اللواء . علي حسن زكي
كان أبناء الحواشب ومناطقهم من الحرور على حدود محافظة أبين جعار غرباً إلى عريصمة وحبيل حنش على حدود ماوية الشمال غرباً في إطار سلطنة الحواشب وتنقسم تلك المناطق إلى قسمين الشرقي ويضم منطقة الحرور والراحة والملاح وما إليهم فيما يضم الغربي منطقة جول مدرم وما إليها ومنطقة الدريجة وما إليها وكانت كل منطقة من المناطق المذكورة مركز إداري له مسؤول إداري وأمن وحكام عرف من عقال القبائل الواقعين في إطاره يتناوبوا شهرياً فيما مناطق وقرى تبن من الضفتين من أسفل قبيل إلى سقامي وشعثاء وعهامة ومن أسفل مخران إلى نهاية مخران والمناطق المطلة عليه والقريبة منه يسار ويمين وشان وفرعه وقبيل وجراب ومريب تتبع مركز السلطنة في المسيمير مباشرة لقربها منه .
كان في مركز السلطنة إدارات شبة بدائية : أمن ، مالية ، تربية ، صحة ، زراعة ويوجد لها مكاتب (( مقرات عمل )) في إطار مبنى السكرتارية ومبنى آخر للأمن مطل على مدخل مدينة المسيمير .
شاركوا أبناء الحواشب ومن كل المناطق برجالهم وشبابهم ونسائهم وشيوخهم في مسيرة الكفاح المسلح لشعب الحنوب في مواجهة الإحتلال البريطاني وقواته من خلال جبهتين نضاليتين عسكريتين جبهة الحواشب الشرقية ومقرها ربط الحدودية كانت تتصدى في سيلة بلة لقوات الإحتلال المتجهة إلى مناطق ردفان والضالع وكذلك جبهة الحواشب الغربية ومقرها منطقة شعب صالة الحدودية تتصدى لمهاجمة قوات الإحتلال في حبيل علاف المطل على وادي تبن والمسيمير وقوات الإحتلال في معسكر حبيل الضبرة في منطقة الدريجة والقطاع الفدائي للجبهة القومية في مدينة المسيمير ومنطقة جول مدرم من خلال مشاركتهم في العمل الفدائي ضمن رفاقهم مناضلي وثوار الجبهة القومية في لحج وكذا مهاجمة قوات معسكر الإحتلال الذي كان موجود في حبيل المسيمير بجانب مركز الأمن .
قدموا أبناء الحواشب خلال ذلك ومن كل مناطقهم في القسم الشرقي والقسم الغربي خيرة أبنائهم ومناضليهم على درب الحرية والفداء رجال ونساء ، شباب وشيوخ رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته مع الشهداء والصديقين انه سميع الدعاء .
بعد الإستقلال عام 1967م تم تغيير التقسيم الآنف الذكر ضمن التقسيم الإداري الجديد لدولة الجنوب حيث صار القسم الشرقي منطقة الحرور وما إليها ضمن محافظة أبين ومناطق الراحة والملاح وما إليهما ضمن مديريات ردفان م/لحج فيما القسم الغربي منطقة جول مدرم وما إليها ومنطقة الدريجة وما إليها ومناطق وادي تبن ومنطقة مخران وما إليها ومنطقة المسيمير وما إليها في إطار مديرية المسيمير محافظة لحج ولازال ذلك ساري المفعول حتى الآن .
تنقسم تلك المناطق جغرافياً إلى سهلية هي مناطق القسم الشرقي وجبلية هي مناطق القسم الغربي حيث تطل مناطق الأخير على أهم موردين مائيين هما وادي تين ووادي ورزان يلتقيان تحت جسر عقان وتصل مياهها أيام الأمطار والسيول إلى أراضي الحوطة وتبن فيما تطل مناطق الملاح على وادي بلة الذي تصل مياهه أيام موسم الأمطار والسيول إلى تحت جسر العند ومنه تصل إلى أراضي الحوطة وتبن فيما تطل مناطق الراحة والحرور على المياة التي تأتي من مناطق ردفان وتتجمع في سد سباء وحيث تصل تلك المياة ومن خلال تلك المناطق إلى مناطق محافظة أبين جعار .
تطل المناطق المشار لها سلفاً أيضاً على أهم ممرين يمران فيها هما طريق عدن–تعز من خلال مناطق جول مدرم وعقان وطريق عدن–ردفان–الضالع وكذلك ردفان–يافع من خلال مناطق الملاح فضلاً عن طريق فرعية تتفرع من مدينة الملاح مروراً بمناطق الراحة والحرور وتصل إلى أبين .
