كريتر نت – متابعات
يستضيف بوروسيا دورتموند الألماني نادي تشيلسي الإنجليزي في ذهاب الدور ثمن النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم الأربعاء على أمل استعادة الاستقرار الغائب عن الفريق والذي أعاق فرصه في حصد اللقب خلال السنوات الأخيرة. كما يلتقي كلوب بروج البلجيكي مع بنفيكا البرتغالي في مواجهة أخرى قوية.
وسيكون ملعب “سيجنال إيدونا بارك” في دورتموند الأربعاء شاهدا على المواجهة الأولى بين بوروسيا دورتموند الألماني وتشيلسي الإنجليزي، وذلك في ظل تعدد المواجهات بين الأندية الإنجليزية ونظيرتها الألمانية بالبطولات الأوروبية خلال السنوات الماضية.
ويلتقي الفريقان في ذهاب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا. وأنفق تشيلسي الإنجليزي نحو 600 مليون دولار لتعزيز صفوفه، لكن موسمه الأول مع مالكيه الجدد يتجه لأن يكون خاليا من الألقاب، إلا إذا حقق المفاجأة وغزا مجددا القارة العجوز من بوابة مسابقتها المرموقة دوري الأبطال.
ويحلّ فريق غرب لندن على بوروسيا دورتموند الألماني في ذهاب ثمن النهائي بعد إقصائه من مسابقتي الكأس المحليتين وتقهقره إلى المركز العاشر في ترتيب الدوري المحلي “بريميرليغ”.
الطريق المثالي
البحث عن بداية جديدة
قد يشكّل الفوز بدوري الأبطال للمرة الثالثة في تاريخه الطريق المثالي لتشيلسي من أجل عودته إلى المسابقة الموسم المقبل، إذ يتخلف راهنا بفارق عشر نقاط عن صاحب المركز الرابع الأخير المؤهل من الدوري المحلي إلى المسابقة القارية. وفاز رجال المدرّب غراهام بوتر مرتين فقط في آخر 12 مباراة، بعد فترة التوقف الشتوية. وأرهقت سلسلة من الإصابات المدرّب الذي يجد معاناة أيضاً بتوليف تشكيلة جيّدة من القادمين الجدد، بغية الوصول إلى نواة أساسية من قائمة الـ33 المنضوين تحت لواء النادي راهناً.
ويمكن لثلاثة لاعبين من الجدد اللعب مع تشيلسي حاليا في دوري الأبطال، فيما لا يزال المدافع الفرنسي بنوا بادياشيل، ولاعب الوسط الهجومي نوني مادويكي، ولاعب الارتكاز البرازيلي أندري سانتوس والمهاجم العاجي دافيد داترو فوفانا غير مؤهلين. وسيمضي الظهير الأيمن مالو غوتسو النصف الثاني من الموسم معارا مع فريقه السابق ليون.
وباتت سلسلة المباريات التسع التي لم يخسر فيها بعد تعيينه من الماضي بالنسبة إلى بوتر، في ظل ارتفاع منسوب الضغوط والمطالبة بتحقيق الانتصارات، رغم تركيز النادي على ضم كوكبة من اللاعبين الشبان القادرين على حمل الفريق في المستقبل. وقد يدفع الإخفاق القاري المحتمل مالكي النادي الأميركيين إلى إعادة النظر في تعيين بوتر، والبحث عن مدرب آخر قادر على تقديم عائد مناسب لاستثماراتهم الخيالية.
في المقابل يخوض دورتموند الذي دخل فترة التوقف الشتوية بخسارتين متتاليتين متخلفا بتسع نقاط عن بايرن ميونخ متصدر الدوري الألماني، المباراة بعد ستة انتصارات على التوالي مقلّصا الفارق مع النادي البافاري إلى ثلاث نقاط. وتلك الاستفاقة القوية كان أساسها عودة العديد من لاعبي النادي الأساسيين من الإصابة، ومنهم نجم الفريق العاجي سيباستيان هالر الذي انتقل إليه صيفا وغاب عن النصف الأول من الموسم بسبب سرطان الخصية. وقال المدير الرياضي للنادي الألماني سيباستيان كيل الاثنين “إنه (هالر) جزء من الأُحجية الذي للأسف افتقدناه طويلا”.
