كريتر نت – متابعات
لا يزال الإرهاب الجهادي يمثل تحديا وجوديا لدول أفريقيا وخاصة الواقعية غرب وشرق القارة. ورغم أن شمال أفريقيا منطقة إسلامية منذ ألف عام، ما تزال منطقة الساحل، الجزء الذي يقع في جنوب الصحراء من القارة الأفريقية، خاضعة لحصار أتباع الشبكات الإسلامية العالمية؛ وهي تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، حسبما يقول الباحث الدكتور الأميركي لورانس فرانكلين.
وتنقسم المنطقة إلى مجموعتين حيث تتبع الجماعات المسلحة في شرق أفريقيا تنظيم القاعدة فيما توالي الجماعات النشطة غرب أفريقيا تنظيم داعش.
وكانت فرنسا قررت بعد جهود استمرت عشر سنوات التخلي عن مسؤوليتها لحماية سيادة مستعمراتها السابقة. وبالتالي، تقع مهمة مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل على عاتق مجموعة من دول المنطقة يطلق عليها ”مجموعة الخمس” وهي بوركينا فاسو، وتشاد، ومالي، وموريتانيا، والنيجر.
وتحارب أوغندا الآن تهديدا جهاديا من جانب ”القوات الديمقراطية المتحالفة”. وهؤلاء الإسلاميون تابعون لولاية داعش في وسط أفريقيا. وانتقلت بعض خلايا القوات الديمقراطية المتحالفة عبر حدود أوغندا إلى منطقة كيفو في شمال جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ويقول فرانكلين، الذي كان مسؤولا عن شؤون إيران في مكتب وزير الدفاع الأميركي الراحل دونالد رامسفيلد، في تقرير نشره معهد جيتستون الأميركي إن أحدث تهديد جهادي للاستقرار في شرق أفريقيا ظهر في المستعمرة البرتغالية السابقة موزمبيق. ويتواجد مركز المتطرفين الإسلاميين في إقليم كابو ديلجادو في أقصى شمال موزمبيق. وأنصار السنة هي جماعة إرهابية تابعة للقاعدة قتلت حوالي ثلاثة آلاف شخص معظمهم من المدنيين، بينما تسببت في نزوح مئات الآلاف من المواطنين الذين كان معظمهم من المسيحيين.
ومركز الجاذبية الرئيسي لجماعة أنصار السنة هو ميناء موسيمبا دا برايا الموزمبيقي حيث تنتظر مكامن النفط والغاز في البحر الاستثمار الأجنبي الذي يعتمد على الوضع الأمني.
وتوفر جماعة أنصار السنة ما تحتاجه من مال لشراء الأسلحة من خلال شبكات تهريب الهيروين وتجارة العاج، وكذلك تحصل على أموال من خلال الرسوم التي تحصل عليها من المهربين على طول ساحل موزمبيق. كما نشرت جماعة أنصار السنة الخلايا الجهادية إلى تنزانيا.
وتحصل موزمبيق على المساعدة في مجال مكافحة الإرهاب من جنوب أفريقيا التي أرسلت قوات لمحاربة الجهاديين. لكن فرانكلين يرى أن الجماعة مصممة على إقامة إمارة إسلامية في كابو ديلجادو، تخضع لقواعد الشريعة الإسلامية. وإذا ما نجحوا في ذلك، يمكن أن تصبح حكومة موزمبيق عاجزة عن محاربة انتشار التطرف الإسلامي في أنحاء البلاد.
ومن الممكن أن يقوم الجهاديون من خلال استخدام موزمبيق كقاعدة لعملياتهم بتصدير خلايا إرهابية إلى الدول الجزرية في المحيط الهندي مثل جزر القمر، ومدغشقر، وموريشيوس وسيشل، في نهاية المطاف إلى دول أفريقيا الجنوبية أيضا.
وما تزال حركة الشباب، ومقرها الصومال، تمثل أقوى تهديد لاستقرار منطقة شرق أفريقيا. ورغم إعلان حركة الشباب مبايعتها لتنظيم القاعدة عام 2009، تظل مستقلة بالنسبة لعملياتها الإرهابية. وتساعد القاعدة حركة الشباب ماليا عن طريق اتصالاتها عبر خليج عدن باليمن.
وألقى الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود مؤخرا كلمة أمام 500 من جنود الجيش الذين عادوا لتوهم من التدريب في إريتريا. وفي كلمته احتفى الرئيس بتحرير القوات الصومالية، التي تدربت في الولايات المتحدة، لمساحات كبيرة من الأراضي الصومالية، التي كانت حركة الشباب قد استولت عليها.
وأعرب الرئيس الصومالي والمسؤولون العسكريون عن ثقتهم بأن القوات الصومالية سوف تهزم حركة الشباب في العام الحالي 2023.
وفي تحد من جانب حركة الشباب، ردت على تباهي الرئيس الصومالي بإعلان مسؤوليتها عن تفجيرين انتحاريين في الرابع من الشهر الجاري، واللذين أسفرا عن مقتل 15 شخصا في وسط الصومال.
ويشير فرانكلين إلى أن حركة الشباب سيطرت في أوج نشاطها في الفترة من 2006 إلى 2011 على معظم جنوب وشرق الصومال بما في ذلك العاصمة مقديشو، التي غزتها عام 2006. وفي أعقاب تشكيل تحالف عسكري إقليمي عام 2011، تم إبعاد الشباب من مقديشو في أغسطس من ذلك العام، وتواصل الحركة الآن الاضطرار للتخلي عن المزيد من الأراضي.
ويؤكد أنه مع ذلك ما تزال حركة الشباب تمثل تهديدا للدول المجاورة ولحكومة الصومال الموالية للغرب وذلك من خلال تجنيدها لمتطوعين أجانب.
ويشكل الأشخاص من ذوي الأصول الصومالية من كينيا المجموعة الأكبر من المواطنين غير الصوماليين في حركة الشباب. كما ينضم لحركة الشباب مجندون من الأورومو، أكبر القوميات العرقية في إثيوبيا، وأغلبهم من المسلمين.
وتشتري حركة الشباب الأسلحة من السوق السوداء وتجار السلاح وتتلقى أسلحة من القاعدة في شبه الجزيرة العربية، المتواجدة في اليمن. ولا تزال حركة الشباب تظهر قدرتها على شن عمليات إرهابية في أنحاء الصومال، كما نفذت عمليات داخل الدول الأعضاء في قوة محاربة الإرهاب، والمتمثلة في بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميسوم)، بما في ذلك كينيا وأوغندا.
ويشدد المحلل الأميركي على أنه لا ينبغي عدم استبعاد تهديد حركة الشباب للولايات المتحدة، فقد درست الجماعة سيناريوهات محتملة لشن هجمات على غرار هجمات الحادي عشر من سبتمبر على الولايات المتحدة. وفي تقدير المخابرات الأميركية تعتبر حركة الشباب أغنى وأكبر الحركات التابعة للقاعدة.
المصدر العرب اللندنية