كريتر نت – متابعات
لم تجد القيادات الإخوانية البارزة في محافظة المهرة، شرق اليمن، رداً على تحركات مجلس القيادة الرئاسي بتصحيح أوضاع القوات العسكرية بالمحافظة، سوى إطلاق التهديدات والتوعد بالتمرد والخيانة ضد الشرعية لحماية نفوذها وسلطتها داخل المهرة.
ومؤخراً، جرى نشر قرار صادر عن رئيس مجلس القيادات الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، بشأن تشكيل قطاع عسكري جديد في مديرية شحن الحدودية مع سلطنة عمان، وإلحاق القطاع بمحور الغيضة الذي يقوده اللواء محسن مرصع، قائد محور الغيضة – قائد الشرطة العسكرية بالمحافظة.
استحداث قوة وطنية لا توالي تنظيم الإخوان، يأتي ضمن قرارات وتوجهات رئاسية لتقليص نفوذ حزب الإصلاح، الذي يسيطر على تشكيلات عسكرية في المهرة ويستغلها لتحقيق أجندته التخريبية واستهداف الحكومة الشرعية والتحالف العربي.
ووفق الوثيقة التي تداولها ناشطون، نصت المادة الأولى على تسمية الوحدة الجديدة بقطاع شحن العسكري، فيما نصت المادة الثانية على أن الوحدة تتبع محور الغيضة العسكري، ونصت المادة الثالثة على تحديد نطاق مهام الوحدة مديرية شحن بما في ذلك منفذ شحن البري وأي مهام أخرى توكل إليها.
تحركات الإخوان المتمردة على القرارات الرئاسية الجديدة في المهرة برزت مؤخرا عبر اجتماعات القيادي الإخواني الموالي للحوثيين علي سالم الحريزي الذي نصب نفسه رئيس ما يسمى لجنة الاعتصام السلمي. والذي خرج بتصريحات وتهديدات بإفشال ما أسماه جميع المخططات والمؤامرات الخارجية التي تواصل نهب ثروات المحافظة وتسعى للسيطرة عليها. على حد تعبيره.
ورأى الحريزي عملية تقليص نفوذ الإصلاح وتصحيح أوضاع القوات العسكرية في المهرة بأنها مؤامرة كبيرة ضد المحافظة، مدعياً أن لجنة الاعتصام التي يترأسها هي صمام أمان لهذه المحافظة.
رغم أن خطوات المجلس الرئاسي الرامية لتصحيح مسار الشرعية وإنهاء النفوذ الإخواني فيها تسيير ببطء، إلا أن القرارات المتخذة في شبوة والجوف وحالياً المهرة تصب في مصلحة إعادة بناء قوة وطنية بعيداً عن التشكيلات الحزبية التي أعاقت عملية تحرير البلد واستعادة الدولة من سيطرة مليشيات الحوثي- ذراع إيران في اليمن.
ويرى مراقبون أن أول القرارات التصحيحية الجادة في محافظة المهرة بدأت في تعيين اللواء محسن مرصع، قائدا لمحور الغيضة إلى جانب منصبه قائدا لقوات الشرطة العسكرية. واللواء مرصع هو أحد القيادات العسكرية الوطنية غير الموالي للجناح الإخواني، وأثار قرار تعيينه حفيظة القيادات الإخوانية في مقدمتهم سالم الحريزي الذي خرج بتصريحات أعلن فيها رفضه القرار إلى جانب شن وسائل إعلام ونشطاء الإخوان داخل وخارج المهرة حملات مسعورة ضد الرجل.
تولي اللواء مرصع مهمة قيادة محور الغيضة، وبدأ في مهمة تأمين الشريط الساحلي والمنفذ البري مع سلطنة عمان، وهي الخطوة الأولى في اتجاه تحجيم عمليات التهريب الواسعة التي أشرفت عليها قيادات عسكرية ومحلية إخوانية موالية للحوثيين. حيث تمثل المهرة أحد أهم خطوط التهريب التي اعتمدت عيلها ميليشيا الحوثي من أجل إيصال السلاح والطائرات المسيرة والصواريخ القادمة من إيران، إضافة إلى شحنات المخدرات والممنوعات.
فساد وتغلغل الإخوان في القوات العسكرية في المهرة، دفع بالرئاسي إلى الاتجاه صوب تشكيل قوات وطنية جديدة وتكليفها بمهة تأمين وحماية مديرية شحن ومنفذها الدولي الرابط مع سلطنة عمان.
الحريزي في آخر اجتماع عقده للجنة الاعتصام التي يترأسها في المهرة، كشف عن مؤامرة قادمة سيتم تنفيذها في عموم مديريات المحافظة تحت غطاء إفشال كافة المؤامرات الاستراتيجية لما سماه بقوات “الاحتلال”. في إشارة للقوات العسكرية الخارجة عن سيطرة الإخوان والمدعومة من المجلس الرئاسي والتحالف العربي.
ولفت الحريزي إلى وصول قوات مصرية إلى جزيرة ميون، معتبرا ذلك أمراً في غاية الخطورة وينذر بتطورات جديدة في الحرب باليمن، مبينا أن هذه التحركات تقف خلفها أمريكا وإسرائيل عبر أجندتها المعروفة. وهذه التصريحات متطابقة بشكل كبير مع التصريحات التي تطلقها القيادات الحوثية من أجل التغرير بالأطفال والشباب وإرسالهم إلى محارق الموت.