كريتر نت – متابعات
أكدت مصادر مقربة من تنظيم القاعدة لصحيفة “ديلي بيست” الأمريكية أنّ التنظيم يخطط للإعلان عن سبب مزيف لوفاة زعيمه السابق أيمن الظواهري، الذي قُتل بالفعل في غارة جوية أمريكية.
وقالت المصادر: إنّه بحسب الخطة، سيعلن تنظيم القاعدة أنّ الظواهري توفي بسبب اعتلال صحته، على الرغم من أنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن عقد مؤتمراً صحافياً قال فيه إنّ خليفة أسامة بن لادن قتل بضربة دقيقة على منطقة راقية في كابل قبل (6) أشهر.
الصحيفة تشير إلى أنّه عندما قضت الولايات المتحدة على أسامة بن لادن في عام 2001 في غارة ليلية على مجمعه في أبوت آباد بباكستان، اعترف تنظيم القاعدة بوفاته في غضون (4) أيام، وأصبح الظواهري “الأمير الجديد”.
وذكرت مصادر مقربة من القاعدة للصحيفة أنّ حكومة طالبان توسلت حينها للقاعدة ألا تؤكد أو تنفي وفاة الظواهري، وذكر أحد كبار المتطرفين في المنطقة أنّ “إخفاء مقتل الظواهري هو نتيجة تفاهمات سرية بين طالبان والقاعدة”.
وتنكر طالبان، التي استعادت السيطرة على أفغانستان في أغسطس (آب) 2021، مقتل الظواهري، وبعد الغارة قال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد إنّهم سيجرون تحقيقاً كاملاً في غارة تموز (يوليو)، لكن لم يصدر أيّ تصريح رسمي حتى الآن.
وكان الهجوم مصدر إحراج لطالبان على العديد من المستويات، إذ كانت الجماعة قد وافقت على قطع العلاقات مع القاعدة خلال اتفاق الدوحة للسلام مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في عام 2019، لكنّ زعيم الجماعة الإرهابية كان يعيش في أحد أفخم الأحياء في كابل، وهو أمر أظهر بوضوح أنّ طالبان غير قادرة على توفير الحماية، بحسب الصحيفة.
وقال مصدر مقرب من عناصر متطرفة للصحيفة: إنّه تم الكشف عن أدلة على أنّ وكالة المخابرات المركزية الأمريكية قد اخترقت الممتلكات التي كان الظواهري يختبئ فيها، “مع اكتشافات مزعومة لكاميرات تجسس وأجهزة مراقبة أخرى داخل المنزل، حتى في سرير الظواهري”.
وفي أيلول (سبتمبر) كشفت وكالة المخابرات المركزية عن نموذج مفصل للممتلكات هذه في متحفها في فرجينيا، ممّا يشير إلى الكم الهائل من المعلومات التي تم جمعها من منزل الظواهري.
وتقول الصحيفة: إنّه “مهما كانت الطريقة، فإنّ الاغتيال ترك حركة طالبان أكثر عزلة، فقد تمّت الإطاحة بنظامهم الأول من قبل الولايات المتحدة في عام 2001، عندما طالبت واشنطن بتسليم أسامة بن لادن بعد حادثة 11 أيلول (سبتمبر)، لكنّهم رفضوا القيام بذلك، وفقاً لما نشره موقع 24.
وتضيف الصحيفة أنّه “بعد أن فقدوا حكومتهم السابقة بسبب تنظيم القاعدة، فإنّهم مصممون على عدم زعزعة استقرار حكومتهم الجديدة من قبل زملائهم هذه المرة”، وقالت مصادر إنّ شبكة حقاني، وهي فرع شبه مستقل داخل حركة طالبان، تضغط على القاعدة للحفاظ على الهدوء في الوقت الراهن.
وأشار مصدر مقرب من الظواهري للصحيفة: “الظواهري وأسامة بن لادن تمنيا الاستشهاد من قبل الولايات المتحدة، وكلاهما حصلا على رغبتهما، لكنّ القاعدة تخفي ذلك لإنقاذ طالبان من كارثة وعواقب وجود قيادة عليا في كابل”.
ولم يتم تحديد زعيم جديد بعد للتنظيم، وقالت مصادر في المنطقة لـ “ديلي بيست”: إنّ هناك (3) أعضاء من تنظيم القاعدة من الممكن أن يصبح أحدهم زعيماً جديداً للتنظيم، وهم: “سيف العدل، وهو عميل مخضرم في تنظيم القاعدة مطلوب من قبل الولايات المتحدة منذ عام 1998، وياسين السوري الذي يقال إنّه ممول كبير لفرع الجماعة المتمركز في إيران، وصهر الظواهري عبد الرحمن المغربي، وهو مواطن مغربي يعيش في المنزل الذي قتل فيه الظواهري”.