أمينة خيري
تقدم مصطفى (23 سنة) من #النيجر بـ”سيرته الذاتية” لـ”#الجماعة” بعد ما زادت ضغوط الحياة. كان فقيراً وفي وضع هش زاد من حدته مسؤوليته عن أسرة بأكملها. اعتقد أنه سيكون محظوظاً لو قبل طلبه، فسيصبح #”رجل_دين”، وفي أسوأ الظروف سيموت (شهيداً).
لكن، ما جذب ديبو (23 سنة) من نيجيريا للجماعة لم يكن الموت، بل الحياة. زميله في السكن كان يعيش حياة ثرية رائعة تمناها ديبو لنفسه. اعتقد أن انضمامه إلى الجماعة سيحقق له الرغد والحياة المريحة أنفسهما.
مريم (23 سنة) من نيجيريا تقول إن الجماعة أقنعتها أن الحكومة هي العدو الأكبر لها ولأسرتها، لكن بعدما انضمت إليها اكتشفت أن ذلك ليس صحيحاً. أما ميمونة (16 سنة) من الكاميرون فقد عرفت بعد الانضمام إلى الجماعة التي اعتقدت أنها ستخدم الله من خلالها أن لها أهدافاً أخرى شريرة أبعد ما تكون عن الله وخدمته.
اكتشاف آخر متأخر توصل له آدن (21 سنة) من الصومال، فبعد نجاحه في الانضمام إلى الجماعة التي سعى إليها بهدف الحصول على قدر كاف من المال وشراء سيارة، لم يحصل على مال ولم يشتر سيارة.
الهدف “خدمة الله”
يعتقد البعض أن “خدمة الله” هي الهدف الرئيس الذي يدفع الشباب والشابات في دول عدة إلى الانضمام إلى الجماعات الشديدة التطرف التي تنتهج العنف وسيلة لتحقيق أغراض يقولون عنها إنها دينية، لكن كثيراً من هذا الاعتقاد خاطئ، لا سيما في دول أفريقيا جنوب الصحراء. دول مثل بوركينا فاسو وتشاد والسودان والصومال والكاميرون ومالي والنيجر ونيجيريا حيث نسب التجنيد وطلبات الالتحاق بالجماعات المتطرفة الآخذة في الازدهار والتوسع بعد ما انكسرت شوكتها في مناطق أخرى ليست إلا نماذج قادرة على توفير إجابة مفصلة معمقة لسؤال: لماذا يلتحقون بالجماعات الدينية المتطرفة التي تعتنق العنف؟
رحلة احتراف التطرف تبدأ بطلب التحاق تقف خلفه ترسانة من العوامل والأسباب، بعضها يتعلق بأسباب تبدو دينية، والبعض الآخر يتعلق بفقر الحال أو الفكر أو كليهما. هذه الرحلة وترسانتها يلقي عليها الضوء تقرير يصدر اليوم بالإنجليزية عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وحصلت “اندبندنت عربية” على نسخة منه يحمل عنوان “رحلة التحول إلى التطرف في أفريقيا: مسارات التجنيد وفك الارتباط”.
فرصة عمل
فك الارتباط يبدأ بفهم الأسباب. والسبب الرئيس الذي اكتشفه التقرير لم يكن معتقدات دينية أو إيماناً مغلوطاً، لكنه سعي إلى الحصول على فرصة عمل فقط لا غير، وذلك بنسبة 40 في المئة. أما السبب الثاني فهو التعرض لانتهاكات تتعلق بحقوق الإنسان من قبل قوات أمن تتبع في الغالب الحكومة، ثم يأتي الدين في المرتبة الثالثة بنسبة 17 في المئة.
المفاجأة هي أن تربع فرصة العمل على قائمة الأسباب في هذا التقرير شهد زيادة نسبتها 92 في المئة على تقرير مشابه أجراه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عام 2017، وهو ما يلقي كثيراً من الضوء على حقيقة أوضاع الجماعات العنيفة والدول التي تنشط فيها. والجماعات العنيفة لا تعترف بالمحلية، ونشاطها دائماً عابر للحدود، مما يعني أن الدولة التي تنشط فيها نقطة انطلاق.
انطلاق دول أفريقيا جنوب الصحراء لتكون البؤرة العالمية الجديدة للتطرف العنيف يعني الكثير. وبحسب مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي آخيم شتاينر، فإن 48 في المئة من إجمالي الوفيات الناجمة عن حوادث الإرهاب بالعالم في عام 2021 كانت في هذه الدول، وهذه “الطفرة” لن تؤثر في الحياة والأمن والسلم فقط، بل تلقي بظلال وخيمة على مكاسب التنمية التي تحققت بشق الأنفس، والتي هي من حق الأجيال المقبلة.
