خلدون الشرقاوي
صحفي مصري
في المغرب، يواصل حزب العدالة والتنمية (المصباح)، الذراع السياسية للإخوان، محاولات إرباك حكومة عزيز أخنوش، من خلال تفخيخ المشهد السياسي بالمزيد من الاحتجاجات.
وفي اليمن، شنّت جماعة الإخوان، عبر ذراعها السياسية المتمثلة في حزب الإصلاح، هجوماً حاداً على رئيس مجلس القيادة الرئاسي، واتهمته بتحويل الجيش إلى ميليشيات.
وفي قطاع غزة، دخل أهالي مدينة بيت لاهيا في إضراب شامل، شلّ كافة مناحي الحياة في البلدة، احتجاجاً على سرقة حركة حماس لأراض حكومية، ومنحها لأشخاص في بلديات تديرها الحركة.
إخوان المغرب ومحاولات تفجير المشهد السياسي
منذ أصبح في صفوف المعارضة، لا ينفك حزب العدالة والتنمية (المصباح) المغربي، أن يحاول تفجير المشهد السياسي، عبر كلّ أذرعه وتنظيماته، وكان آخر تلك الممارسات، ما قام به فريق العدالة والتنمية في جماعة الرباط، حيث انسحب الفريق من دورة شباط (فبراير) الجاري، احتجاجاً على ما اعتبره، “خرقاً صارخاً لمبادئ الحقوق والحريات، والسعي لتكميم الأفواه واستمرار أسلوب العبث وسوء التدبير”.
وندد العدالة والتنمية، في بيان رسمي بمنهج رئيسة المجلس وأغلبيتها المسيرة، فيما أسماه “التعسف والإقصاء والعبث وخرق القانون، من خلال إدراج تعديل غريب وتراجعي لمادتين في النظام الداخلي، وهو ما كان موضوع بيان احتجاجي للفريق في الأول من شباط (فبراير) الجاري”. معلناً “عزمه سلك كل الطرق والمساطر القانونية الممكنة؛ لمواجهة كل الممارسات النكوصية في تدبير شؤون مجلس جماعة عاصمة المملكة المغربية”.
وفي السياق ذاته، اعتبر أنس الدحموني، رئيس المصباح بمجلس جماعة الرباط، أنّ “انسحاب فريقه من دور شباط (فبراير) كان مدروسا”. وبرر ذلك بأنّ “مجلس جماعة الرباط منذ بداية ولايته عام 2021، وهو يسعى إلى التقليص من اختصاصات المعارضة”.
من جهة أخرى، شنّ عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية بمجلس النواب، هجوماً حاداً على وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، على خلفية اعتراض المصباح على تعديل مدونة الأسرة.
بوانو زعم أنّ ما يقوم به وهبي في موضوع الأسرة هو “العبث بعينه”. محذراً إياه من اقتراف أي تجاوزات في هذا الشأن. مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ المرجعية الإسلامية، هي روح الحزب. كما زعم أنّه يتقاسم هذه المرجعية مع أحزاب أخرى، وأنّ “هذه المرجعية جاءت فيها أمور تفصيلية تتعلق بالأسرة، دون غيرها من المواضيع”. كما توعد وزير بالتصدي لأيّ محاولة يتم فيها مخالفة المسائل التي جاءت فيها نصوص قطعية؛ بحسب توصيفه.
بوانو قال إنّ “موضوع الأسرة كبير جداً، ويتجاوز حزباً بعينه، ويتجاوز الحكومة كذلك، مما يعني أنه يتطلب الكثير من التريث قبل الخوض فيه”.
