كريتر نت – متابعات
يسعى أغلب العراقيين من الطبقات المتوسطة والفقيرة لتكييف ميزانياتهم مع متطلبات الحياة في ظل غلاء الأسعار، لذلك تجدهم يتوجهون إلى الأسواق التي تبيع البضائع الصينية سواء كانت تجهيزات منزلية أو ملابس أو حتى ألعاب أطفال، فالأسعار مناسبة إضافة إلى تعدد المنتوجات وتنوعها.
وشكلت البضائع والمنتجات الصينية على اختلاف أنواعها وأشكالها طوق نجاة للفقراء في كل المحافظات العراقية.
وجذبت البضائع الصينية الفقراء نتيجة لأسعارها المناسبة وتنوعها وكفاءتها وتلبيتها لرغبات شرائح واسعة من سكان محافظة ديالى بجميع مدنها وبلداتها.
وقال محمد التميمي رئيس غرفة تجارة محافظة ديالى لوكالة أنباء “شينخوا” إن “الصناعة الصينية تستحوذ على حصة كبيرة في أسواق محافظة ديالى خاصة المواد الكهربائية”.
وأضاف التميمي “هناك بالفعل إقبال على شراء البضائع الصينية المختلفة لأنها مناسبة في أسعارها لأغلب شرائح المجتمع”.
عامل السعر المناسب مهم في جذب الزبائن خاصة وأن نسبة الفقر تصل إلى 35 في المئة في محافظة ديالى
ولم يقتصر تأثير البضائع الصينية على المواد والمكائن والمعدات الكهربائية بل تعداه إلى مجالات عديدة ومنها الرياضة التي شكلت الملابس الرياضية والمقتنيات والكرات الصينية أكثر من 10 في المئة من الأدوات الرياضية الموجودة في سوق ديالى، وفقا لمكي حسنين عضو غرفة تجارة بعقوبة.
وقال حسنين إن أهالي ديالى يعتبرون البضائع الصينية مناسبة من ناحية الأسعار وتلبي احتياجاتهم ومتطلباتهم.
بدوره أفاد سجاد علي صاحب محل لبيع المدافئ النفطية والغازية بأن 50 في المئة من البضاعة الموجودة لديه هي صناعة صينية، مبينا أن هذه المدافئ لها أشكال متعددة.
ويرى سجاد علي أن الإقبال على البضائع والمواد الصينية يرجع إلى الأسعار المناسبة مقارنة مع بقية الصناعات الأجنبية الأخرى الموجودة في الأسوق المحلية.
أما قاسم الشمري صاحب وكالة لبيع مصابيح الإنارة فقد أكد أن البضائع الصينية هي من تتسيد السوق في ديالى حاليا والإقبال عليها متزايد خاصة قطاع الإنارة والمصابيح .
تجهيزات إلكترونية في المتناول
وقال الشمري إن “عامل السعر المناسب مهم في جذب الزبائن خاصة وأن نسبة الفقر تصل إلى 35 في المئة في محافظة ديالى التي عانت الكثير من ويلات الحرب والإرهاب”.
وقال الخبير الاقتصادي حميد التميمي إن “سوق الساعات في ديالى تنتشر فيه الصناعة الصينية، فضلا عن قطاعات أخرى وخاصة المواد الكهربائية، بالإضافة إلى السيارات من ماركات مختلفة التي أصبحت لا تغيب عن عين الناظر في شوارع ديالى”.
وأشار إلى أن حجم البضائع الصينية في أسواق ديالى يصل إلى أكثر من 20 في المئة وهذه النسبة في تصاعد وربما تصل إلى أكثر من 30 في المئة خلال سنوات قليلة جدا.
ووصف عبدالرزاق حميد موظف حكومي البضائع الصينية بأنها تلبي احتياجات جميع طبقات المجتمع وخاصة من ذوي الدخل المحدود.
وأكد حميد وهو يبتسم أن نصف المواد الكهربائية التي استخدمها في بناء منزله الجديد هي صناعة صينية كونها الأنسب من ناحية الأسعار والجودة والكفاءة والشكل.
