حسن خليل
صحفي مصري
في تغريدة مثيرة للجدل، نشر الملياردير الأمريكي من أصل كندي، إيلون ماسك، صورة استخدم فيها رمز النجم الإسلامي والهلال، كمثال على “غسيل المخ” إلى جانب رموز أخرى، بما في ذلك المطرقة والمنجل الشيوعيين، الأمر الذي اعتبره البعض نوعاً من العنصرية والتحامل على الإسلام.
من جهته، دعا مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، أحد أكبر المنظمات الإسلامية المرتبطة بالإخوان المسلمين في الولايات المتحدة، رجل الأعمال إيلون ماسك، للقاء المسلمين الأمريكيين، والتعرف على الإسلام، في أعقاب التغريدة التي لاقت غضباً من الإسلاميين.
نائب مدير مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، إدوارد أحمد ميتشل، قال في بيان رسمي، يوم 28 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، إن كان من الممكن اعتبار الأمر مجرد مزحة، لكنها سوف تكون مزحة غبية للغاية. رافضاً بشكل حاد، ربط رمز للإسلام (النجم والهلال) بالأيديولوجيات اللادينية مثل الشيوعية، كسبب لتزييف الوعي، لافتاً إلى أنّ ذلك يعد أمراً من قبيل التعصب، ولا معنى له، بالضبط مثل استخدام نجمة داود؛ لاستهداف المجتمع اليهودي.
وتابع البيان: “ندعو إيلون ماسك للقاء المسلمين الأمريكيين، والتعرف على حقيقة الإسلام. لن يساعده ذلك على احترام عملائه المتنوعين وخدمتهم بشكل أفضل فحسب، بل ربما يجعله أيضاً أقرب إلى السلام، الذي لا يمكن للمال والشهرة شراؤه أبداً”.
الإخوان وتملق المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة
مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، يزعم دوماً أنّ مهمته هي حماية الحقوق المدنية، وتعزيز فهم الإسلام، وتعزيز العدالة، وتمكين المسلمين الأمريكيين.
بشكل يظهر معه هدف الإخوان، وهو احتكار الحديث بلسان المسلمين في الولايات المتحدة، وتكريس مزاعم الهيمنة والتمكين.
جدير بالذكر أنّ إشارة البيان إلى نجمة داوود، تتفق مع ما تحاول منظمة كير الترويج له، من رفضها معاداة السامية، وتكاتفها مع المجتمع اليهودي وتملقه، في الولايات المتحدة، ضدّ النازيين الجدد، أو الحركات اليمينية العنصرية.
ففي اليوم نفسه الذي صدر فيه البيان، أدان مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، توزيع منشورات وصفها بأنّها معادية للسامية في منطقة غراند جنكشن، بولاية كولورادو، وأعرب المجلس عن تضامنه مع الجالية اليهودية المحلية، ولفت المجلس إلى أنّ اليهود يجدون أنفسهم مادة للكراهية، وهو أمر مرفوض.
المجلس سبق وأدان أيضاً قبل أيام ظهور لافتة معادية للسامية، في مقاطعة مور، بولاية نورث كارولينا.
أيلون ماسك والإسلام وآليات السوق
بعد أسابيع قليلة فقط من إتمام إيلون ماسك عملية شرائه المتعثرة لموقع تويتر، ظهر شريط فيديو على المنصة، يظهر رد فعل طالب مسلم في الهند، بعد أن وصفه أستاذ جامعي بالإرهابي “مازحاً”، فرد الطالب: “كونك مسلماً في هذا البلد، وتواجه كل هذا كل يوم ليس بالأمر المضحك”.
بعد مشاركته من قبل نشطاء وصحافيين بارزين، انتشر مقطع الفيديو على نطاق واسع، ليحصل على أكثر من 3.2 مليون مشاهدة. وأشاد معظم المشاهدين بالطالب؛ لوقوفه في وجه التحيز، وابتهجوا عندما تم وقف الأستاذ عن العمل من قبل الجامعة.
انقسمت الآراء حول الأمر، فالبعض مثل كافيتا كريشنان، وهي ناشطة بارزة في المجال الحقوقي، أشادت بقبول موقع تويتر نشر المقطع قائلة: “يمكننا على الفور دق ناقوس الخطر، بشأن أي حملة قمع ضد حقوق الإنسان، وإيصال الخبر إلى المواطنين المعنيين الآخرين، وكذلك الصحافيين الحقيقيين”. وذلك بحسب تقرير بالإنجليزية على موقع “دويتشه فيله”.
آخرون اعتبروا نشر المقطع، بغض النظر عن النتائج التي أفضى إليها الأمر، نوعاً من العنصرية ضدّ الإسلام، ووصفوا الأمر بأنّه يعبر عن حالة الفوضى الشاملة المحيطة بالموقع، والتي ربما تهدد وضع المنصة في الهند، ثالث أكبر سوق للمنصة، بعد الولايات المتحدة واليابان. وعلّق أيلون ماسك على الأمر باقتضاب قائلاً إنّ الهند هي سوق رئيسي للنجاح المستقبلي للمنصة.
آبار جوبتا، المدير التنفيذي لمؤسسة حرية الإنترنت (IFF)، وهي منظمة مقرها نيودلهي، وتختص بالدفاع عن الحقوق والحريات الرقمية، علّق على الأمر في تصريحات لـ”دويتشه فيله”، لافتاً إلى أنّ الإشراف على المحتوى البشري، هو المفتاح للسماح بالتدفق الحر للأفكار، مع حماية المستخدمين من إساءة الاستخدام والمحتوى البغيض في أمور عنصرية، لكنه استدرك قائلاً: “لا توجد موارد كافية للمراجعة البشرية، للتأكد من أنّ ممارسات الإزالة تتم بشكل صحيح”.
صعوبات تواجه تويتر في الهند
وبحسب “دويتشه فيله” أيضاً، فإنّ موقع تويتر يستخدم في الهند لمهاجمة الأقليات، من خلال خطاب الكراهية وتوظيف المعلومات المضللة، ويعد المجتمع المسلم هناك من أبرز الأقليات التي يستهدفها خطاب الكراهية، وفي ذلك تقول الصحافية الاستقصائية عصمت آرا لـ”دويتشه فيله”، إنّها تعرضت لخطاب كراهية وهجمات بغيضة على موقع تويتر. في وقت سابق من هذا العام، تمّ نشر صورة مزيفة لها على موقع مزاد وهمي على الإنترنت، يستهدف النساء المسلمات، ثم انتشرت الصورة على موقع تويتر. مضيفة: “أعتقد أنّ تويتر يجب أن يركز على القضاء على الحسابات المزيفة، وأيضاً الحل السريع للمشكلات المتعلقة بالتحرش الجنسي بالنساء عبر الإنترنت”.
جدير بالذكر أنّ هناك مشكلة أخرى يتعين على ماسك التعامل معها في الهند، وهي الخلاف طويل الأمد بين تويتر وحزب بهاراتيا جاناتا (BJP)، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء ناريندرا مودي. حيث تحاول الحكومة وقف ما أسمته التشهير بحزب بهاراتيا جاناتا، من خلال مطالبة تويتر بحظر الحسابات التي تهاجم الحزب، وتعتزم الحكومة استخدام قانون تكنولوجيا المعلومات، للدعوة إلى تحجيم موقع تويتر؛ لحظر المحتوى المناوئ للحكومة، لمصلحة سيادة الهند.
المصدر حفريات