كريتر نت – متابعات
دعا المرشح الرئاسي الليبي السابق سيف الإسلام معمر القذافي إلى ضرورة السماح للجميع بالترشح للانتخابات الرئاسية، متهما الأطراف السياسية المتصارعة بعرقلة الاستحقاق الانتخابي للبقاء في السلطة، وذلك في أول ظهور له منذ العام الماضي.
ولم يظهر ابن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي منذ إيقاف العملية الانتخابية التي كانت مقررة في الرابع والعشرين من ديسمبر من العام الماضي بسبب عقبات أمنية وقضائية وخلافات سياسية وقانونية بين المعسكرات المتنافسة، شكلت “قوة قاهرة” منعت إجراء الانتخابات.
وأصدر سيف الإسلام القذافي بيانا نشره فريقه السياسي مساء الثلاثاء عقب اجتماع في مدينة سبها (جنوب) الاثنين، ناقش عدم إصدار مفوضية الانتخابات لقوائم مرشحي الرئاسة والبرلمان النهائية.
كما شهد الاجتماع التشاور حول معلومات أكدها المحامي خالد الزايدي بخصوص اتفاق بين رئيسي مجلس النواب عقيلة صالح والأعلى للدولة خالد المشري على المادة 99 من القاعدة الدستورية، التي تقصي سيف الإسلام من سباق الانتخابات الرئاسية.
واتهم البيان الأطراف السياسية المتصدرة للمشهد السياسي بإجهاض الانتخابات ومصادرة إرادة الملايين من الليبيين، من خلال الإبقاء على الخلافات حول القاعدة الدستورية للبقاء في السلطة.
وقال “مع انطلاق العملية الانتخابية لم تكن ما تسمى بالقاعدة الدستورية معروضة للنقاش أو محل خلاف، ولم يتم التطرق إليها، إلاّ بعد أن تم وأد العملية الانتخابية لأسباب سميت بالقوة القاهرة”، مضيفا أنه تم رهن مصير الشعب الليبي ومستقبل الأجيال القادمة بتلك القاعدة الدستورية.
واعتبر أن النقاط الخلافية بين الأطراف تضاف إلى ما تم الاتفاق عليه بين ممثلي البرلمان ومجلس الدولة على استبعاد من صدرت بحقهم أحكام قضائية حتى لو كانت غير نهائية من الترشح، أي “استهداف وإقصاء أشخاص بعينهم”.
وأشار إلى أن اختزال مشكلة البلاد في فقرتين بالقاعدة الدستورية، هو استهتار بأزمة ليبيا ومأساتها، وسيؤدي إلى إجهاض الانتخابات مرة أخرى.
وأكد أن إقصاء أطراف بعينها قد يقود إلى الطعن في نتائج الانتخابات وعدم الاعتراف بها أو مقاطعتها، وقد يصل إلى إجهاضها من الأساس، مشددا على ضرورة أن يترك القرار للشعب الليبي وأن تنتهي الوصاية على قراره وإرادته.
وقال “إننا على قناعة تامة بأن مطالب الليبيين واحدة ومآسيهم واحدة وأحلامهم واحدة وأنهم كشعب متصالح مع نفسه يريد الأمن والاستقرار، وأن يخرج من دوامة الحروب والانفلات الأمني والأزمات المستمرة”.
وأضاف “يجب أن يترك القرار للشعب الليبي وأن تنتهي الوصاية على قراره وإرادته، فالشعب الليبي بات واعيا ويعلم مصلحته جيدا ويميز بين الحق والباطل وبين الغث والسمين”.
ولفت المرشح الرئاسي إلى أن الليبيين يريدون الخروج من دوامة الحروب والانفلات الأمني والأزمات المستمرة وأن يضعوا نهاية لمسيرة الدموع والدماء، يجب أن نصحح المغالطة وسوء الفهم لطبيعة المصالحة التي تحتاجها ليبيا.
وأضاف أن الجميع سيكتشف من خلال هذا المؤتمر أن الشعب الليبي موحد ومتفق على أهدافه الوطنية، وأنه يريد الانتخابات وينشد الأمن والسلام والخير والإعمار والرخاء والتنمية والتقدم والازدهار، مؤكدا أن موقفه مع الشعب ومع ما يريده ويراه الليبيون.
ولم يجر إلى حد الآن تحديد موعد للانتخابات في ليبيا بسبب خلافات بين المجلس الأعلى للدولة والبرلمان على شروط الترشح للرئاسة.
فقد صوّت مجلس الدولة على منع العسكريين ومزدوجي الجنسية من الترشح، في خطوة رفضها البرلمان الذي يطالب بالسماح للجميع بالترشح.
ويرى مراقبون أن ظهور سيف الإسلام مجددا ودعوته إلى عدم إقصاء أي مرشح للانتخابات جاء مع تنامي مخاوف أنصاره من إقصائه قبيل إقرار القاعدة الدستورية التي لا يزال الخلاف محتدما حولها، وبعد دعوة عبدالحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايتها الأحد سيف الإسلام إلى ضرورة الامتثال للمحكمة الجنائية الدولية، وهو ما عدّه البعض استهدافا لابن الزعيم الليبي الراحل لحساب توجهات أميركية.
وتداولت صفحات داعمة لسيف الإسلام القذافي على نطاق واسع على فيسبوك أنباء عن وجود نية لخطفه بقصد إبعاده عن الساحة السياسية راهنا وتسليمه إلى الولايات المتحدة، لاسيما بعد أن طالبت الولايات المتحدة عبر مندوبها لدى الأمم المتحدة السفير ريتشارد ميلز بضرورة تسليم سيف الإسلام الخاضع لمذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وذلك خلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي قدمها مدعي المحكمة الجنائية الدولية كريم خان، بشأن الوضع في ليبيا.
وأكد المتحدث الرسمي للمؤتمر الليبي للقبائل الطاهر الشهيبي (معروف بدعمه لسيف الإسلام القذافي) أن خطف سيف الإسلام وتسليمه بعيد المنال، كما أكد الدبيبة في مقابلة مع قناة تلفزيون “الحدث” السعودي مساء السبت أنه لا ينوي تسليم سيف الإسلام ولا رئيس المخابرات الليبية السابق عبدالله السنوسي.
وكان سيف الإسلام قد اختفى منذ ظهوره في مدينة سبها الواقعة جنوب البلاد، يوم تقديم أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية في نوفمبر من العام الماضي، بعد أن واجه ترشحه آنذاك مشكلة كبيرة إثر إدانته من قبل محكمة ليبية وصدور مذكرة توقيف بحقّه من محكمة الجنايات الدولية.
كما دفع ذلك المفوضية العليا للانتخابات إلى استبعاده من القائمة الأولية للمرشحين قبل أن تنصفه محكمة سبها وتقضي بإدراج اسمه ضمن القوائم النهائية لمرشحي الرئاسة في ليبيا، التي تعذّر إجراؤها بسبب خلافات قانونية حول أهلية المرشحين وشروط الترشح، وتوترات سياسية بين المعسكرات المتنافسة.