربول بطاقة حمراء بحق المريمي في كانون الثاني (يناير) 2022 تطالب جميع الدول الأعضاء فيه بتحديد مكان المدّعَى عليه واعتقاله لغرض نقله إلى الولايات المتحدة.
وأكدت واشنطن أنّها لن تعيد “فتح الاتفاقية المبرمة في عام 2008 بين الولايات المتحدة والحكومة الليبية آنذاك، والتي حسمت مطالبات أمريكا والمواطنين الأمريكيين ضد ليبيا والناجمة عن حوادث إرهابية معيّنة بما في ذلك الهجوم على بان آم (103)”.
وأشارت السفارة إلى أنّها تمنع رفع أيّ دعاوى مستقبلية بحق الدولة الليبية، “ولكنّها لا تقيّد بأيّ حال من الأحوال تعاوننا في إنفاذ القانون، أو أن يكون لها أيّ تأثير على التهم الجنائية ضد المسؤولين عن الهجوم.”
وجاء تعليق السفارة الأمريكية عقب نشر بيان عبر صفحة وزارة خارجية الدبيبة، يستنكر تسليم المريمي إلى الولايات المتحدة، قبل أن تتدارك بزعم تعرّض صفحتها على فيسبوك للقرصنة، ثم زعم أنّها لا تدار من المكتب الإعلامي للمنقوش، بحسب ما نشرته وكالة أفريقيا للأنباء.
وفي أول ردود الفعل الليبية الرسمية على البيان الأمريكي، أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة تأكيد واشنطن على عدم فتح الاتفاقية المبرمة بشأن التعويضات، وصدور بطاقة حمراء جنائية من الإنتربول.
وقال في تغريدة: إنّ الليبيين تعرضوا لحملة تضليل واسعة بهذا الشأن، مشيراً بذلك إلى ما يمكن وصفه بأنّه رفض سياسي وشعبي ليبي واسع لتسليم المريمي، وخصوصاً من الخصوم السياسيين.
والخميس الماضي أعلن الدبيبة أنّ حكومته هي من سلّمت المريمي إلى واشنطن، وأنّ المريمي مسؤول عن تصنيع المتفجرات التي “أودت بحياة (270) روحاً بريئة” في حادث “طائرة لوكربي”.
هذا، ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤولين ليبيين تصريحات بشأن طريقة تسليم المريمي، المتهم بالتورط في تفجير طائرة أمريكية فوق لوكربي بأسكتلندا عام 1988، وتسليمه للولايات المتحدة، وقال المسؤولون الذين اشترطوا التكتم على هوياتهم: إنّ ميليشيات نافذة يعتقد أنّها مقرّبة من حكومة عبد الحميد الدبيبة المنتهية ولايتها، اعتقلت المريمي من منزله في حي أبو سليم في طرابلس.
وأضافوا أنّ المريمي نُقل إلى مدينة مصراتة، ثم سُلّم في نهاية المطاف إلى عملاء أمريكيين نقلوه جواً إلى الولايات المتحدة، وبحسب “أسوشيتد برس”، يرجح أنّ الولايات المتحدة مارست ضغوطاً لأشهر من أجل تسلّم المريمي.
من جانبه، اتهم رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا حكومة الوحدة الوطنية بالتفريط في السيادة الليبية، وذلك على خلفية تسليم المواطن “أبو عجيلة مسعود المريمي” إلى الولايات المتحدة.
من جانبها، قالت عائلة المريمي: إنّها بدأت في اتخاذ الإجراءات القانونية لمقاضاة رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية الولاية، عقب تسليمه ضابط المخابرات السابق “أبو عجيلة مسعود المريمي”.
واتهمت عائلة المريمي رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة ووزيرة الخارجية نجلاء المنقوش وآمر “القوة المشتركة مصراتة” بالتورط في “خطف” المواطن الليبي، واحتجازه لمدة تقارب الشهر في “مركز اعتقال غير شرعي” بدون أيّ تهمة.