كريتر نت – متابعات
يمثّل نادي أتلتيك بارادو الجزائري قصة نجاح مبهرة في العالم العربي، بعد نجاحه بشكل لافت في تجربة تسويق مواهبه لـ”القارة العجوز”.
ورغم حداثة عهده، نجح نادي العاصمة الجزائرية في أن يصبح محور أحاديث عشاق “الساحرة المستديرة” نظرا للنجاحات الكبيرة التي حققها على المستويين الرياضي والتسويقي.
وبات “منجم المواهب”، كما يلقب في الجزائر، محل متابعة لصيقة من قبل عدة أندية أوروبية التي أصبحت تترصد الفرصة المناسبة، من أجل التعاقد مع أفضل مواهبه الواعدة.
لاماسيا الجزائر
تم تأسيس نادي أتلتيك بارادو عام 1994 من قبل الشقيقان خير الدين وحسان زطشي، الذين سعيا لتكوين جيلا جديدا من المواهب قادر على إثبات وجوده على الساحتين المحلية والخارجية.
واعتمد نادي العاصمة الجزائرية على طرق عمل تم استلهامها بشكل رئيسي من مدراس شبان الأندية الإسبانية والقائمة بالأساس على تطوير المهارات الفنية.
وعرف النادي نقلة نوعية بعد أن تم تأسيس أكاديميته الخاصة به عام 2007، والتي أشرف عليها المدرب الفرنسي جون مارك جيو، مهندس نجاح أكاديمية أسيك الإيفواري في فترة التسعينات.
وصعد أتلتيك بارادو لدوري الأضواء عام 2005 وحقق أفضل إنجاز له في موسم 2018-2019 وذلك عندما المركز الثالث في جدول الترتيب العام، وهو ما سمح له بالمشاركة للمرة الأولى في تاريخه في مسابقة كأس الكونفدرالية الأفريقية.
وقامت الاستراتيجية الرياضية للنادي الملقب ب”لا ماسيا الجزائر” على تطوير إمكانيات مواهب الأكاديمية قبل البحث عن تسويقها في أوروبا وفي العالم العربي وحتى في الدوري المحلي.
إير ادات ضخمة
قام نادي أتلتيك بارادو بتسويق أكثر من 10 لاعبين في مختلف دوريات “القارة العجوز”، طوال السنوات الأخيرة، احترف معظمهم في الدوري الفرنسي.
بداية نجاحات الفريق الجزائري على مستوى صناعة المواهب بدأت في عام 2014، وذلك عندما قام بإعارة النجم رامي بن سبعيني في مرحلة إلى ليرس البلجيكي ثم مونبلييه الفرنسي، قبل أن يقوم ببيعه بشكل نهائي لرين الفرنسي عام 2016 بمبلغ 2 مليون يورو.
بعدها، قام نادي العاصمة بتسويق الظهير الأيمن الدولي يوسف عطال، الذي لعب على سبيل الإعارة مع كورتري البلجيكي لينضم بعدها بشكل نهائي لنيس الفرنسي.
تألق النجمان في مغامرتيهما الاحترافيتين وفوزهما مع منتخب الجزائر، في نهائيات كأس أمم أفريقيا، أسهم في الرفع من أسهم نادي بارادو الذي أصبح نموذجا يحتذى به في العالم العربي ومحل متابعة من قبل عدة أندية أوروبية.
وفي عام 2019، انضم لاعب الوسط المدافع هشام بوداوي لنادي نيس الفرنسي، في صفقة قياسية بلغت قيمتها 4 مليون يورو، لينضم بعدها آدم زرقان لأنتوارب البلجيكي في صفقة قدرت قيمتها ب2 مليون يورو.
وشهد السنوات موجة انتقال كبيرة لمواهب بارادو نحو الدوريات الأوروبية، حيث انضم المهاجم نذير بن بوعلي لشارلروا البلجيكي، ولاعب الوسط عبد القهار قادري لكورتري البلجيكي، كما انتقل الثنائي زكرياء نعيجي وحمزة وموالي للافال الفرنسي بجانب الثنائي فريد موالي وهيثم لوصيف المنضم لأنجيه الفرنسي.
انتقالات جواهر بارادو شملت أيضا الدوريات العربية إذ لعب تعاقد الثلاثي المكون من عبد الرؤوف بن غيث ورياض بن عياد والطيب مزياني مع الترجي، كما انتقل يسري بوزوق للرجاء بجانب المهاجم الواعد محمد رفيق عمر، الذي أمضى مؤخرا عقدا 5 أعوام مع نادي الشمال قطري..
ووفقا لأرقام موقع “ترانسفير ماركات”، المختص في أخبار الانتقالات، فإن القيمة الإجمالية للإيرادات التي حققها الفريق الجزائري من بيع مواهبه تناهز 10 ملايين يورو، وهو مبلغ ضخم للغاية خاصة وأن الأمر يتعلق بفريق حديث التكوين.