اللواء . علي حسن زكي
لقد شكلت مقاومة أبناء عدن الباسلة وتضحياتهم وتصديهم الأسطوري في قلعة صيرة التاريخية بصدور عارية وأسلحة بدائية لقوات الغزو والإحتلال البريطاني في 19 يناير عام 1839م نقطة البداية لمسيرة شعب الجنوب التحررية وإنطلاقة ثورته المجيدة 14 أكتوبر 1963م من جبال ردفان الشامخة وخوض مرحلة الكفاح المسلح وإعلان العمل الفدائي في المستعمرة عدن .
فيما شكلت إنتفاضة 20 يونيو 1967م وسقوط مدينة كريتر قلب العاصمة عدن بيد الثوار لمدة عشرون يوماً نقطة البداية لسقوط المناطق تباعاً ورحيل المستعمر البريطاني من أرض الجنوب الطاهر وإعلان دولة الجنوب على كامل التراب الوطني يوم 30 نوفمبر 1967م .
وحيث شكلت إنطلاقة مسيرة التصالح والتسامح الجنوبي من عدن أيضاً من جمعية ردفان يوم 13 يناير 2006م نقطة البداية لمسيرة شعب الجنوب التحررية من الغزو والإحتلال بحرب عام 1994م !… ودارت عجلة النضال السلمي من مدينة عدن كذلك من ساحة العروض بخور مكسر يوم 7/7/2007م ، في سياق ذلك يكون من نوافل القول إن عدن العاصمة التاريخية للجنوب ودولته وثغره الباسم ورمز مدنيته وحضارته .
ورغم مكانتها ودورها الفاعل والمتميز في كل مراحل النضال الوطني التحرري ورغم احتضانها إنطلاق محطاته التاريخية ورغم ما تدفعه في سبيل ذلك من تضحيات جسام من دماء وأرواح أبنائها وأمنها وإستقرارها وسكينتها العامة وتضرر معيشتها وحياتها المدنية وخدماتها الإجتماعية الأساسية وتخطيطها العمراني ومبانيها ومعالمها الأثرية والتاريخية وجمال بحارها ونظارة شواطئها ومتنفساتها وجبالها ورمزية جبلها الأشم شمسان الأبي ، تدفع مثل ذلك أيضاً في دورات العنف وفي كل الحروب التي تستهدف إحتلال الجنوب حيث تتجه صوبها ، وكذلك كل وصول وتمدد سكاني وصل سهلها والجبل حد مناطق تصريف مجاري المياة!.
إن الأدهى والأنكى (( وهو بيت القصيد )) أنه ورغم كل ذلك تقابل في لحظات الأنتصار بتغييب مكانتها ورمزيتها ودورها ، وهو ما ينسحب (( بصورة عامة )) على أبنائها ومناضليها وهاماتها ومثقفيها وكوادرها وكفاءاتها العلمية!.
إن الحوطة عاصمة محافظة لحج وأبنائها وما أليها ليس بأحسن حال! (( إذا ناحت عدن ، ذرفت الحوطة دموعها! )) ودون الحاجة للخوض في التفاصيل ، بما هو كل ذلك معلوم ويتحدث عن نفسه!… (( ياطائرة طيري على بندر عدن…ذي جنت الدنيا حوت كل فن )) و ((في الحسيني جناين عجاب…ويسحببوا الورد والفل سحباب )).. ترى أين عدن جنة الدنيا؟! وأين هو كل فن؟! وأين هي الحوطة الجناين عجاب؟! وأين هو الورد والفل؟! إن الظلم مهما طال مصيره ينتهي ويزول! قال تعالى في محكم كتابه الكريم (( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )) صدق الله العظيم .