بهاء الدين عياد صحافي
فوجئت عائلات روسية منذ بداية الحرب التي قاربت على العام، برسائل استغاثة من أبنائهم الشباب والمراهقين عبر تطبيق “تليغرام” وغيره من برامج المراسلة بالهواتف الذكية، تكشف معاناتهم من لهيب معارك لم يكن أغلبهم على دراية بهدفها أو مداها الزمني المتوقع، بعد أن تلقوا تلقيناً من قادتهم بأن مواطنيهم من الأوكرانيين والأوكرانيات الروسيين الأصل ينتظرونهم بالأزهار في أراضي الإمبراطورية الروسية التي سيطر عليها “النازيون الجدد”.
الفظائع التي كشفت عنها العائلات مع الأسابيع الأولى للحرب دفعت أمهات بعض الجنود إلى الذهاب بأنفسهن إلى ساحة القتال لاستعادة أبنائهن من “حرب بوتين” عوضاً عن تركهم لنيل شرف العسكرية والدفاع عن الوطن والتفاخر بدفعهم ضريبة الدم إن قتلوا، لكن بعضهن لم يتلقين سوى رسائل من ضباط أوكرانيين تمكنوا من أسر أبنائهن أو قتلهم، ليعلن الجيش الروسي بعد 10 أشهر من الحرب، أن هواتف الجنود أسهمت في استهدافهم بساحة القتال.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء الماضي، أن 89 جندياً قتلوا في الهجوم الأوكراني على ماكيفكا بمنطقة تسيطر عليها روسيا في إقليم دونيتسك، موضحة أن السبب الرئيس للهجوم هو استخدام القوات للهواتف المحمولة على نحو غير مصرح به.
مجلة “الحرب المعلوماتية” نشرت دراسة عام 2012 تحذر مبكراً من أخطار استخدام جنود وضباط القوات المسلحة النظامية للهواتف المحمولة خلال خدمتهم، وتحت عنوان “الهواتف المحمولة والجيوش: أداة مفيدة أم تهديد حقيقي؟”، توضح الدراسة أن الهواتف الذكية أصبحت منتشرة في الجيوش، ليس فقط للاستخدام الشخصي، لكن أيضاً كأداة في ساحة المعركة.
وكشفت الورقة البحثية عن أبعاد لم تكن ذائعة الصيت بين خبراء أمن المعلومات في ذلك الحين، من قبيل مناقشة المخاطر المتعلقة باستخدام الهواتف الذكية في البيئة العسكرية، وماذا تعني تلك الوسائط بالنسبة إلى حروب المعلومات، لكنها أيضاً تقدم تطبيقات عملية للاستخدامات العسكرية للأجهزة والهواتف المحمولة بطريقة مفيدة في نشر القوات والتواصل والقيادة وتحديد الأهداف والإعلام العسكري وغيرها، بيد أن تلك المعرفة المتوفرة على الإنترنت وبالمنطق العقلاني ربما كانت غائبة أو مغيبة عن المعارك في أوكرانيا بطريقة أو بأخرى، أو لعلها تكشف عن كيفية تطور نطاق المعارك كما خطط لها الاستراتيجيون الروس وتحولها إلى حرب ممتدة لا يعرف العالم موعد نهايتها حتى الآن.
هدية للعدو
الكاتبة الإيرلندية ماريا فاريل المتخصصة في الشؤون التكنولوجية ترى في مقال بعنوان “الجنود الذين يحملون هواتف ذكية يمكن أن يكونوا هدية للعدو”، أن مخاطر أمنية جمة تحيط بالجنود الذين يحضرون الهواتف الذكية إلى ساحة القتال، وتذكر الكاتبة أن زوجها عندما ذهب مع الجيش البريطاني إلى أفغانستان قبل سنوات عدة، منع بشكل قاطع جميع الجنود من استخدام هواتفهم، وكان يتصل بها مرة واحدة في الأسبوع على الأكثر من خلال محادثات بسيطة وقصيرة.