تعامل أمني
الأجيال الحالية تعاني الأمرين في عديد من الدول من نقص فرص العمل الناجم عن التحديات السياسية والاقتصادية الكثيرة، مضافاً إليها التغير المناخي الذي ضاعف من حجم المشكلات، بالتالي التحديات. وفي ظل أسلوب تعامل قوات الأمن في بعض هذه الدول يتفاقم اليأس والإحباط، ويدفع بالشباب إلى الارتماء في أحضان الجماعات المتطرفة بحثاً عن مخرج وملاذ.
الملاذ “الآمن” الذي يجده شباب وشابات في دول أفريقيا جنوب الصحراء هو أشبه بمن يهرب من مقلاة الفقر ونقص فرص العمل وتعامل الدولة الأمني إلى نيران العنف والتطرف والسيطرة وربما الموت.
حواء (26 سنة) من الصومال تقول إنها هربت من سيطرة أسرتها عليها، وكبت حريتها إلى جماعة “دينية” أملاً في أن تحصل على حريتها، وكذلك قليل من المال، لكنها فوجئت بسلب كامل للحرية، وعدم الحصول على أي قدر من المال.
لا مال أو حرية
لا مال ولا حرية ولا فرصة عمل، ولا حتى مجال للهرب من قبضة “الجماعة”. الجماعات ذات الرداء الديني الناشطة في أفريقيا جنوب الصحراء على رغم استقبالها واستقطابها الشباب والشابات سواء عنوة أو طواعية أو عبر “توصية” من عضو لآخرين، تحكم قبضتها على دول أفريقيا جنوب الصحراء في الوقت الذي تراجع فيه نشاط قريناتها على مستوى العالم بعد ما بلغ ذروته في عام 2015، تحديداً تراجع نشاط تنظيم “داعش” في العراق وسوريا.
والنظر إلى خريطة العمليات الإرهابية المسماة في التقرير العمليات التي نفذتها جماعات التطرف العنيف بين عامي 2017 و2021 يشير إلى انتعاش كبير في القارة الأفريقية، مع نصيب الأسد للجماعات الدينية.
وعلى رغم أن الغالبية المطلقة من نشاط وفكر الجماعات المتطرفة يتخذ مساراً أيديولوجياً ذا طابع عالمي متأثر بأفكار متعولمة، فإن هذه الجماعات الدينية تقوم بإضفاء ألوان ونكهات محلية لضمان نجاحها في المجتمعات المستهدفة.
ويشير التقرير إلى أن غالب الدول المستهدفة في أفريقيا جنوب الصحراء تتوافر لديها حزمة من الظروف المهيأة، مثل التوترات السياسية أو الصراعات الداخلية، التي تلعب دوراً محفزاً وداعماً ومشجعاً لعمل هذه الجماعات وانتشارها وزيادة جاذبيتها، كما لوحظ أن التغيرات المناخية وما ينجم عنها من آثار وأضرار تقوي من شوكة هذه الجماعات، وتمثل عامل جذب إضافياً.
نجاح منقوص
على رغم نجاح جانب من الجهود المبذولة في هذه الدول لمواجهة الإرهاب، فإن الاكتفاء بالنهج الأمني في مواجهة الإرهاب والتطرف وعوامله أثبت قصوراً يصل إلى درجة الفشل في بعض الأحيان. المنهج الأمني يتعامل في الغالب مع الآثار، ولا يعالج الأسباب، كما أنه يؤدي إلى انشطار الإرهاب كفكرة والإرهابيين كأعداد وأفراد، وهو ما يؤدي إلى مزيد من الانتشار.
تنتشر الأصولية كفكرة بين المواطنين الذين يعانون التهميش، ويتلقون حداً شحيحاً من الخدمات الحكومية (أو لا يتلقونها من الأصل)، وما يؤدي إليه ذلك من شعور قاس بانعدام المساواة والفساد الحكومي والقهر، حيث تتغلب كفة القوة الأمنية بممارساتها على القوى المدنية والاجتماعية وخدماتها.
ويحذر التقرير من أن مثل هذا النوع من اختلال التوازن عادة يأتي بنتائج عكسية. في هذه الأحوال تقوى شوكة الحكومات التي ينظر إليها المواطنون باعتبارها فاسدة ومستغلة وخارج نطاق المساءلة، وهو ما يدفع بفئة من الموطنين إلى البحث عن بدائل، ومنهم من يجد الجماعات العنيفة تستقبله بأذرع مفتوحة.
كلفة الإرهاب
ويشار إلى أن الكلفة الاقتصادية للإرهاب في أفريقيا بين عامي 2007 و2016 بلغت نحو 97 مليار دولار أميركي سنوياً. هذه المليارات تحتم على الدول المعنية توفيرها كنوع من “الاستجابة” للتطرف العنيف، كما تعني أن المجتمع الدولي كذلك يكون ضالعاً في جانب من الاستجابة في صورة منح ومساعدات.