وأضاف أن “سيباستيان هالر وهو بكامل لياقته، لا يُغني فريقنا بسجلّه فحسب، بل بشخصيته أيضاً. لقد انتظرناه بشوق، لقد كان يعمل من أجل ذلك لفترة طويلة (…) نحن وإياه سعداء بعودته”. ووقّع دورتموند مع هالر (28 عاماً) ليكون موجّهاً لمجموعة من المواهب الهجومية الشابة للنادي، على غرار يوسف موكوكو (الغائب لنحو ستة أسابيع بسبب إصابة في الكاحل)، وكريم أدييمي، والإنجليزي جايمي باينو – غيتنز، والأميركي جيو رينا والإنجليزي جود بيلينغهام، وجميعهم يبلغون من العمر 21 عاما أو أقل.
مشوار صعب
فيما كان المهاجم العاجي الذي خضع لعمليتين جراحيتين وأربع جلسات من العلاج الكيميائي يقرّ بأنه لم يعد إلى كامل لياقته بعد، فقد أظهر هالر بالفعل نضجه ورؤيته في خط الهجوم. وأفضل مثال على ذلك أول ظهور له أساسياً بعد عودته أمام باير ليفركوزن في أواخر يناير، حين ترك عرضية تمرّ من بين ساقيه إلى أدييمي غير المراقب ليسجل هدفه الأول في الدوري مع دورتموند.
وبعد تعيينه المفاجئ مدرباً لبروج البلجيكي في ديسمبر، يستعدّ الإنجليزي سكوت باركر لخوض تجربته الأولى كمدرّب في دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، عندما يستقبل الأربعاء بنفيكا البرتغالي في ذهاب ثمن النهائي. وبقي باركر (42 عاما) عاطلا عن العمل منذ إقالته من تدريب بورنموث في أغسطس الماضي، بعد خسارة مذلة أمام ليفربول 0 – 9 وانتقاده لمقاربة النادي في سوق الانتقالات.
وقال بعد الكشف عن تعيينه في بروج “التعاقد معي كمدرب في منتصف الموسم، يعني الحاجة إلى القيام بتغييرات سريعة”. وتابع “لا شكّ أننا قادرون على القيام بتغييرات مع هذا الفريق. يتعلّق الأمر بي للقيام بعملية التحفيز”.
تشيلسي أنفق نحو 600 مليون دولار لتعزيز صفوفه، لكن موسمه الأول مع مالكيه الجدد يتجه لأن يكون خاليا من الألقاب
ورغم تخطي دور المجموعات في دوري الأبطال للمرة الأولى، بعد الحلول ثانياً وراء بورتو البرتغالي في مجموعة ضمّت باير ليفركوزن الألماني وأتلتيكو مدريد الإسباني، يعاني بطل بلجيكا على الساحة المحلية هذا الموسم، إذ يحتلّ المركز الرابع بفارق عشرين نقطة عن جينك المتصدر.
وفاز بروج مرّة وحيدة في سبع مباريات تحت إشراف باركر الذي أمضى كامل مسيرته محترفا في إنجلترا مع أمثال تشارلتون وتشيلسي ونيوكاسل ووست هام وتوتنهام وفولهام، قبل الاعتزال عام 2017 والانتقال للتدريب. وبعد موسم مع فريق تحت 18 عاما في صفوف توتنهام، انضم إلى فولهام للعمل مساعداً للمدرب السابق سلافيشا يوكانوفيتش ثم الإيطالي كلاوديو رانييري بعد إقالة الصربي.
وأوكلت إليه مهمة المدرب المؤقت بعد إقالة رانييري، ثم هبط فولهام إلى المستوى الثاني في نهاية موسم 2018 – 2019. وبعد استلامه المهمة كمدرّب، أعاد باركر “كوتيجرز” إلى دوري النخبة، قبل أن يهبط مجددا. وفيما تأهل بروج من مجموعة متوسطة المستوى، يبدو خصمه المقبل بنفيكا مرشحا لبلوغ ربع النهائي. وأصبح باركر أول إنجليزي يدرّب فريقاً أجنبيا في دوري الأبطال منذ بوبي روبسون مع أيندهوفن الهولندي في 1998.
ولا يزال يبحث عن التوليفة المناسبة في فريق معتاد على التألق في بلجيكا ولعب أدوارا متواضعة على الساحة القارية، خلافاً لمشواره في 1978 عندما حلّ وصيفا لليفربول الإنجليزي البطل. وقال باركر بعد فوزه الوحيد حتى الآن على زولته فاريغيم 2 – 1 قبل أسبوعين “لا زلنا بعيدين جداً عن المستوى الذي نريد الوصول إليه”.