وتوضح الكاتبة أن الهواتف المحمولة غير آمنة بشكل كبير، سواء بالنسبة إلى الاستخدام المدني أو العسكري، موضحة أنها عبارة عن شبكة مصممة لتوليد واستغلال بيانات المستخدم ومشاركتها مع مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة، من مصنعي الأجهزة ومالكي أنظمة التشغيل ومنشئي المحتوى ومصممي البرامج والتطبيقات وشركات الهاتف والشبكات.
وأشارت إلى أنه يمكن لبرامج التجسس قراءة الرسائل النصية وتتبع المكالمات وجمع كلمات المرور وتتبع موقع الهاتف والوصول إلى الميكروفون والكاميرا الخاصة به وسحب المعلومات من التطبيقات، “فلا عجب أن عديداً من الجيوش تحظر الهواتف المحمولة الشخصية للجنود أثناء القتال، بينما يحظر البعض استخدامها تماماً”.
من جهتها تتفق دلال محمود مديرة برنامج الأمن والدفاع في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، مع القول إن “الهواتف المحمولة تهديد لأمن المعلومات للأفراد العاديين، فما بالنا بالعسكريين، وهذا التهديد لا يقتصر على ساحات القتال بل في الثكنات وفي المقار الإدارية والمكاتب أيضا”.
ومنذ سنوات حظرت بعض الدول الأوروبية على جنودها استخدام الأجهزة أو التطبيقات الخاصة بنظام تحديد الموقع الجغرافي خلال انتشارهم خارج بلادهم وذلك لمكافحة عمليات التجسس، وعام 2018 أقرت وزارة الدفاع البلجيكية مراجعة القيود الخاصة باستخدام جنودها للهواتف الذكية خلال مشاركتهم في عمليات عسكرية، وذلك من أجل التصدي لخطر التجسس واعتراض البيانات، لا سيما من قبل روسيا.
تهديد يتجاوز الذكاء الاصطناعي
يمكن لتطبيقات النقل وجلب السيارات أن تحدد مواقع وخطوط سير الجنود والعسكريين إذا استخدموها، وقد دفع ذلك بكين إلى فرض قيود على مثل تلك التطبيقات بالنسبة إلى جنودها. كما استخدم باحثون مواقع استخباراتية مفتوحة المصدر لتحليل منشورات الجنود على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان بإمكانهم تتبع الحركة الكاملة لوحدة عسكرية روسية نقلت قاذفة صواريخ من المحتمل أنها أسقطت رحلة الخطوط الجوية الماليزية فوق شرق أوكرانيا عام 2014.
كما يقدم حساب “غوغل” خريطة بخط سير المستخدم شهرياً، عبر تطبيق “غوغل ماب” لكل مستخدم عادي، بإمكان تسريبها أو الدخول إليها لمعرفة الأماكن التي يتردد إليها أو حتى المواقع الحساسة التي في محيط إقامته وغيرها.
وتوضح الباحثة دلال محمود لـ”اندبندنت عربية” أن البرمجيات المستخدمة في الهواتف المحمولة تحول الهاتف من مجرد آلة للاتصال إلى منظومة آلية متفاعلة مع صاحبها تحدد موقعه وتسمع حديثه وتصوره أيضاً، و”جميعنا يتعرض لهذا طوال الوقت، فكثيراً ما نجد على التطبيقات الإلكترونية على الهاتف إعلانات أو أخبار تتعلق بأمر كنا نتحدث عنه أو نبحث عنه بجوار الهاتف وليس أثناء تحدثنا فيه، والأمر هنا يتجاوز خوارزميات البحث المرتبطة بالذكاء الاصطناعي أو الربط بين محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي.”
