كريتر نت – عدن
نعى الحزب الاشتراكي اليمني قيادة وقواعد إلى اليمنيين كافة داخل الوطن وخارجه رحيل ابن اليمن البار المناضل الوطني والقومي واليساري المعروف يحيى محمد الشامي عضو المكتب السياسي الذي وافاه الأجل ظهر اليوم اثر مرض عضال.
وفيما يلي نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان نعي صادر عن الحزب الاشتراكي اليمني
…………………………………………….
ينعي الحزب الاشتراكي اليمني قيادة وقواعد إلى اليمنيين كافة داخل الوطن وخارجه رحيل ابن اليمن البار المناضل الوطني والقومي واليساري المعروف يحيى محمد الشامي، الاسم الذي لا يحتاج إلى لقب، والرجل الذي ظل لأكثر من ستين عاما مفردا بعيدا عن كل التحيزات، شغوفا بالوطن، مليئا بالأمل الذي لا يخالطه يأس ولا قنوط رغم كل انتكاسات الحلم الوطني الكبير، مراهنا على نهوض الوطن وإن تعثر.
يحيى الشامي الرجل الذي ظل رمزا للطهارة والنزاهة والزهد والاعتزاز بالنفس، شجاعا في مواقفه، وفيا لرفاقه، صديقا صدوقا للأجيال من الشباب المهموم بقضايا الوطن المتطلع لبناء الدولة وانتصار قيم المواطنة.
يحيى الشامي الرجل الذي عاصر كل الصراعات وتجاوزها جميعها، وظل سياسيا يساريا منذ اللحظة التي رأى فيها اليسار موقفا من أجل الإنسان ومن أجل الوطن، وكان في يساريته من أعلى الأصوات نقدا لليسار ولليمين على السواء كلما بدا له أن بوصلة السياسة تنحرف عن مسارها الصحيح.
يحيى الشامي الإنسان الحر والموقف المستقل، الرجل الذي رافق كل أزمنة السياسة وظل في كل المنعطفات حيا خارج حسابات الذات ومقاييس التوازنات الاجتماعية. يحيى الشامي الإنسان الذي لم يغره زخرف الحياة ورفاهها وقضى فقيرا باختياره وبمحض إرادته، وكان بمقدوره أن ينال من رغد العيش ما يريد. يحيى الشامي الرمز الذي أفنى حياته كلها من أجل اليمن، والإنسان الذي لا يناظره أحد في إحساسه بمعاناة بسطاء الناس.
عندما اقتحم الضباط الأحرار قصر البشائر في 26 سبتمبر 1962 كان يحيىى الشامي طالبا جامعيا في القاهرة، وفي الوقت نفسه كان مسئول منظمة حزب البعث العربي الاشتراكي للطلاب اليمنيين في مصر. وفي تلك اللحظة الفارقة قرر يحي الشامي ومعه عشرة من رفاقه أن يعود إلى صنعاء لدعم الثورة، ومن صنعاء عاد ثانية مع رفاقه لمواصلة الدراسة في القاهرة بناء على إلحاح من أبي الأحرار الشاعر محمد محمود الزبيري.
تقلد يحيى الشامي لفترة من الزمن موقع أمين سر منظمة حزب البعث العربي الاشتراكي قطر اليمن وعضو المؤتمر القومي العربي لحزب البعث العربي الاشتراكي ممثلا لفرع اليمن. وفي فترة لاحقة كان يحيى الشامي في طليعة قيادات البعث التي قادت عملية تحول هذا الحزب إلى اليسار الماركسي ليصبح اسمه “حزب الطليعة الشعبية” وكان هو واحدا ممن تحملوا مسئولية الأمين العام لهذا الحزب. وفي هذه الأثناء دخل يحيى الشامي المعتقل أكثر من مرة، وعندما تبين أن حياته محفوفة بالمخاطر قرر رفاقه أن يترك صنعاء إلى عدن.
شارك يحي الشامي بحماس وفاعلية في توحيد فصائل اليسار في الشمال، مثلما شارك في تأسيس الحزب الاشتراكي اليمني عام 1978 وانتخب عضوا في مكتبه السياسي وظل في هذا الموقع إلى اليوم، كما تقلد لسنوات موقع رئيس الجبهة الوطنية الديمقراطية، ومن هذا الموقع شارك في حوارات الجبهة مع النظام في صنعاء حيث نجا من مخطط لاغتياله مع رفيقه جار الله عمر.
قضى يحي الشامي معظم عمره التسعيني مناضلا حتى أقعده مرضه الأخير وكان في سنواته الأخيرة رئيسا للهيئة الاستشارية للتجمع الوطني لمناضلي الثورة اليمنية الداعي إلى إيقاف الحرب الراهنة والتوجه نحو الحوار والتوافق على بناء دولة الشراكة الوطنية، كما كان عضوا مؤسسا في جماعة نداء السلام.
وعلى الصعيد الرسمي عمل يحي الشامي دبلوماسيا في سفارة الجمهورية العربية اليمنية في بيروت في منتصف ستينيات القرن الماضي، كما عمل وكيلا لوزارة الاقتصاد ونائبا لوزير التربية والتعليم، وبعد 22 مايو 1990 كان عضوا في المجلس الاستشاري.
نم قرير العين أيها الفقيد العظيم محاطا برحمة الله الواسعة.
لك المجد في الأولين والآخرين، ولروحك الخلود الأبدي.
صنعاء. الجمعة 27 يناير 2023.