كريتر نت – متابعات
يلاقي بايرن ميونخ الألماني نادي باريس سان جرمان الفرنسي في ثمن نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا الثلاثاء، في مواجهة من العيار الثقيل تتكرّر مجددا بعد نهائي العام 2020. ويستكمل دور الذهاب الأربعاء بلقاءي بوروسيا دورتموند الألماني مع تشلسي الإنجليزي، وكلوب بروج البلجيكي مع بنفيكا البرتغالي، على أن يختتم الأسبوع المقبل حيث يلتقي أينتراخت فرانكفورت الألماني مع نابولي الإيطالي، وليفربول الإنجليزي الوصيف مع ريال مدريد الإسباني حامل اللقب الثلاثاء، وإنتر ميلان الإيطالي مع بورتو البرتغالي، ولايبزغ الألماني مع مانشستر سيتي الإنجليزي الأربعاء.
تحت الضغط
دأب سان جرمان على اللعب وجها لوجه مع بايرن ميونخ في السنوات الأخيرة في المسابقة القارية العريقة، فحسم البافاري نهائي عام 2020 بهدف وحيد في البطولة المجمعة في البرتغال بسبب تداعيات فايروس كورونا، وثأر فريق العاصمة في الموسم التالي مجردا بايرن من لقبه في ربع النهائي.
وإذا كان النادي الباريسي في قمة مستواه في مواجهاته الأخيرة للنادي البافاري، فإنه ليس كذلك في مواجهة الغد التي يدخلها تحت ضغط كبير وتحديدا مدربه كريستوف غالتيه بسبب العروض والنتائج المخيبة، بالاضافة إلى الشك الذي يحوم حول مشاركة نجميه كيليان مبابي والأرجنتيني ليونيل ميسي بسبب الإصابة. مني فريق العاصمة بخسارتين متتاليتين، الأولى أمام غريمه مرسيليا 1 – 2 أخرجته من ثمن نهائي مسابقة الكأس المحلية، والثانية أمام موناكو 1 – 3 في الدوري سمحت للفريق المتوسطي بتقليص الفارق إلى خمس نقاط بينهما.
يقع الضغط بقوة على غالتيه بالنظر إلى أن هذه المباريات الأوروبية الكبيرة هي المعيار الذي يحدد من خلاله سان جرمان كل موسم أهدافه ورؤاه. تعاقد سان جرمان مع غالتيه من أجل تحقيق ما فشل فيه جميع أسلافه وهو باكورة ألقابه في المسابقة الأهم، وهو الهدف الرئيس لملاكه القطريين منذ استحواذهم عام 2011، آخرهم الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، خصوصا بعد إقناع النجم مبابي بتمديد عقده بدلا من الانضمام إلى ريال مدريد.
وخرج سان جرمان من ثمن النهائي الموسم الماضي على يد ريال مدريد وذلك للمرة الرابعة في المواسم الستة الأخيرة (خرج على يد ريال في عام 2018 أيضا وأمام برشلونة في 2017 ومانشستر يونايتد الإنجليزي عام 2019). في السنوات الماضية، تعرض الفريق لإصابات في لحظات غير مناسبة، حيث أصيب نجمه البرازيلي بكسر في مشط القدم قبل مواجهة ريال مدريد في 2018 واستبعد من مواجهتي ثمن النهائي ضد مانشستر يونايتد في العام التالي، والأمر ذاته حصل معه في الموسم الماضي إيابا ضد العملاق الملكي. ولازم “نحس” الإصابات باريس سان جرمان هذا الموسم، وهذه المرة مبابي وميسي اللذان سيحسم النادي قرار مشاركتهما من عدمه في الساعات المقبلة.
ويغيب مبابي عن الملاعب منذ أسبوعين بسبب إصابة في الفخذ، وحدد ناديه مدة ابتعاده بثلاثة أسابيع، لكنه عاد الأحد لخوض تدريبات جماعية وفردية حسب وسائل إعلام محيلة، فيما تعرض ميسي إلى الإصابة في الفخذ في المباراة ضد مرسيليا، وغاب عن مواجهة موناكو. ويمني غالتيه نفسه بإعادة فريقه إلى أوج عطائه الذي ظهر به في بداية الموسم، حيث تصدر مجموعته في المسابقة القارية وابتعد بفارق مريح عن مطارديه في الدوري، قبل أن يتراجع المستوى عقب عودة نجومه من مونديال قطر، حيث خسر أربع مرات في 10 مباريات في مختلف المسابقات.