تشتهر أراضي القسم الشرقي بوجود المساحات الواسعة والخصبة (( الراحة )) بزراعة الحبوب والبطاطس ويمكن لها أن تزرع أي محاصيل أخرى خضار ، وفواكة وغيرها إذا أمتدت إليها أيادي الخير ، لقد حولتها حرب 1994م حينها إلى منطقة إنتشار عسكري من خلال ما أسموه بمعسكر الكبسي!! .
فيما تشتهر أراضي القسم الغربي بزراعة الحبوب والقات والمانجو والموز والليمون والجوافة وتحديداً قرى مريب وحبيل أمسويدا وجول مدرم ويمكن تطوير زراعتها لو أمتدت إليها أيادي الخير أيضاً .
كما توجد في جبال القسم الغربي آثار ومعادن وعملات قديمة تقريباً كما حدثني بذلك أبن المسيمير الباحث المجتهد محمود الشيبي إذا أمتدت إليها أيادي البحث والتنقيب وكذا الباحث الإجتماعي أحمد محمد صالح الشاقي .
وفي مسيرة شعب الجنوب في مواجهة الغزو والإحتلال للجنوب بحرب عام 1994م كان حضور أبناء الحواشب جنباً إلى جنب مع أخوانهم أبناء شعب الجنوب حيث شاركوا في مواجهة تلك الحرب وقدموا شهداء وجرحى كاتب هذه الأسطر أحدهم وأسرى الدكتور مفتاح أحدهم سيتم تناول أسمائهم لاحقاً إن شاء الله تعالى.
وفي مسيرة الحراك السلمي الجنوبي كان لأبناء مديرية المسيمير حضورهم الفاعل سواءً من خلال مشاركتهم في التصالح والتسامح الجنوبي عام 2006م أو من خلال تأسيس جمعيات الشباب والمتقاعدين العسكريين والمناضلين وصولاً إلى تأسيس مجلس الحراك السلمي بالمديرية والمشاركة المتميزة في النضال السلمي الذي دارت عجلته يوم 7/7/2007م من ساحة العروض بخور مكسر وفي مواجهة الغزو الإحتلال الحوثي عام 2015م كصورة مكررة لحرب عام 1994م وحتى تحرير أرض الجنوب الطاهرة وخلال تلك المسيرة الكفاحية السالفة الذكر تعرضوا أبنائها للملاحقات والمطاردات والسجن وتوقيف الراتب منهم كاتب هذه الأسطر والدكتور مفتاح الحوشبي وآخرين سيتم إستعراضهم ضمن إستعراض الشهداء والجرحى والأسرى كما سلف الإشارة أليه .
وإتساقاً بعاليه كان لأبناء مناطق مديرية المسيمير مشاركتهم ووجودهم في المجلس الإنتقالي الجنوبي وفي كل هيئاته المركزية والمحلية في المحافظة والمديرية ومواصلة النضال والتضحية معاً حتى تحقيق هدف شعب الجنوب في الحرية والإستقلال وإستعادة الدولة .
تحتضن مديرية المسيمير العديد من أبنائها الشعراء منهم الشاعر المرحوم السيد ناصر هو صاحب القصيدة التي غناها فيصل علوي (( صادفت قمري على وادي تبن … أصل الدواء ما هو من البنسلين )) والشاعر المرحوم سفيان الفتاحي قال في إحدى قصائدة الحماسية عندما تصدى الثوار في منطقة كدان لقافلة عسكرية من قوات الإحتلال قادمة من معسكرهم في حبيل علاف ومتجهة إلى معسكرهم في حبيل الغبرة بالدريجة وفيها المستشار الإنجليزي كروش والضابط السياسي حسن الوزير قال (( كدان ذكرني بسيلة بلة ما يعبر إلا الذي من بيده مرور… )) والعديد من الفنانين منهم الفنان المرحوم علي فرج رزق والفنان علي الكومي والفنان محمد الشيبي والفنان عبد ناصر مانع أطال الله في أعمارهم ولكن لم تمتد إليهم يد التشجيع بعد ؟! .
تلكم مجرد محاولة وإجتهاد متواضع مشوب بالنقصان والنسيان ولا ريب في ذلك ولذا يلزم التنوية والإعتذار سلفاً والله ولي الهداية والتوفيق .