عبدالسلام السييلي
من المعروف أن الأمن القومي لأي بلد يبدأ من الدول المحيطة به فهي تمثل عمقه الاستراتيجي وخط دفاعه الأول.
وبالنسبة للمملكة فتأمين حدودها الجنوبية يبدأ بالسيطرة على القرار وصناعه في اليمن.
قامت عاصفة الحزم في ٢٠١٥م ليس من أجل عيون الشرعية الهاربة من صنعاء وليس من أجل مساعدة الجنوبيين في إستعادة دولتهم .. بل من أجل حماية مصالحها وأمنها القومي بالتخلص من أي تهديد يمكن ان يعرض المملكة للخطر ومنها التخلص من صواريخ سكود بعيدة المدى والترسانة العسكرية التي بناها عفاش وراهن عليها.
من مصلحة المملكة ان يكون جارها بلد آمن ومستقر لكن ضعيف على المستوى العسكري والإقتصادي ، فهي ستضمن بذلك السيطرة على صناع القرار فيه عن طريق شراء الولاءات وتضمن أيضا عدم تطور البلد اقتصاديا وعسكريا على المدى القريب.
كان أحد أهداف عاصفة الحزم القضاء على الحوثي أو تحجيمه في مناطق سيطرته كحد أدنى .
لكن ذلك لم يتحقق وزادت قوة الحوثي بفعل عاملين :
أولا : صدق حلفاء الحوثي الدوليين حيث استمروا بدعمه بكل مايلزم .
ثانيا : عدم صدق الشركاء المحليين مع التحالف وتآمرهم عليه وعلى باقي القوى كما فعل الإخوان.
أضف إلى أن أخوان المملكة مازالوا يمارسون ألاعيبهم في سراديب السياسة الخارجية بحيث تعمل على خدمة أخوان اليمن وضرب الحلفاء الحقيقيين للتحالف مثل #القوات الجنوبية التي تقف ضد مشروع الاخوان والحوثي معا.
لذلك تلجأ المملكة للخطة البديلة وهي عدم وجود بلد آمن ومستقر حيث ستشغل الكل بالكل وستشجع كيان على اخر وهذا سيتيح لها مكاسب توسعية .
إنشاء قوات عسكرية متعددة الولاءات بتمويل ومباركة سعودية هو أحد أهداف المملكة لتجزئة المجزأ تهدف إلى إستمرارية الحرب بين الأطراف والكيانات المستنسخة التي تدين بالولاء لقيادات تأتمر بأمرها وهذا الأمر برعت فيه عندما تدخلت في دول أخرى.