أمين الوائلي
صعد رئيس لجنة التنسيق الأممية لإعادة الانتشار ووقف إطلاق النار في الحديدة غرب اليمن الجنرال الهولندي باتريك كاميرت على ظهر سفينة تابعة للأمم المتحدة، وأبحر إلى نقطة التقاء بالوفد الحكومي في البحر الأحمر وعادت السفينة لترسو قريبا من الميناء؛ ليلتحق بهم وفد المتمردين الحوثيين اليوم الأحد 3 يناير 2019.
لا يرد هذا في سيناريو ما لفيلم سينمائي يتناول دراما أحداث اتفاق استوكهولم لكنه جزء من بيان أممي يوم السبت على لسان المتحدث الرسمي للأمم المتحدة.
الاتفاق الفاشل عمليا والمنهار زمنيا، صنعته بريطانيا، ورعته الأمم المتحدة، وتبناه مجلس الأمن الدولي، وفشل جميع هؤلاء في ضمان أمن وسلامة البعثة الدولية، ونقطة التقاء آمنة في بر الحديدة؛ لأن المليشيات الموالية لإيران باتت صاحبة الحظ والحظوة دوليا، وهي ترفض السماح لباتريك عقد لقاء أخير على اليابسة. وتوصل مارتن غريفيث مع المتمردين إلى تخريج درامي هزلي غير مسبوق، وبهذه الكيفية التي تستعيض عن الفشل بالجولات البرمائية لا تجد الحكومة مانعا من التسحب وراء الثنائي: الأممي، والحوثي، على أي صيغة ومن دون خيار. مشهد مصمم ليبدو أن الرفاهية السياحية وافرة، والسلام حليف السفينة الجائلة تحمل مسئولا أمميا تلقت سيارته عيارات نارية، ورفضت المليشيات أن يستمر في المهمة، أو أن تقابله في الحديدة؛ فانصاع غريفيث لتوعدها واصطنع مخرجا بحريا.
ما لم يحدث في البر على مدى اجتماعين بواقع ستة لقاءات لن يحدث على ظهر سفينة بينما كاميرت نفسه قيد الانصراف وسيصل خليفته في أي وقت.
في البر استمرت المليشيات في القصف والخروقات والتحشيد للمقاتلين وتعبئة المدينة بالحرب.
وذكر بيان صحفي صادر عن المتحدث باسم الأمم المتحدة “أن الأطراف ستستأنف المناقشات حول:
تطبيق اتفاق إعادة انتشار القوات، وتيسير العمليات الإنسانية، وفق المتفق عليه في اتـفاق ستوكهولم.”
وقد عقد الاجتماع المشترك الأخير للجنة تنسيق إعادة الانتشار في الثالث من يناير الماضي.
ثم أنهت المليشيات الحوثية اتفاق الحديدة وعمل لجنة التنسيق ورئيسها. لكن بيان المتحدث الأممي له رأي دبلوماسي “ومنذ ذلك الوقت واصل كاميرت وفريقه عبور الخطوط الأمامية للانخراط مع الأطراف
وبحث تطبيق الاتفاق.” اللجنة الدولية الأممية التي من المفترض أن تعالج الأوضاع على البر واليابسة في المدينة لم تستطع أن تعقد اجتماعا شكليا بعد شهر كامل على آخر اجتماع إلا على سطح الماء فوق ظهر سفينة.
مارتن غريفيث يسخر من الجميع بلا حدود، ويراكم التلفيقات المشابهة والمتشابهة، بينما تراكم المليشيات: الأسلحة، والعتاد، والمقاتلين، والعبوات، والحرب. اليمن
المصدر : اليوم الثامن