وتضيف أن “مجال العمل الطبيعي للعسكريين يرتبط بحفظ الأمن، ما يقتضي منهم وضع الخطط واتخاذ الإجراءات اللازمة، ولذلك قد يكون من اللازم أثناء هذا العمل سواء المكتبي أو الميداني ألا يكونوا يحملون هواتف محمولة يمكن اختراقها أو رصد ما فيها، أي ألا تكون متصلة بالإنترنت”.
وتؤكد الخبيرة في الشؤون الأمنية والدفاعية بأنه “إذا كان هذا الإجراء الوقائي والحذر صحيحاً في الأوقات الطبيعية، فيجب أن يتضاعف في ميادين القتال وساحات المواجهة، التي تنشط فيها أجهزة الاستخبارات والمعلومات بصفة عامة، ويسهل وقتها رصد مواقع الجنود الذين يستخدمون الهواتف المحمولة. وهنا قد يدفع البعض بفكرة أن الهواتف تيسر التواصل بين الجنود في المواقع القتالية، بخاصة إذا لم تكن هناك محطات اتصال أرضية، لكن تأمين الجنود هنا أهم ولا يوجد شبكة اتصال للهواتف المحمولة آمنة بشكل مطلق، وفي الأخير تظل الهواتف المحمولة تهديداً حقيقياً للجيوش بخاصة أثناء المعارك القتالية”.
الحرب التقنية في أوكرانيا
الحرب الروسية – الأوكرانية لا تدور بالقوة الصلبة الرئيسة المتمثلة في الدبابات والمدرعات والمقاتلات ومدافع الميدان وموجات الاصطدام التقليدي بين تشكيلات المشاة، وإنما في الأصل هي حرب تقنية وذكاء اصطناعي بين أفضل ما توصل إليه الغرب وروسيا من تقنيات على حد سواء، هكذا يرى محمد حسن الباحث المتخصص في السياسات الدفاعية، الحرب الروسية في أوكرانيا.
ويقول حسن في حديث إلى “اندبندنت عربية” إن “الحرب التقنية لا تنحصر كذلك في الحروب والهجمات السيبرانية، إنما هي أسلوب هجين يجمع ما بين القذائف والقنابل وبين أنظمة الذكاء الاصطناعي وأنظمة الاتصالات عبر الفضاء”.
ويشير كذلك إلى أن الضربة التي تلقتها روسيا ليلة رأس السنة كانت من هذا النوع “الهجين”، حيث تم تفريغ بطارية كاملة من منظومة هيمارس الصاروخية على مبنى مليء بالجنود الروس في ميكافكا بمنطقة دونيتسك، وتسببت الضربة في مقتل 89 جندياً بحسب البيانات الروسية الرسمية، فيما قالت أوكرانيا إن الضربة أوقعت 400 جندي.
موسكو أرجعت سبب الضربة إلى استخدام جنودها للهواتف المحمولة، مما تسبب في تحديد موقع الجنود، ومن ثم تفريغ بطارية صواريخ كاملة على الموقع، لتتلقى روسيا أكبر ضربة دموية لقواتها منذ بدء الحرب، وفي ردها على هذه الضربة الكبيرة، نفذت روسيا حسب بيان وزارة دفاعها، ضربة صاروخية دقيقة أوقعت 600 جندي أوكراني، كما دمرت عدداً من بطاريات الهيمارس الصاروخية.
وأعرب الباحث المتخصص في السياسات الدفاعية عن اعتقاده أن الضربة الأوكرانية تكشف عن مدى تهديد الهواتف الذكية في الميدان العسكري وحجم الخسائر لتلك التهديدات في أرواح الجنود وخطوط إمدادهم، “إذ جاءت بعد ضربة صاروخية نفذتها روسيا في مدينة لفيف غرب أوكرانيا، التي تعد ترانزيت لنقل العتاد الغربي لخطوط المواجهة، ما أوقع عدداً من الخسائر صنفتها بعض التقارير بالكبيرة”.