إخوان اليمن ينتقدون تشكيل قوات درع الوطن
كشفت مصادر وتقارير سياسية وقبلية، في مأرب وصنعاء، عن تحضيرات إخوانية، تجري بالتنسيق مع الحوثي؛ لعقد لقاءات تشاورية فرعية على مستوى محافظات اليمن الشمالية، لا سيما في مناطق قبائل حاشد وبكيل، وكذا تعز بشطريها الحوثي والإخواني، وذلك بحضور شخصيات سياسية وقبلية ودينية وأكاديمية، من أجل إعداد ما وصفته التقارير بالمشروع المتكامل، وخطة العمل المدعومة بخرائط ووثائق عن الأراضي السعودية نجران وجيزان وعسير، من أجل المطالبة بها، بزعم أنّها أراضٍ يمنية محتلة، ورفع دعوى قضائية في المحاكم اليمنية والدولية لإدانة الاحتلال السعودي، بحسب المزاعم الإخوانية.
من جهة أخرى، شنت جماعة الإخوان، عبر ذراعها السياسية المتمثلة في حزب الإصلاح، هجوماً حاداً على رئيس مجلس القيادة الرئاسي، واتهمته بتحويل الجيش إلى ميليشيات، منتقدين اعتزام المجلس الرئاسي تكوين قوات درع الوطن؛ بسبب فشل الجيش الذي يهيمن الإخوان على قطاعات كبيرة منه، في تحقيق أيّ انتصار على ميليشيا الحوثي، الموالية لإيران، في السنوات الأربع الأخيرة.
مدير قناة بلقيس، التي تبث من تركيا، أحمد الزرقة، اتهم العليمي بــ “ملشنة” الجيش؛ وقال: “بدل هيكلة الجيش ودمج القوات، يقوم رشاد آل جابر بإنشاء ميليشيات على أسس لا وطنية، وخارج هيكل المؤسسات الرسمية، ومسمياتها ووظائفها الحقيقية”.
من جهته، هاجم السياسي والصحفي، سيف الحاضري، المقرب من علي محسن الأحمر، نائب الرئيس اليمني السابق، قرار تشكيل قوات درع الوطن، قائلاً إنّ “إنشاء تشكيلات مسلحة، لا ترتبط بوزارة الدفاع مالياً وإدارياً وعملياتياً، كارثي وتلغيم للبلاد وينذر بحرب أهلية”. مدعياً أنّ “هذه السياسة المتبعة في إغراق البلاد بالتشكيلات المسلحة، خارج إطار مؤسسة الجيش والأمن، مغامرة غير أخلاقية تهدد وجودية الدولة”.
جدير بالذكر أنّ قوات درع الوطن ليست خارج الإطار العام للجيش، وهي تتبع القائد الأعلى للقوات المسلحة، لكنها لا تتبع وزارة الدفاع التي يهيمن عليها الإخوان، والذين قامت عناصرهم داخل الجيش من قبل، بتسليم المناطق المحررة في نهم ومأرب والجوف وشبوة، دون قتال.
إخوان غزة يسرقون أراضي الفلسطينيين
في قطاع غزة، شرعت حركة حماس في إجراء تعديلات إدارية، على حدود محافظات القطاع، وبدأت في إعادة ترسيم المدن جغرافياً، وإعادة تقسيم النفوذ بين البلديات، ما تسبب في إثارة الاحتجاجات، حيث اتخذت حكومة غزة قراراً ينص على اقتطاع ما يزيد على 2500 دونم من مدينة بيت لاهيا، الواقعة في شمال مدينة غزة، وضمها إلى جهات إدارية أخرى.
هذا التعدي الواضح على أراضي الفلسطينيين، والذي يفتح الطريق أمام تغول الحركة على حقوق الناس، دفعت ملاك الأراضي وذويهم إلى إعلان حال العصيان المدني، والنزول إلى الشوارع للاحتجاج على القرارات الجائرة.
أهالي مدينة بيت لاهيا أعلنوا رفضهم القاطع للقرار، وأعلنوا الدخول في إضراب شامل، شلّ كافة مناحي الحياة في البلدة، احتجاجاً على سرقة حركة حماس لأراض حكومية، ومنحها لأشخاص في بلديات تديرها، بحسب وصف وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”.
المصدر حفريات