كريتر نت – العين الإخبارية
تعنت حوثي مصحوب بتصعيد على جميع الجبهات، منذ تعثر تجديد الهدنة الأممية في اليمن، جاء متزامنًا مع مرور عامين على تعيين الدبلوماسي الأمريكي تيم ليندر كينغ مبعوثا خاصاً إلى اليمن، دون تحقيق تقدم ملموس.
ذلك العامان اللذان شهدت فيهما الأزمة اليمنية محطات بين التصعيد والتهدئة على جميع الجبهات، أجرى فيهما المبعوث الأمريكي منذ تعيينه في 4 فبراير/شباط 2021 سلسلة من الجولات المكوكية للمنطقة التي استهدفت الضغط من أجل قبول قرار وقف إطلاق النار باليمن والدفع بعملية السلام.
لكن مراقبين وخبراء يمنيين قللوا من تأثير جولات المبعوث الأمريكي للمنطقة إثر غياب آليات الضغط الأمريكية المباشرة على الحوثيين، ما جعل السلام يصاب بحالة من الجمود وبقاء الوضع في حالة من اللاسلم واللاحرب.
ورغم حالة التفاؤل التي أبداها المبعوث الأمريكي في جولاته الأخيرة والمستمرة، إلا أن الخبراء أكدوا لـ”العين الإخبارية”، أن جهود ليندر كينغ لا تصب في معالجة جذور المشكلة اليمنية المتمثلة بانقلاب مليشيات الحوثي ومعالجة أسبابها الحقيقية، وإنما تذهب لاعتماد كبسولات الهدنة.
قضايا منسية
وعن حديث المبعوث الأمريكي المتكرر بأن الهدنة حققت أهدافها، قال المستشار السياسي والإعلامي لرئيس الوزراء اليمني علي الصراري في حديث لـ”العين الإخبارية”، إن ما تحقق هو الجزء الخاص بمليشيات الحوثي والمتمثل في مطالبها.
وقال المستشار السياسي: “يتحدث المبعوث الأمريكي أن الهدنة حققت أهدافها، لكن الحقيقة أن ما تحقق هي المطالب الحوثية لا سيما فيما يتعلق بوصول شحنات النفط القادمة من إيران، والتي تعد جزءًا من التمويل للحرب التي يخوضها الحوثيون”.
وأضاف: “لم يتحدث المبعوث الأمريكي عن استمرار حصار تعز وهو بند رئيس بموجب الهدنة، كان مقابل فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة على أن يقابله فتح الطرقات والمعابر إلى تعز ورفع الحصار عنها، لكن هذه القضية رئيسية يتم تجاهلها”.
وتابع المستشار السياسي: “هناك قضية أخرى رئيسية وهي استهداف مليشيات الحوثي للموانئ النفطية، وتوقيف صادرات النفط، ما سيترتب عليه من كارثة اقتصادية وأزمة خانقة بشأن صرف المرتبات لكن يتم السكوت ونسيان عن هذه القضية”.
الصراري أكد أن اهتمامات المبعوث الأمريكي لا تصب في معالجة المشكلة وعبر معالجة أسبابها الحقيقية، مشيرًا إلى أن الجهود الدولية مكنت مليشيات الحوثي من فرض أمر واقع.
واستغرب الصراري من الحديث عن السلام في ظل عدم اعتراف مليشيات الحوثي بطرف يمني مقابل لها، داعيا المبعوث الأمريكي إلى توصيف مليشيات الحوثي بشكل دقيق كرافض للحوار اليمني – اليمني ورفض الدخول في عملية سياسية شاملة أو أدنى شروط التفاوض.
تدليل الحوثي
في السياق نفسه، يرى المحلل السياسي اليمني صالح الدويل أن سياسة واشنطن مؤخرا وإن ظهرت بنبرة حادة ضد مليشيات الحوثي، إلا أنها ظلت من تحت الطاولة تلعب أدوارًا غامضة عززت بشكل أو بآخر نفوذ المتمردين المدعومين من إيران.
وأوضح المحلل السياسي اليمني، في حديث لـ”العين الإخبارية”، أن الشعب اليمني لا ينظر إلى الجولات المكوكية للمبعوث الأمريكي أو لاتفاق الهدنة، وإنما لتعميد مليشيات الحوثي حكمها العسكري شمالا في ظل ارتخاء سياسي وتفاوض تحت الطاولة يجري بعيدا عن أنظار الأطراف والمكونات اليمنية الفاعلة.
ويعتقد الدويل أن الاستقرار في اليمن لن يحدث إذا لم يؤخذ المتحول الجنوبي بأنه أساسي، وأن تسير أي مفاوضات مع مليشيات الحوثي بشكل واضح.
وعن حديث المبعوث الأمريكي عن تحقيق الهدنة أهدافها، أكد المحلل السياسي أنها لم تحقق أي أهداف سواء استثمارها من قبل مليشيات الحوثي كطرف “مدلل” من قبل الغرب، فيما الحديث عن مكاسب هي “مغالطات كبيرة”.
جولة جديدة
وقبل يومين، استأنف المبعوث الأمريكي لليمن تيم ليندر كينغ جولة جديدة في المنطقة تشمل السعودية وعمان والإمارات، في سياق جهود دبلوماسية منسقة مع الأمم المتحدة لإطلاق عملية سياسية واسعة وشاملة لإنهاء النزاع الذي طال أمده في اليمن.
وقالت الخارجية الأمريكية إن ليندر كينغ سيحث الأطراف على اغتنام فرصة الهدوء الذي أعقب الهدنة الإنسانية في اليمن، لتكثيف مشاركتهم مع الأمم المتحدة لإطلاق عملية سياسية يمنية – يمنية يمكن أن تنهي الحرب بشكل دائم.
وأضافت: “سيشجع المبعوث الخاص أيضًا الجهات المانحة على التبرع بسخاء في عام 2023، لتمويل المساعدات المنقذة للحياة لليمنيين كجزء من خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لعام 2023”.