تربح الجنود من بث المعارك
واللافت أن تلك الحرب في أوكرانيا على شراستها، لم تمنع الجنود من استخدام تطبيقات بث المقاطع المصورة “تيك توك”، والتربح من الإنترنت عبر خدمات البث المباشر للمعارك نظير مقابل مادي، ويوضح حسن “المفارقة هنا أن خوادم بث التيك توك باتت تحتفظ بأرشيف ضخم من المعارك في أوكرانيا بسبب استخدام الجنود الروس والأوكران لهذا التطبيق في توثيق انتصاراتهم في الحرب، وضمن برامج الدعاية والحرب المعلوماتية، لدرجة أنه يمكن وصف هذه الحرب، بحرب التيك توك، فجودة محتوى المعارك المحفوظة على هذا التطبيق فاقت جودة اليوتيوب وتويتر”.
وتقنياً تمتلك كل من روسيا وأوكرانيا تقنيات يمكنها تحديد الهواتف الجوالة في ميدان الحرب، وفق الباحث، مثل منظومة “ليير -3” الروسية التي تتكون من درون وشاحنة وآلية ربط بالأقمار الصناعية، وفور طيران الدرون يمكن تحديد وتتبع الهواتف ضمن نطاق يتعدى أربعة كيلو مترات ومن ثم توجيه نيران المدفعية والمقاتلات وصواريخ الكروز حيثما تكون إحداثيات هذه الهواتف، “فنحن أمام حرب تقنية وهجينة كما تطرقنا في البداية، ولسوء الحظ لا يمكن السيطرة عليها”.
وبخلاف بث الجنود لصور كتائبهم أو وحداتهم العسكرية من أجل الربح أو التسلية، يمكن لتطبيقات وأجهزة رياضية أن تكشف معلومات سرية مصنفة بغير قصد، ففي عام 2018 تسبب جهاز لتتبع اللياقة البدنية يستخدمه كثيرون في الجيش الأميركي والخدمات الدبلوماسية لتسجيل ومشاركة مسارات الجري المفضلة لديهم لمستخدمي التطبيق الآخرين، في الكشف عن مواقع المنشآت العسكرية والاستخباراتية في جميع أنحاء العالم.
رب ضارة نافعة
وبجانب السلبيات يوجد عديد من الإيجابيات في استخدام الهواتف خلال المعارك، وفق الباحث المتخصص في الأمن الإقليمي مصطفى كمال، الذي يشير إلى ارتباط وصول الهواتف المحمولة إلى خطوط المواجهة في الحروب، بأمرين، الأول ببنية ونوعية الجنود المقاتلين في المعارك الحديثة، إذ يعبر تزايد أعداد الجنود المستخدمين للهواتف على خطوط القتال، عن تزايد الارتباط بينهم وبين بيوتهم وعائلاتهم بخاصة مع استمرار الحرب لأشهر عديدة بعد أن كانت الخطة الموضوعة بالأساس تعتمد على الحرب الخاطفة لمدة زمنية قصيرة للغاية، كما هي الحال في أوكرانيا.
الأمر الآخر الذي يؤدي إلى استخدام الهواتف المحمولة في المعارك الحربية هو تباعد خطوط الإمداد على خط المواجهات، “حيث يصعب الربط السلكي بين الوحدات وفي هذه الحالة يستخدم الجنود الهواتف المحلية رخيصة الثمن للتواصل بين وحدات المعارك، ونقل المعلومات التي تحتاج إلى الحفاظ على السرية، إذ تتميز هذه النوعية من الهواتف على عكس الهواتف الذكية، بأنه لا يمكن اختراقها أو تعطيلها دون التلاعب المادي المباشر، بذلك تتخصص الهواتف الميدانية في الاتصالات القتالية في المستوى المتوسط، حيث لا تتوفر محطات الراديو ولا هواتف الأقمار الصناعية التي تمنح القدرة على الاتصال بأمان حتى من ملجأ خرساني تحت الأرض، لكنها باهظة الثمن ونادرة، ويستخدمها في الغالب القادة رفيعو المستوى”، وفق كمال.