ما تحتاجه من ألعاب وملابس متوفر
وخلص إلى القول إن “الصناعة الصينية بالفعل ساعدت الكثيرين لأنها وفرت خيارات متعددة بسبب أسعارها المناسبة قياسا بالصناعات الأخرى”.
وفي الموصل يتخصص شارع الزهور الذي يقع في الجزء الشرقي من المدينة للترويج وبيع البضائع المستوردة من الصين حيث تعج بها الأسواق وتكاد لا تفارق مسامع المارة عبارة “صنع في الصين”، التي تردّد من قبل الشركات المحلية والباعة في الاسواق الموصلية للترويج للبضائع الصينية المختلفة.
وقال بشار عبدالله صاحب متجر كبير لبيع الاجهزة الكهربائية المنزلية إن “مدينة الموصل تتنافس في أسواقها عدة شركات تستورد البضائع الصينية باختلاف أنواعها، ولدينا وكالات من عدة شركات باختلاف البضائع، وأيضا باختلاف الأسعار التي تناسب القدرة الشرائية للمواطنين”.
من جانبه قال أمجد سعدي مندوب إحدى الشركات “انتشرت المتاجر الكبيرة التي تضم البضائع الصينية لاسيما الأجهزة المنزلية والإلكترونية وهناك إقبال كبير على شراء هذه البضائع فرخص ثمنها جعل السكان يقبلون على شرائها”.
وقالت الخبيرة الاقتصادية ليلى ميكائيل التي تعمل في مجال التسويق “بعد تحرير مدينة الموصل انتعشت الأسواق الموصلية بوصول بضائع من مناسئ عالمية رصينة. لكن المواطن الموصلي الذي دمرت أدواته المنزلية عاد من جديد ليبحث عن البضائع الصينية التي تناسب دخله ومردوداته المالية الاقتصادية”.
كل ما يهم الأطفال
وقال الحاج علي محسن (50 سنة) أثناء تواجده في أحد المتاجر “دائما أشتري البضائع الصينية والسبب الأول رخص أسعارها وهذا يناسب دخلي المالي، والثاني أن كل البضائع الصينية مكتوب عليها ماركة الإنتاج لأن بعض البضائع المطروحة في السوق يكتب عليها مناشئ عالمية لكنها في حقيقة الأمر مغشوشة ولا تتطابق مع المنشأ المذكور على البضاعة”.
وفي سوق الشورجة وسط بغداد، والذي يعد من أكبر أسواق الجملة لمختلف أنواع الصناعات والمواد الغذائية والكهربائية والألعاب وغيرها من الصناعات، يمتد سوق الألعاب في أحد شوارع هذه المنطقة مترامية الأطراف، حيث تنتشر على جانبيه العشرات من المتاجر المتخصصة ببيع ألعاب الأطفال بألوانها وأشكالها وصناعاتها المختلفة، فيما يؤكد أغلب من في السوق من تجار وزبائن بأن الألعاب الصينية تسيطر على سوق الألعاب وتسهم في صنع الفرح والسرور للأطفال العراقيين.
و قال محمد السامرائي، تاجر وصاحب محل لبيع الألعاب بالجملة، إن البضاعة الصينية تتواجد بكثافة في العراق فأسعارها مناسبة والسوق العراقي في الوقت الحالي لا يتحمل أسعارا مرتفعة مثل المنتجات الأوروبية وغيرها ولذلك يتجه الناس إلى البضاعة الصينية وهي بأسعار مختلفة ويمكن للمواطن الخيار في شراء ما يريده وبالسعر الذي يناسبه.
ولفت السامرائي إلى أن معظم العائلات تتجه إلى شراء الألعاب ذات الأسعار المناسبة بحكم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها العراق، ولذلك أغلب مبيعاتنا هي من هذه الألعاب.
وقال أحمد نصير، متبضع من أحد محلات بيع الألعاب في منطقة المنصور غربي بغداد، إن الشركات الصينية تقدم نماذج متعددة من الألعاب، كما أن أسعارها المناسبة تلائم جميع طبقات المجتمع، الفقراء والأغنياء يستطيعون شراء ما يريدونه من هذه الألعاب لأن أسعارها مريحة للجميع.