ويسلط التقرير الضوء على أن الجانب الأكبر من الاستجابة ما زال رد فعل لما يحدث وليس علاج ما يحدث، بمعنى آخر، سواء الجهود المحلية أو المساعدات الاقتصادية الدولية فإن الهدف الرئيس ما زال متمركزاً حول الإرهاب وآثاره وليس الإرهاب وأسبابه.
معرفة أسباب الإرهاب تعني الوقاية، ولأن الوقاية خير من العلاج، فإن كل دولار يتم استثماره في الوقاية وأنشطة بناء السلام يقلل من قيمة الصراع والتطرف العنيف والمقدر بـ16 دولاراً، أي إن دولار وقاية يساوي 16 دولاراً آثاراً صحية. وهذا يعني أن الوقاية من التطرف والأصولية العنيفة توفر الأموال اللازمة لبناء المجتمعات اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً.
واقع الحال يشير إلى أن التطرف العنيف في العالم حالياً يتركز في منطقة الساحل، حيث تقع أربع من الدول العشر الأكثر تأثراً بالإرهاب، وهي بوركينا فاسو ونيجيريا ومالي والنيجر. واللافت أن هذا التطرف العنيف أخذ في الانتقال عبر الحدود مثل موزمبيق مثلاً.
أما جماعات التطرف العنيف الأكثر مسؤولية عن حوادث الإرهاب فهما: داعش و”نصرة الإسلام والمسلمين”. وعلى رغم تبني هذه الجماعات وغيرها الأيديولوجيات البلاغية التي تشتهر بها جماعات التطرف العنيف، فإن أصول هذه الجماعات الناشطة في أفريقيا جنوب الصحراء تكمن في الأحوال الاجتماعية والاقتصادية المتدنية، إضافة إلى تنامي المشاعر العدائية تجاه الدولة.
وهنا يبرز دور هذه الجماعات كمزود رئيس للخدمات الاجتماعية والاقتصادية المحلية، وذلك في غياب الدولة، وهو ما يقوي شوكتها (الجماعات) كبديل جيد للدولة التي تكون منشغلة بانقلابات عسكرية أو شن حملات أمنية أو حل أو الضلوع في صراعات سياسية وعسكرية.
العزلة والحرمان
ولا تقل العوامل الجغرافية والديموغرافية أهمية عن العوامل السياسية والعسكرية والأمنية. يشير التقرير إلى أن العزلة الجغرافية والخدمية في بعض الدول تكون عادة أرضاً خصبة للجماعات المتطرفة الباحثة عن كوادر.
هذه العزلة التي تكون عادة مصحوبة ببعد كامل عن العاصمة والمدن الكبرى التي تحظى بقدر أوفر من الحياة والاهتمام الاجتماعي والاقتصادي والسياسي تتحول إلى منطقة ذات مسام متسعة تسمح بمرور فكر هذه الجماعات بسهولة شديدة.
ويضاف إلى تلك العوامل التنشئة والتربية التي يحصل عليها كل شخص، إذ ثبت أن الإهمال في الصغر وعنف التربية يؤثران سلباً في الأفراد الذين يكونون مرشحين مثاليين لفكر هذه الجماعات.
التعليم والتطرف علاقة ملتبسة
أما علاقة الانضمام إلى جماعات متطرفة بالتعليم فباتت شائكة. فبعد عقود من اعتبار التعليم الجيد حائط صد يحول دون انجراف الأشخاص للتطرف، لم يعد الأمر كذلك. يشير التقرير إلى علاقة ملتبسة وأحياناً متناقضة. أحياناً يلعب التعليم دوراً رائعاً في وقاية الفرد من الوقوع في براثن الفكر المتطرف، لكن أسلوب التلقين والحفظ والعمل على تعطيل العقل أيضاً ربما يدعم اقتناع الشخص بالفكر المتطرف. وفي المقابل فإن التعليم المدني يكون أكثر قدرة على حماية الطلاب من التطرف الفكري.
ويحتل دور الدين والتعليم الديني جزءاً مهماً من التقرير الذي حاول فك الاشتباك بين الجماعات المتطرفة العنيفة المرتبطة بأيديولوجيا دينية ذات خطاب متطرف عابر للحدود، وجماعات التطرف العنيف في أفريقيا، التي عادة يكون لها جذور محلية للغاية ومسارات فريدة تعتمد على أحوال كل دولة على حدة، كما ثبت أن التعليم الديني يختلف عن الثقافة الدينية.