وفي مقابل ما سبقت الإشارة إليه من أخطار استخدام الهاتف الذكي للعسكريين، يرى الباحث المتخصص في الأمن الإقليمي مصطفى كمال أنه غالباً ما ينظر إلى الهاتف على أنه خطر مقبول في الجيوش، فالجنود لا يهتمون كثيراً بالأمن حيث تتفوق الحرية على السلامة، بخاصة إن ساد الاعتقاد بأن هناك عديداً من الطرق الأخرى للعثور على المعلومات وإطلاق النار المستهدف”.
وعلى رغم السلبيات من استخدام الهواتف المحمولة للتنصت على المكالمات الهاتفية واستهداف الحرائق ورسم خرائط لحقول الألغام، فإنه على جانب آخر أحد أساليب القتال الذي يتطلب من الجنود وضع قواعد واضحة، لكن غير رسمية حول استخدامه، ودمج منطق كل من الترابط والانفصال، والوسائط والوسائط المضاد، فقد تدخل الهاتف المحمول بنشاط في سياق الحرب في دونباس وعمل كوسيط في الإمدادات البشرية التي استلزمتها الحرب، حيث يساعد على استقرار ودعم وإضفاء المرونة على الجيش كمؤسسة، وصلته بقاعدة الدعم المدني التي تتكون من أقارب المقاتلين والمتطوعين، بذلك أسهمت الهواتف المحمولة بشكل حاسم في نجاح أوكرانيا في المراحل الأولى من الحرب، على رغم تكنولوجيا التشويش الروسية، لأنها سمحت للمدنيين بالمساعدة في المجهود الحربي.
قواعد الاتصال خلال المعارك
وتعد الهواتف الشخصية التي تربط الجنود بالمنزل هي الأخطر، فعادة ما يخالف الجنود قواعد الاتصال التي عادة ما تقوم على أن الجندي هو من يتصل وليس الأقارب، بحيث يصبح تجاهل أية مكالمات واردة في المواقف الخطرة هو القاعدة، وغالباً ما كانت تنتهك سياسة الاتصال في الخطوط الأمامية من قبل الأسر المتوترة، وكانت المحادثات الهاتفية تحدث حتى أثناء العمليات القتالية، في الوقت نفسه، يشعر الجنود أيضاً بالضغط للحفاظ على الاستقرار العاطفي للأقرباء، وفق المتحدث السابق “إذ ترفع الحرب أيضاً مكانة الاتصال الصوتي والشفهي، حيث ينظر إليها على أنها أكثر أصالة وجدارة بالثقة من الرسائل النصية، ويشدد الجنود على أهمية سماع أصوات زوجاتهم وبخاصة الأطفال”.
من هنا تأتي خطورة استخدام الهواتف في المعارك الحربية، إذ يمكن للهاتف أن يخذل الجندي بطرق عدة، من بينها عندما تضيء شاشة الهاتف في الظلام، فقد تكون مرئية على بعد أميال وتصبح خطيرة مثل إشعال سيجارة، حتى أدلة الهاتف يمكن أن تكون محفوفة بالأخطار.
الخطر الآخر الذي قد يجلبه الهاتف على صاحبه هو نيران مدفعية العدو، حيث تستهدف المدفعية عديداً من أرقام الهواتف المحمولة التي تصبح نشطة في وقت واحد في مكان غير متوقع، مثل وسط حقل أو برية من خلال تتبع المحطات القاعدية، وهو أمر لا يمثل مشكلة في كثير من الأحيان على خط المواجهة الذي يسهل اختراقه رقمياً بأجهزة متخصصة في تحديد إشارة الهاتف المحمول.
لذلك في كثير من الحروب، تصدر قرارات بحظر استخدام الهواتف المحمولة والكاميرات وأجهزة استقبال الراديو وأجهزة الكمبيوتر.
نقلاً عن أندبندنت عربية