كريتر نت – متابعات
يعيش الدوري التونسي على وقع انتقادات لاذعة للحكام المحليين، مما أجبر الاتحاد التونسي لكرة القدم على الاستعانة بالتحكيم الأجنبي.
وارتكب الحكام التونسيون أخطاء فادحة في عدد كبير من المباريات التي أداروها خلال الموسم الحالي، وهو ما جعل الهيكل المشرف على الكرة التونسية في موقف صعب للغاية.
وأمام الضغوطات المتزايدة من قبل الأندية، وجد الاتحاد التونسي لكرة القدم نفسه مجبرا على تفعيل اتفاقية التعاون مع نظيره المصري، ليتم استقدام حكام مصريين قاموا بإدارة مباريات الكلاسيكو وبعض المواجهات الحاسمة في المسابقة.
نجاح منقطع النظير
نجح الحكام المصريون بشكل مطلق في جميع المباريات التي أداروها ضمن المسابقة المحلية الأبرز في تونس، مما جعلهم محل إشادة كبيرة من قبل الجماهير والملاحظين.
ويتعلق الأمر بمحمود البنا الذي أدار مواجهتي الكلاسيكو اللتين جمعتا الصفاقسي تباعا بالترجي والنجم الساحلي، فضلا عن أمين عمر ومحمد معروف اللذين قاما بتحكيم مباراتي الترجي والنجم الساحلي.
من جهته، تكفل إبراهيم نور الدين بإدارة مواجهة البنزرتي والملعب الحاسمة على درب التأهل لمرحلة التتويج من الدوري التونسي.
ولم يرتكب هؤلاء الحكام أي خطأ خلال كل هذه المباريات المهمة، في حين تواصل الأداء المهزوز للحكام التونسيين في المسابقة المحلية.
“العين الرياضية” استعانت بآراء بعض خبراء الكرة التونسية للإجابة عن السؤال التالي: هل أنقذ التحكيم المصري الدوري التونسي من الكارثة؟
تحكيم عصري
اعتبر أسامة بن حمادة الصحفي بموقع “أورنج فوت” أن التحكيم المصري أصبح ضرورة خاصة في مرحلتي اللعب من أجل اللقب والهروب من شبح الهبوط.
وقال بن حمادة في هذا الصدد: “في الوضعية الحالية وأمام الضعف الكبير للحكام التونسيين، بات من الضروري مواصلة الاعتماد على الحكام المصريين الذين أنقذوا الدوري المحلي من كارثة الفوضى”.
وتابع: “الجميع لاحظ مدى كفاءة الحكام المصريين الذين تميزوا كلهم بلياقة بدنية عالية، بجانب حفاظهم على سلاسة اللعب مما أسهم في ارتفاع المستوى الفني، عكس ما يقوم به الحكام التونسيون من تكسير للنسق عبر إطنابهم في التصفير وعدم تشجيعهم الاندفاع البدني الذي تسمح به قوانين اللعبة”.
وأتم: “يجدر الاعتراف بأن التحكيم التونسي لا يملك الكفاءة اللازمة لإدارة المباريات الصعبة في الدوري المحلي، وهو ما يحتم الاستمرار في منح الثقة للحكام المصريين خلال الفترة المقبلة”.
عقلية الجماهير واللاعبين ساعدتهم
من جهته، اعترف أحمد عدالة، الصحفي بإذاعة “موزاييك إف إم”، باستفادة الحكام المصريين من عقلية الجماهير واللاعبين التونسيين التي ساعدتهم على النجاح في إدارة مباريات الدوري المحلي.
وقال عدالة في هذا الصدد: “لا أعتقد أن الحكام المصريين يفوقون بشكل كبير نظراءهم التونسيين، فهم يتعرضون أيضا لانتقادات لاذعة خلال إدارتهم مباريات الدوري المصري”.
وواصل: “هم استفادوا بشكل كبير من قلة الضغوط، باعتبار أن عقلية اللاعبين والجماهير ساعدتهم على القيام بمهامهم على الوجه الأكمل من خلال عدم الاحتجاج على قراراتهم”.
وأتم: “صحيح أن أداء الحكام التونسيين كان ضعيفا في النسخة الحالية من الدوري المحلي، غير أنه يجدر الاعتراف بأن الحكام المصريين أداروا مباريات المسابقة الأبرز في تونس في ظروف مناسبة وتشجع على النجاح”.
استفاد من أزمة التحكيم التونسي
وفي السياق ذاته، اعتبر الحكم الدولي التونسي الأسبق أمين برك الله أن الحكام المصريين استفادوا من أزمة غياب الثقة في التحكيم التونسي.
وقال بخصوص هذه المسألة: “الوضع في كرة القدم التونسية أصبح خطيرا للغاية، في ظل انعدام الثقة في التحكيم المحلي، إذ أصبحت مسألة تقبل أخطاء الحكام التونسيين غير ممكنة”.
وواصل: “هناك اتهامات تلاحق رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم وديع الجريء بأنه يتحكم في تعيينات الحكام وفقا لإملاءات معينة ووفقا لغاياته وحساباته، وتبعا لذلك أصبح كل خطأ تحكيمي يدخل تحت طائلة سوء نية”.
وتابع: “أمام هذه الوضعية الصعبة وجد الرجل القوي لكرة القدم التونسية نفسه مجبرا على الاستعانة بالحكام المصريين لتفادي الضغط الجماهيري والاعلامي، فضلا عن شراء السلم الاجتماعي والتبرؤ من تهمة خدمة فرق على حساب أخرى”.
وأتم: “التحكيم المصري يعيش بدوره أزمة داخلية نتيجة الثقة المهتزة في الحكام المحليين، غير أن مقبولية التحكيم الأجنبي في تونس مهما كانت جنسيته جعلت منه حلا لضمان السلم الاجتماعي”.