كريتر نت – العرب اللندنية
دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي مساء الأربعاء إلى دعم المقاومة الشعبية في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، عشية تصاعد موجة التذمر والغليان الشعبي جراء تردي الأوضاع المعيشية وانهيار الخدمات، فيما تعمل الحكومة اليمنية على زيادة التنسيق مع التحالف العربي بقيادة السعودية لردع تهديدات تلك الجماعة الموالية لإيران.
ويأتي هذا وسط تنامي الغضب في مواقع التواصل الاجتماعي ضد الجماعة الحوثية، التي تظهر مخاوف غير معلنة من نشوب انتفاضة داخلية، على غرار ما يحدث في إيران.
وعقد العليمي اجتماعا في الرياض مع 12 محافظا لمحافظات يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين، لمناقشة مستجدات الأوضاع المحلية، والاستجابة لمتغيرات المرحلة المقبلة على مختلف المستويات، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
وتطرق الاجتماع إلى “الأوضاع الاقتصادية والإنسانية والأمنية في تلك المحافظات والتدخلات المطلوبة للتخفيف من معاناة مواطنيها، ودعم تطلعاتهم إلى استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء انقلاب الجماعة الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني”، وفق البيان الصادر عن الاجتماع.
وتحدث العليمي عن تطورات الأوضاع الداخلية، بما في ذلك مسار الإصلاحات التي يقودها المجلس الرئاسي والحكومة، ونتائج التحركات الخارجية الأخيرة لصالح تعزيز موقف الحكومة، و”مناهضة المشروع الإيراني التخريبي في اليمن والمنطقة”.
وقدم محافظو المحافظات تقارير حول معاناة مواطنيها، “وانتهاكات ميليشيا الحوثي للحقوق الخاصة والحريات العامة، وإصدار الأحكام الجائرة بحق كل من يخالفها الرأي، والمعتقدات الدخيلة على المجتمع اليمني ونسيجه الخليجي والعربي”.
وأشارت التقارير “إلى حالة التذمر والغليان الواسع ضد سلطة الميليشيات الإرهابية، والإجراءات المطلوبة لحماية تلك الأصوات، وتعزيز حضور الشخصيات الاجتماعية، وقادة الرأي والناشطين، ودعم المقاومة الشعبية في مواجهة المشروع الإمامي المتخلف”.
وأفادت تقارير محلية ودولية مستقلة بأن الحوثيين قاموا بالاستيلاء على “أكثر من 4 مليارات و800 مليون دولار من الاحتياطيات النقدية، وودائع المؤسسات والحسابات الجارية للمصارف لدى البنك المركزي”.
كما صادروا ودائع لأشخاص معارضين بما يزيد عن مليار و700 مليون دولار، وأكثر من ملياري دولار من الأصول والممتلكات الخاصة، بحسب البيان.
إلى ذلك، بحث وزير الدفاع اليمني محسن الداعري خلال لقاء جمعه بالقائد الجديد لقوات التحالف في عدن حسين الحربي زيادة التنسيق بين الجانبين “لردع تهديدات” الحوثيين. وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”.
واستعرض الداعري خلال اللقاء “طبيعة الموقف العسكري، في ظل التصعيد الإرهابي للميليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا، واستهدافها المتكرر للمنشآت الوطنية وخطوط الملاحة الدولية ورفضها الجنوح للسلام”.
وفي الآونة الأخيرة، شنت جماعة الحوثي هجمات على 3 موانئ نفطية هي “الضبة” و”النشيمة” و”قنا” في محافظتي حضرموت وشبوة شرقي اليمن، ما أدى إلى توقف تصدير النفط الذي تعتمد عليه الحكومة في صرف رواتب موظفيها.
وشدد الداعري على “أهمية بذل المزيد من الجهود والتنسيق لمواجهة التحديات الماثلة، بما يضمن ردع هذه الاعتداءات الإرهابية والتعامل معها بكل قوة وحزم”.
وأضاف وزير الدفاع اليمني “أبناء الشعب اليمني لن ينسوا للأشقاء في قيادة التحالف وقفتهم التاريخية إلى جانب اليمن وشعبه في مختلف المراحل والظروف”.
والعميد الركن حسين الحربي تم تعيينه مؤخرا قائدا للتحالف العربي في عدن، خلفا للسابق العميد مجاهد العتيبي.
والعميد الركن حسين الحربي هو أحد قيادات القوات البرية السعودية، وجرت في أكتوبر 2021 ترقيته إلى رتبة عميد ركن بكلية القيادة والأركان بالقوات البرية.
وتبذل الأمم المتحدة جهودا لتمديد هدنة في اليمن استمرت 6 أشهر وانتهت في الثاني من أكتوبر الماضي، وتتبادل الحكومة والحوثيون اتهامات بشأن المسؤولية عن فشل تمديدها.
ويعاني اليمن حربا بدأت عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات نهاية 2014، بإسناد من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي قتل في 2017 بمواجهات مع مسلحي الجماعة إثر انتهاء التحالف بينهما.
وازداد النزاع منذ مارس 2015، بعد أن تدخل تحالف عسكري عربي بقيادة السعودية لإسناد قوات الحكومة الشرعية في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران.