كريتر نت – متابعات
تدخل إيران عام 2023 باقتصاد منهك بسبب العقوبات الغربية وبعزلة دولية واضطرابات شعبية مستمرة، في الوقت الذي رجحت فيه أوساط غربية أن يشهد عام 2022 إحياء الاتفاق النووي والدبلوماسية الناجحة بين إيران والغرب، لكنّه شهد بدلاً من ذلك حملة إيرانية لقمع احتجاجات شعبية.
واعتبرت شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية في تقرير الجمعة أنّ ما ينتظر البلاد وأنشطتها الخارجية ستكون له عواقب وخيمة، ليس فقط بالنسبة إلى ملايين الإيرانيين، ولكن أيضاً على أوكرانيا وروسيا ومعظم الشرق الأوسط والسياسة الخارجية للحكومات الغربية”.
ولفتت إلى أنّ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تحوّلت من تشجيع المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني إلى فرض مزيد من العقوبات على طهران، وإدانتها لتزويدها لروسيا بأسلحة فتاكة وتدريب القوات الروسية.
*شبكة “سي إن بي سي”: ما ينتظر البلاد ستكون له عواقب وخيمة بالنسبة إلى ملايين الإيرانيين وأوكرانيا وروسيا ومعظم الشرق الأوسط والسياسة الخارجية للحكومات الغربية*
وأوضحت الشبكة أنّ إيران، البالغ عدد سكانها (85) مليون نسمة، تعيش في خضم حركة احتجاجية وُصفت بأنّها أكبر تحدٍّ لحكومة الجمهورية الإسلامية منذ عقود.
وقال علي فايز مدير مشروع إيران في “مجموعة الأزمات” ومقرها في بروكسل: “سيكون عام 2023 عاماً محورياً بالنسبة إلى إيران، فالاقتصاد يُعاني من مشاكل أكثر من أيّ وقت مضى، والمجتمع مستاء أكثر من أيّ وقت مضى، والبلد أكثر عزلة من أيّ وقت مضى”.
وأضاف أنّ “إيران الآن، مثلما كان الاتحاد السوفييتي في أوائل وليس أواخر الثمانينيات، إنّه نظام مفلس إيديولوجياً، ومفلس اقتصادياً، ومشلول سياسياً، ومع ذلك أرى أنّه ما تزال لديه إرادة للقتال”.
وذكّرت الشبكة بحديث رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الأمم المتحدة رافائيل غروسي، عندما قال في عام 2021: إنّ “الدول التي تصنع القنابل فقط” تقوم بتخصيب اليورانيوم على مستوى التخصيب في إيران بنسبة 60%، وهذه مجرد خطوة فنية واحدة بعيداً عن درجة إنتاج الأسلحة التي تبلغ 90%.
*علي فايز: نظام إيران الآن مفلس إيديولوجياً، ومفلس اقتصادياً، ومشلول سياسياً، ومع ذلك أرى أنّه ما تزال لديه إرادة للقتال*
يُذكر أنّه بموجب الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، الذي ضم الولايات المتحدة وقوى أخرى، ورفع العقوبات الاقتصادية عن إيران مقابل قيود على برنامجها النووي، اقتصر تخصيب إيران لليورانيوم على 3.67%، وهو ما يكفي لبرنامج طاقة نووية مدني.
وقد انسحبت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي في عام 2018، وأعادت فرض عقوبات شديدة على إيران أضرت باقتصادها ودفعت حكومتها إلى تكثيف عمليات التخصيب؛ ممّا أدى إلى تقليص احتمالات قيام إدارة بايدن بإعادة إحياء الاتفاق بسرعة.
وقال رايان بوهل كبير محللي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة “Rane” في واشنطن: إنّ “الاتفاق النووي سيصبح قديماً وآيلاً للزوال بشكل متزايد في عام 2023، لا أوروبا ولا الولايات المتحدة تريدان تخفيف العقوبات على نظام يقوم بقمع المتظاهرين بعنف”.