كريتر نت – متابعات
شدد مركز دراسات أمريكي، على عدم الاستسلام لمطالب مليشيا الحوثي –الذراع الإيرانية في اليمن-، في حين رأى أنه يجب على التحالف العربي بقيادة السعودية، العمل على استعادة توازن القوى، عبر الاتفاق داخليًا على الرهانات وتقديم موقف موحد أثناء المفاوضات.
وقال المجلس الأطلسي الأمريكي في تقرير حديث، إن “التحالف لن يحصل على ما يريد إلا في حالة أن يملك اليمن مستقلاً”.
وأوضح أن موافقة التحالف الذي تقوده السعودية على رؤية موحدة وموقف تفاوضي من شأنه أن يعيد توازن الصراع بشكل فعال ويقضي على ميزة رئيسية للحوثيين: وهي “الخصم المنقسم”.
ورأى أن استعادة توازن القوى في المفاوضات مع الحوثيين ليس حلما بعيد المنال، مضيفا: “سيكون للتحالف الموحد فرصة أفضل لتمديد وقف إطلاق النار بشروط مواتية، ونأمل أن يؤدي ذلك إلى محادثات سلام في اليمن”.
وقال التقرير، إن هذا يتطلب “اتفاق أعضاء التحالف الرئيسيين أولاً على مستقبل اليمن، ودور كياناته السياسية المختلفة، ومن ثم إجراء مفاوضات المسار الثاني المباشرة أو غير المباشرة لتحقيق رؤية ائتلافية موحدة (رؤية لشركاء التحالف في اليمن).
وأضاف: “بدون أن يدرك الحوثيون أن التحالف متحد بشأن هذه النقاط -في الفكر والكلمة والعمل- فلن يكون لديهم سبب كافٍ للتوصل إلى اتفاق”.
وذكر المجلس الأطلسي الأمريكي، أن دول التحالف (السعودية والإمارات) تسعى إلى إنهاء الصراع في اليمن ولكن لديهما القليل من الخيارات الجيدة، مضيفا: “الخيار الأفضل هو استباقي: فبدلاً من الاستسلام لمطالب الحوثيين الأخيرة -والمتغيرة بشكل متكرر- وسحب دعمهم للقوات الموالية للحكومة، يجب على هؤلاء الحلفاء محاولة استعادة توازن القوى في المفاوضات”.
وشدد أن تطوير موقف مشترك بشأن القضايا الرئيسية مثل دور حزب الإصلاح، الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، وتقاسم السلطة بين المنافسين الموالين للحكومة، ووضع الموارد النفطية في مأرب من شأنه أن يوحد التحالف ويقدم توازناً أفضل ضد الحوثيين.
ولفت التقرير، أن هجمات الحوثيين المتكررة للاستيلاء على هذه الموارد (منشآت النفط بمأرب) تؤكد قيمة هذه الجائزة والسلطة التي تمنحها للطرف المسيطر، مشيرا إلى أن القوات الإماراتية والبحرينية ساعدت في وقت مبكر من الصراع، الحكومة اليمنية في الدفاع عن مأرب بنجاح بينما استخدم السعوديون في السنوات اللاحقة طلعات جوية سخية لصد هجمات الحوثيين.
وأردف: “في الوقت الحالي، يؤدي انعدام الوحدة إلى استمرار الصراع ومعاناة الشعب اليمني”.
وفيما قال التقرير إن “الانقسام بين المجموعات المختلفة المدعومة من السعوديين والإماراتيين هو سمة مؤسفة لعدم تماسك التحالف”، رأى “أن درجة من التسوية بشأن هذه النقطة يمكن أن توحد جميع الأطراف ضد تهديد مشترك”.
واستطرد قائلا: “في الوقت الحالي، يلعب الانقسام الداخلي دورًا مباشرًا في صالح الحوثيين من خلال القتال بشكل أساسي بالنيابة عنهم بالإضافة للسماح لهم بالتعامل مع خصومهم بطريقة مجزأة”.
وأشار إلى أن جميع الأطراف في التحالف تتفق بشكل كبير على الحد من دور إيران في اليمن، وفي حين أن التفاصيل مهمة على الأقل، فإن التحالف سيدعم بلا شك سياسة تحظر على إيران توفير الأسلحة والمعدات والتدريب للحوثيين.
وبالنظر إلى انتهاك إيران العلني والروتيني لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضد تهريب الأسلحة –يقول التقرير- فإن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي سوف يدعمان هذا الموقف أيضًا، ومع ذلك سيتطلب الأمر أكثر من تصريحات العزم لتقييد نفوذ إيران على الحوثيين وجهودهم لتسليحهم وتطويرهم كوكيل عسكري.