واعترف غالتيه بأن حال فريقه لم يكن أفضل ضد موناكو، مما أثار رد فعل غاضب من الجماهير التي كشفت عن لافتات مع رسائل للفريق مثل “استيقظ”. وأعرب غالتيه عن قلقه من أداء فريقه في الآونة الأخيرة بقوله “أنا قلق بطبيعة الحال، لدينا برنامج مضغوط وتشكيلة تضم العديد من الإصابات. أتفهم غضب أنصار النادي، فهو منطقي لكن في هذه الظروف في الاتحاد قوة”.
لكن مهمة غالتيه ورجاله لن تكون سهلة أمام فريق بافاري استعاد توازنه بثلاثة انتصارات مدوية على مضيفيه ماينتس 4 – 0 في مسابقة الكأس وفولفسبورغ 4 – 2 وضيفه بوخوم 3 – 0 في البوندسليغا. ورغم ذلك، أبدى مدربه يوليان ناغلسمان قلقه بشأن أداء فريقه ضد بوخوم، وقال “كانت هناك حركة قليلة جدا، إذا لعبنا بهذه الطريقة الثلاثاء، فلن نذهب إلى أبعد من ذلك (ثمن نهائي دوري الأبطال)”. وحذّر ناغلسمان تشكيلته الأساسية من أن “المستوى تحسن فقط بعد الدقيقة الـ60 عندما أجرى تبديلات. علينا أن نتحسن قبل الثلاثاء”.
ويدرك ناغلسمان جيدا أن نجاحه المحلي لن يشفع له في البقاء على رأس الإدارة الفنية للنادي البافاري الذي يجعل مسؤولوه المسابقة القارية العريقة على رأس أولوياتهم، تماما مثل نظرائهم في سان جرمان. أقيل الكرواتي نيكو كوفاتش رغم تتويجه بالثنائية المحلية (الدوري والكأس) عام 2019، وحتى المتخصص الأوروبي الشهير الإيطالي كارلو أنشيلوتي أقيل بعد أن خسر خارج أرضه أمام باريس سان جرمان صفر – 3 في عام 2017 في دور المجموعات.
اختبار صعب
يخوض ميلان اختبارا صعبا عندما يستضيف توتنهام على ملعب “جوسيبي مياتسا” في ميلانو. ويأمل مدرب النادي اللومباردي ستيفانو بيولي في فك نحس الفريق في الدور ثمن النهائي في موسمي 2012 – 2013 على يد برشلونة الإسباني، و2013 – 2014 على يد أتلتيكو مدريد الإسباني، فضلا عن إعادة الفريق إلى السكة الصحيحة بعد تراجع نتائجه في الآونة الأخيرة.
وفشل ميلان في تحقيق الفوز في سبع مباريات متتالية في مختلف المسابقات خرج خلالها من ثمن نهائي الكأس المحلية وخسر الكأس السوبر المحلية أيضا وتراجع إلى المركز الخامس في الدوري، بعدما كان مطاردا مباشرا لنابولي المغرد في الصدارة. واستعاد ميلان نغمة الانتصارات الجمعة عندما تغلب على تورينو بصعوبة 1 – صفر في الدوري، ويريد بيولي أن يكون هذا الفوز نقطة تحول بعد هزيمتين في دربي ميلان وخسارتين مذلتين في الدوري أمام لاتسيو وساسولو.
وقال بيولي إن فوز الجمعة يجب أن ينظر إليه على أنه “ولادة جديدة” لأنه أنهى سلسلة لم تبعد ميلان عن الدفاع عن لقبه فقط، بل جعلته أيضا في صراع حقيقي على حجز مكان في مسابقة دوري الأبطال الموسم المقبل. وقال لشبكة “دازون” للبث التدفقي “نحن بحاجة إلى الاستمرار، اللعب في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل سيكون نهاية جيدة في هذه المرحلة، لكننا بحاجة إلى أن نكون أكثر اتساقا”.
ويأمل ميلان في استغلال المعنويات المهزوزة لتوتنهام الذي مني بخسارة مذلة امام ليستر سيتي 1 – 4 في الدوري السبت. ولن يكون فريق المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي، وصيف بطل نسخة عام 2019 بقيادة بوكيتينو، لقمة سائغة في ظل ترسانته الهجومية القوية بقيادة هدافه التاريخي هاري كاين والكوري الجنوبي سون هيونغ مين.