كريتر نت – العين الإخبارية
شق صراع حاد بين قيادات إخوان اليمن طريقه إلى العلن وامتد إلى الاعتقالات الداخلية لأعضاء التنظيم الإرهابي وذلك إثر الفساد والاستحواذ على المناصب والامتيازات.
وقالت مصادر مطلعة لـ”العين الإخبارية”، إن فصلا جديدا من فصول الصراع الإخواني يرجع أساسه إلى استحواذ أجنحة مناطقية على الامتيازات بالمناصب في المؤسستين العسكرية والأمنية لا سيما في محافظة تعز (جنوب).
ويعد التعبير العلني عن الصراع الداخلي الذي يضرب إخوان اليمن أمرا جديدا؛ لأن التنظيم الإرهابي دائما ما يعمل على احتواء أي خلافات والسيطرة على الأصوات الداخلية خشية على معنويات أتباعه وتماسك قواعده.
لكن أعضاء في حزب الإصلاح، الذراع السياسية لإخوان اليمن، بينهم منشقون عن التنظيم الإرهابي كشفوا مؤخرا عن فساد مالي وإداري وتشييد اقتصاد مواز خفي واستغلال مؤسسات الدولة في استحداث معتقلات سرية لقمع الأصوات المطالبة بإصلاحات جادة وجذرية.
أحد هؤلاء، كان عضو حزب الإصلاح الإخواني خليل القدسي الذي تعرض للاختطاف والإخفاء القسري لنحو 49 يوما في أحد المعتقلات السرية للتنظيم الإرهابي في مدينة تعز على خلفية انتقاده قيادات إخوانية عليا وتعرية فسادهم الذي يمارس بغطاء الدولة وخارجها.
القدسي ليس هو الأول ولن يكون الأخير كما يروي، إذ يمارس الإخوان اختطافات واخفاء قسري ضد كل من يعارضهم سواء من داخل التنظيم الإرهابي أو من خارجه، وهناك أكثر من 84 مختفي قسريا بسجون سرية بمدينة تعز وحدها التي تخضع لسيطرتهم سياسيا وعسكريا وأمنيا.
سجون سرية لمرشد الإخوان
لم يكن خليل القدسي المكنى “أبو إبراهيم”، الذي خدم في حزب الإصلاح الإخواني أكثر من 35 عاما يتصور أن يكون أحد من يطالهم نار التنظيم الإرهابي وذلك على خلفية منشورات كتبها في حسابه بفيسبوك.
كما لم تشفع له جراحته التي أصيب بها أثناء خوضه القتال مع مليشيات الحوثي في مدينة تعز قبل أن يصبح أحد المطلوبين بعد انتقاده المرشد السري للإخوان.
يقول القدسي على حسابه “فيسبوك” إنه تعرض للاختطاف والإخفاء القسري لمدة 49 يوما في أحد السجون السرية بتوجيه من كبير المرشدين الإخوان ويدعى “رشيد شمسان القدسي”.
وأضاف أن المرشد السري لتنظيم الإخوان “رشيد شمسان القدسي أمر باختطافي وإخفائي وقد علمت ذلك في التحقيقات التي كانت تدور حول انتقادي لفساد المرشد السري، فضلا عن كون الخاطفين مقربين منه أحدهم ضابط في لواء عسكري”.
كما أن الرجل الأمني الأول للإخوان بتعز رشيد القدسي استغل نفوذه في أجهزة الدولة وأصدر أمر قبض قهري عبر النيابة العسكرية ليتم اعتقالي في سجن سري خارج نطاق القانون إثر كتاباتي على حسابي في فيسبوك.
واتهم المعتقل السابق في سجون الإخوان قيادات التنظيم الإرهاب بتحويل الحرب إلى تجارة للإثراء الشخصي والمتاجرة بدماء الشهداء والجرحى.
وأضاف: “رئيس حزب الإصلاح الإخواني بتعز عبدالحافظ الفقيه، وكبير مرشدي الإخوان في المحافظة رشيد شمسان القدسي لديهم سجل فساد ضخم ابتداء من تشييد مبان وأراض عقارية وانتهاء بفتح محلات تجارية وجامعات ومدارس خاصة مستغلين الحرب والحصار”.
صراع خفي
في السياق، قال عضو سابق في الإخوان، فضل عدم ذكر اسمه، لـ”العين الإخبارية”، إن حزب الإصلاح الإخواني عمل منذ فوضى 2011 على إبقاء اليمن في وضع اللادولة ليتسنى له ممارسة الإقصاء والتهميش حتى على أتباعه.
وأوضح أن قيادات الإخوان العليا هي ذاتها من تسيطر على المواقع العليا في جهاز الدولة والتي تم إغراقها بتعيينات عبثية “مكنت الكثير من رموز الفساد الإخوان وأتباعهم من مفاصل القرار فيما تم تهميش الكتلة المدنية التي تعتبر الأقرب للمجتمع والناس”.
ويرى الإخواني المنشق أن هناك أجنحة بالفعل تتصارع داخل أروقة الإخوان بشكل خفي، منها جناح وصفه “أنه قريب من الشارع اليمني ولا يتمتع بنفوذ” وجناح “له نفوذ قوي ومال وسلاح” وهي أشبه بالأجنحة الأمنية والعسكرية المناطقية.
ويدلل بهيمنة عائلة وقيادات مناطقية على المشهد في مدينة تعز منها تتحدر من “مخلاف” وعلى رأسها الجناح العسكري بقيادة حمود سعيد المخلافي الذي تسيطر مجامعه على ألوية وله معسكرات خاصة، وأخرى كقائد محور تعز خالد فاضل الذي شكل لواء عسكري مناطقي بقيادته.
ولم يستغرب القيادي السابق أن “يتآكل تنظيم الإخوان من الداخل بأن يجني ما عمد من عبث في مؤسسات الدولة طيلة أكثر من عقد من إقصاء واستحواذ لشركائه هو اليوم وغدا يعيش هذا الصراع في الاستحواذ بسبب سياسته وتغذيته المناطقية الذي صدرها لمناصب عليا”.
وتوقع القيادي السابق أن يتفاقم صراع الإخوان قريبا عبر انقسامات داخلية تلتهم كيانه البرجماتي والنفعي والذي يستهدف حصد المكاسب الذاتية على حساب الأوطان”.