كتب .. ياسين الرضوان
هذا الفيديو لحالة واحدة للطفل “ثابت” من حالمين في قسم “الغسيل الكلوي” بمستشفى الصداقة، تقتل الإنسان قهراً ووجعًا، وفيها يظهر حجم معاناة وقسوة الوضع الذي تعيشه هذه الشريحة في العاصمة عدن والمناطق المحررة، بعد إغلاق المركز في وجه هؤلاء المرضى المساكين والمغلوبين على أمرهم، والذين لا تلتفت إليهم الحكومة اللعينة، التي كل همها المحاصصة الألعن في المناصب والمسؤوليات والمجاملات وممارسة الفساد بكل أشكاله، بدءا من سرقة بعثات الطلاب المجتهدين ومستقبلهم، وتوزيع الرواتب بالدولار على جيوش الوكلاء والدبلوماسيين والمحلقيات المتناسلة، والمؤسسات النفطية والاعتمادات الحكومية، وأيضاً معا لنمنع الإتاوات الخارجة عن القانون بإسم اللجان الأمنية والاقتصادية والأشخاص، كل شيء يجب أن يكون شفافاً، يكفي لصوصية بإسم الوطن الزائف، لأن كل ذلك من ضمن الأسباب الرئيسية لمضاعفة معاناة المواطنين وغلاء الأسعار والمشتقات النفطية، لا للصمت أبدا ومعا لنسقط حكومة معين الساقطة، وحتى المجلس الرئاسي إذا لم يتحرك لإنتشال الوضع بأي طريقة كانت.. معا لتحرك شعبي حقيقي لانتزاع الحقوق يكفي صمتاً وجهلاً، صمتنا بما فيه الكفاية وآن الأوان لأن يتحرك المثقفون والشرفاء ليقولوا كلمتهم وليبادروا بالنفير والتغيير على لصوص الوطن وبُناة الأمجاد الشخصية..
ذهبت لمركز الغسيل الكلوي وتخاطبت مع مديرة المستشفى “د.كفاية الجازعي”، لقد استحييت بصراحة عند مخاطبتها المنظمات والمسؤولين ووزير الصحة، لمنع إغلاق مركز الفشل الكلوي الذي لم يتم إغلاقه حتى وسط الحرب وها هو اليوم يغلق بشكل مؤلم دون أن يتحرك أحد لإيقاف هذا العبث، أقسم أنني شعرت بتأنيب الضمير، وأنا أسمعها كما لو أنها تتسول لحسابها الشخصي، وليس لهؤلاء المرضى، وأيضاً التقيت بمسؤولة قسم الفشل الكلوي، وهي تشتكي وتكاد تبكي، من ألمها لحال المرضى، رأيت ألفتها بالمرضى كما لو أنهم أصبحوا من أفراد أسرتها، وحتى لا انسى أيضا مرضى الغسيل الكلوي في مستشفى الجمهورية الذي عملت قبل نحو ستة أشهر تقرير عليه، لكن يا للعار يا للعار، صمتنا بعد اليوم ذل وعار وحقار على ما وصلنا إليه، لقد كفرنا بكل مسؤول وكفرنا بكل شعار بعد اليوم، يجب أن يعيش هؤلاء المواطنون جميعاً بسلام أيها الأوباش، وليس لدينا ما نخسره، إن هي إلا حياة واحدة واللعنة عليكم جميعاً من أكبر مسؤول إلى أرذلهم، بدون استثناء أو سياسة أو محاباة، اللعنة عليكم جميعاً بدون ذوق أو سياسة أو التفاف أو مداهنة،، شبعنا عهرا وكذبا وتدليسا وشعارات وهمية..