كريتر نت – نيوزيمن
لا يزال الغموض يلف جرائم الاغتيالات التي طالت قيادات عسكرية في القوات الحكومية، بمدينة مأرب، خلال الفترة الماضية، وسط معطيات كثيرة تشير إلى ضلوع جناح تنظيم الإخوان في تلك التصفيات.
اغتيال الزيادي.. روايات متناقضة
في 28 فبراير 2020، سلمت أسرة العميد أحمد الزيادي، برواية رسمية من سلطة محافظة مأرب التابعة لتنظيم الإخوان حول مقتله، في كمين مسلح، نفذته مليشيات الحوثي، في محافظة الجوف، غير أن رواية أخرى أدخلت الشكوك إلى الأسرة وهو ما دفعها للمطالبة بكشف الحقائق حول واقعة اغتياله بعد نحو ثلاثة أعوام على حدوثها.
في صفحته على تويتر، تحدث الإعلامي، “هشام الزيادي” عن “مغالطات واختلاق روايات غير منطقية”، من قبل قيادات عسكرية في مأرب، حول حادثة اغتيال والده.
وقال إن اغتيال العميد محمد الجرادي، مستشار وزير الدفاع بمأرب مطلع نوفمبر الماضي من هذا العام فتح أعينهم حول حقيقة ما جرى لوالده، وباقي قادة الجيش المغدورين.
وما إن بدأت أسرة العميد الزيادي في تقصي الحقائق والبحث في الكيفية التي اغتيل بها، كانت هناك رواية جديدة للتو ماثلة أمامها، تتحدث عن عملية تقطع من قبل قطاع طرق في الطريق الصحراوي بمنطقة نبأ الواقعة بين مدينة الحزم ومعسكر اللبنات، وهي رواية غير التي أعلنت عنها سلطة الإخوان في مأرب والجوف.
مشهد تمثيلي
تقول الأسرة في رسالة أصدرتها مساء يوم الجمعة، 23 ديسمبر الحالي، إنه وصلها “مقطع فيديو للزيادي مع مرافقه من مكان الحادث من قبل مجموعة من الذين وجدوا الجثث في حينها قبل سيطرة الحوثيين على الحزم”.
وحسب الرسالة الموجهة إلى رئيس المجلس الرئاسي الدكتور، رشاد العليمي، ووزير الدفاع الفريق الركن، محسن الداعري، فإن مقطع الفيديو يظهر، جثة العميد الزيادي في موضع كرسي السائق والمسدس في يده، في حين كان مرافقه، مضرجا بالدماء، على الأرض، وبجواره سلاحه من نوع كلاشنكوف.
أثارت تلك الشواهد، شكوك أسرة الزيادي، في طبيعة الحادثة، مع شواهد أخرى من بينها “أن المبلغ المالي المخصص للمعسكر والسلاح كانا في السيارة ولم يتعرضا للنهب، حتى السيارة نفسها ظلت مكانها”.
“كيف لقاطع طريق ألا ينهب المال”، تساؤلٌ دفع أسرة الزيادي إلى الشك في رواية التقطع.
تقول الرسالة، إن تلك الشواهد التي تضمنها مقطع الفيديو،، كان “الغرض هو خلق مشهد تمثيلي يوحي بأن عملية اشتباك مسلح قد حدثت”.
غير أن ذلك أثار أيضا استغراب الأسرة، وقالت: “الغريب أنه لا توجد طلقة رصاصة واحدة على السيارة أو آثار دماء تشير إلى حدوث اشتباك مسلح”.
مطالب بالتحقيق تواجه بالتجاهل
أطلقت أسرة الزيادي مطالب كثيرة بالتحقيق، كما تقول في البيان، وتتلقى على إثره، إفادات بأن “لجنة تعمل على ذلك”، غير أن المطالبة بنتائج تحقيق اللجنة، أوصل الأسرة إلى طريق التجاهل، وهو ما دفعها للعزم على اطلاع الرأي العام على ما يجري.
يقول البيان: “طالبنا كثيرا بالتحقيق، فأخبرونا أن هناك لجنة تعمل على ذلك، وكلما طالبناهم بنتائجها أو إلى أين توصلت، نواجَه بالتجاهل”. وحين عزمنا اطلاع الرأي العام على ما يجري، تصلنا رسائل من قيادات عن طريق أقارب أننا بذلك نشق الصف ونخدم الحوثيين.
رحلة البحث عن الجثث
بعد سيطرة الحوثيين على مدينة الحزم في مارس من العام 2020، جرى تبادل للجثث بين الجيش ومليشيات الحوثي، تم استثناء جثة العميد الزيادي ومرافقه، منها لأسباب غير معروفة.
لجأت أسرة الزيادي عقب ذلك، إلى دفع الأموال لأحد الوسطاء مقابل إطلاق الجثتين، بعد أن مكثت مدة شهرين في ثلاجة مستشفى مدينة الحزم، وفق البيان.
استمرت أسرة العميد الزيادي في مطالبها بالتحقيق في حادثة اغتياله، واستخرجت أمرا من وزير الدفاع، في حينه، بتشريح الجثة، ومنذ ذلك الحين، وبعد “ثلاثة أعوام لم تصلنا نتائج التحقيق أو تقرير الطبيب الشرعي، وفي كل مرة نحاول التواصل مع المسؤولين لا نجد تجاوبًا وكلٌ يرمي بالمسؤولية على الآخر”، تتحدث الأسرة عن متاعبها في رحلة البحث والتقصي حول الحادثة.
اختتمت أسرة العميد الزيادي رسالتها لرئيس المجلس الرئاسي ووزير الدفاع بالمطالبة، بتسليمها نتائج التحقيق وكذا نتائج الطبيب الشرعي، والكشف عن ملابسات الحادثة والجهة التي تقف وراءها.
بيان الأسرة، أشار إلى أنه يعد من أهم الخبراء في مجال هندسة الصواريخ الباليستية في اليمن، وسخَّر حياته كلها لما يزيد عن 30 عامًا في هذا المجال، خدمة للوطن وللمؤسسة العسكرية.
وقبل شهر، أفاق اليمنيون على حادثة اغتيال جديدة طالت هذه المرة، العميد محمد الجرادي، مستشار وزير الدفاع، مع أحد مرافقيه، تتشابه فصولها مع حادثة اغتيال العميد الزيادي، وإظهارها بأنها عملية تقطع من خلال سرقة سيارته وما بحوزتهم من أغراض.