هل قرأت القرآن؟
ورداً على سؤال للدراسة التي استند إليها التقرير: هل قرأت القرآن بنفسك وليس من خلال طرف أو شخص آخر؟ رد 42 في المئة أنهم لم يفعلوا. وبين الـ58 في المئة الذين قرأوا القرآن من دون وسيط، قال تسعة في المئة إنهم فهموا ما قرأوا، وقال 27 في المئة إنهم أحياناً فهموا، وقال 22 في المئة إنهم يفهمون كلمة واحدة.
تحليل أسباب الانضمام الطوعي لهذه الجماعات في أفريقيا جنوب الصحراء يشير إلى أن 25 في المئة يسعون إلى الانضمام للحصول على فرصة عمل، وإن كان هذا العامل مرتبطاً بشكل كبير بالفقر متعدد الأبعاد. و22 في المئة يسيرون على نهج أفراد من أسرهم وأصدقاء سبقوهم في الانضمام، و17 في المئة لأسباب دينية، و12 في المئة أملاً في أن يكونوا جزءاً من مشروع كبير، وستة في المئة قالوا إنهم انضموا إلى الجماعة لأنهم صدقوا ما قاله لهم زعيمهم الديني، وخمسة في المئة لأنهم آمنوا بأفكار الجماعة السياسية، وخمسة في المئة كانوا يبحثون عن المغامرة، وأربعة في المئة لإيمانهم بأفكار الجماعة المتعلقة بالعرق، واثنان في المئة انضموا بناءً على نصيحة المعلم، واثنان في المئة بحثاً عن الأمن والأمان. المثير هو أن 80 في المئة ممن انضموا للجماعات الإرهابية أكدوا أنهم لم يشعروا يوماً أن الدين مهدد.
الرجولة المهددة
الرجولة المهددة تطرح نفسها كذلك عاملاً مستحدثاً في التقرير، حيث مؤشرات أولية تشير إلى أن البعض من الشباب والرجال يسعون إلى الانضمام إلى الجماعات بسبب تعرضهم للضغط لإظهار رجولتهم، بل واعتبار الانضمام إلى جماعة تعتنق فكراً عنيفاً أمراً يرتبط بالهوية الذكورية والقوالب النمطية والتوقعات الاجتماعية والثقافية بناءً على النوع الاجتماعي.
وسواء كان المنضم إلى الجماعة رجلاً أو شاباً يبحث عن فرصة عمل أو لإثبات رجولة، أو امرأة أو شابة ساعية إلى خدمة الله أو الحصول على قدر من الحرية، فإن تفكك أو غياب الثقة بين الدولة والحكم من جهة والمواطنين، لا سيما الشباب والشابات، من جهة أخرى، وهو التفكك المتنامي، يهدد بمزيد من جاذبية الجماعات في مقابل جاذبية الانتماء للدولة.
مسارات التطرف العنيف تقابلها مسارات فك اشتباك المنضمين والساعين إلى الانضمام إلى الجماعات لفك هذا الارتباط. غالب من شملتهم الدراسة قالوا إن توقعاتهم جراء الانضمام لم تتحقق، سواء المالية أو الفكرية أو النفسية. وأبرز أسباب الهرب من الجماعة كان فقدان الثقة في قيادة الجماعة.
قرار الاعتزال
تقول رئيسة الفريق الفني للبرنامج المعني بالحد من التطرف في أفريقيا نيرينا كيبالغات إن البحوث أثبتت أن من يتطرف مرة، وينضم إلى هذه الجماعات، ثم يقرر أن يتركها عادة لا يعاود الكرة، كما لا يحاول تجنيد الآخرين في الغالب.
لذلك ترى كيبالغات أن خير طريقة هي الاستثمار في توفير الدعم اللازم لمن بصدد اتخاذ قرار الاعتزال، هذا النوع من الاستثمار يلعب دوراً مستداماً في تحقيق البعد من التطرف العنيف، كما يواجه الظاهرة نفسها.
ينصح التقرير بالاستثمار في توفير الخدمات الرئيسة بما في ذلك رعاية الأطفال والأمهات ورفع جودة التعليم والارتقاء بنوعيته وتوفير سبل العيش اللائقة وتعزيز قدرات الشباب والشابات.
يشار إلى أن هذا التقرير هو الثالث في سلسلة تقارير حول تدابير الوقاية من التطرف العنيف. الأول كان تحت عنوان “ديناميات التطرف العنيف في أفريقيا”، والثاني هذا التقرير جزء من سلسلة يصدرها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول التطرف العنيف وسبل فهمه وعلاج أسبابه والتعامل مع آثاره، لا سيما أن الإرهاب فكرة والفكرة عابرة للحدود والعبور يعني مزيداً من الانتشار هنا وكذلك هناك.
أمين عام منظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يقول إنه لو لم يتم عمل شيء فإن آثار الإرهاب والتطرف العنيف والجريمة المنظمة ستؤثر في الجميع وليس فقط القارة الأفريقية.
المصدر “اندبندنت عربية”