أحمد ناصر حجازي
قلب ريال مدريد الإسباني، أمس الثلاثاء، تأخره بهدفين أمام مضيفه ليفربول الإنجليزي، إلى فوز بنتيجة (5-2) في المباراة التي استضافها استاد “أنفيلد” في ذهاب دور الـ16 ببطولة دوري أبطال أوروبا، ليفسد الفريق الملكي على “الريدز” ليلة الثأر. ويؤكد أنه لن يترك مجالاً لفقدان لقبه الذي أحرزه في الموسم الماضي، للمرة الـ14 في تاريخه.
تقدم ليفربول في الدقيقة الرابعة عن طريق مهاجمه الأوروغواياني داروين نونيز، ثم ضاعف محمد صلاح النتيجة في الدقيقة الـ14 بعد خطأ نادر من حارس المرمى البلجيكي تيبو كورتوا، ليبدو للمتابعين أن ليفربول في طريقه لدهس العملاق الإسباني رداً على خسائره المتتالية منه التي كان آخرها في نهائي البطولة بالموسم الماضي.
وسرعان ما استعاد ريال مدريد قوته ودك حصون منافسه الدفاعية بخمسة أهداف عبر فينيسيوس جونيور (هدفين) وكريم بنزيما (هدفين) وإيدير ميليتاو.
ويرجع آخر فوز لليفربول على ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا إلى مارس (آذار) 2009، حينما أمطر الفريق الإنجليزي شباك نظيره الإسباني برباعية من دون رد، لكن بعد ذلك تقابل الفريقان في سبع مباريات، انتهت بفوز ريال مدريد ست مرات مع تعادل وحيد في أبريل (نيسان) 2021، كما اقتنص الفريق الملكي لقب دوري الأبطال في موسم 2017-2018 من رجال المدرب الألماني يورغن كلوب بالفوز عليه بنتيجة (3-1) في المباراة النهائية.
عودة ريال مدريد التاريخية أمام ليفربول، أمس، جعلت كثيراً من المحللين يشككون في قدرة أي منافس أوروبي على إسقاط الجيل الحالي للفريق الملكي الذي يبدو أنه أصبح عصياً على الهزيمة في بطولته المفضلة.
وكان رفض ريال مدريد الاستسلام لمصيره عاملاً حاسماً في تحقيق لقبه الـ14 في الموسم الماضي، وبدا أنه لم يفقد لمسته الساحرة.
ففي الموسم الماضي، خسر ريال مدريد بنتيجة (1-0) أمام باريس سان جيرمان الفرنسي في ذهاب دور الـ16 لكنه انتفض ليفوز بنتيجة (3-1) إياباً في استاد “سانتياغو برنابيو” قبل تفوقه على تشيلسي الإنجليزي في دور الثمانية.
وبدا مانشستر سيتي بطل إنجلترا في موقف جيد عندما انتصر (4-3) في ذهاب الدور قبل النهائي والتقدم بهدف في مباراة الإياب في مدريد.
لكن البديل رودريغو أحرز هدفين لريال مدريد في الدقائق الأخيرة لتمتد المباراة إلى الوقت الإضافي الذي حسمه كريم بنزيما بركلة جزاء، ليصعد رجال أنشيلوتي للمباراة النهائية، قبل الفوز على ليفربول (1-0).
ورسمت العودة التاريخية لريال مدريد أمام ليفربول، الثلاثاء، نوعاً من تأكيد الهيمنة بخاصة أن “الريدز” لم يظهر أي خطورة بعد الاستراحة على رغم دعم الجماهير، بينما أحرز ريال مدريد ثلاثة أهداف من أربع محاولات على المرمى ليصبح أول فريق في تاريخ البطولة يحول تأخره بهدفين إلى انتصار بفارق ثلاثة أهداف.
وقال المدرب أنشيلوتي “بالتأكيد لم نتوقع بداية مثل التي قدمها فريقي لكن عند التأخر بهدفين فكرت فيما حدث في ملعب مانشستر سيتي في العام الماضي على أمل تكرار ما حدث لكن في النهاية تحقق ما هو أفضل”.
“لم نفقد الثقة مطلقاً ونجحنا في استعادة السيطرة على الكرة، اللاعبون أصحاب الخبرة ساعدوا الشبان في عديد من المواقف، كريم بنزيما ولوكا مودريتش وتوني كروس قالوا: حافظوا على هدوئكم فالطريق ما زال طويلاً ونجح الأمر في النهاية”.
وأثنى أنشيلوتي على مهاجمه فينيسيوس جونيور واصفاً إياه بأنه لا نظير له عندما يتعلق الأمر بمعاقبة المنافسين.
وقال الإيطالي المخضرم “فينيسيوس هو أكثر لاعب حاسم في العالم في الوقت الحالي، لا يوجد أي لاعب يملك هذا الكم من استمرارية الحركة إنه لا يتوقف ويواصل التحرك، أتمنى أن يستمر على هذا المنوال”.
وربما أصبح فينيسيوس أهم لاعبي ريال مدريد بعد تألقه في الموسم الماضي وإحرازه هدف الفوز في النهائي على ليفربول.
وفي نسخة الموسم الحالي فهو صاحب أكثر المحاولات الهجومية (28) والعدد الأكبر من التسديدات على المرمى (15)، كما أنه أكثر لاعب حصل على أخطاء في بطولات الدوري الخمس الكبرى (82).
وبعمر 22 عاماً هو ثاني أكثر اللاعبين تسجيلاً في مرمى الفريق الإنجليزي في البطولة بخمسة أهداف مقابل ستة أهداف لزميله كريم بنزيما.
واهتزت شباك ليفربول بخمسة أهداف على أرضه لأول مرة في دوري الأبطال، كما أنها ثالث مرة يستقبل هذا العدد من الأهداف في مباراة واحدة على أرضه بجميع المسابقات هذا القرن.
وهذه هي الهزيمة السادسة في سبع مباريات لليفربول أمام ريال مدريد منها النهائي في 2018 و2022، مع انتظار فريق المدرب يورغن كلوب مباراة الإياب في موسم كارثي له.
وقال كلوب “قلت للاعبين بعد المباراة إن الهزيمة تصبح هزيمة إذا لم نتعلم منها، لو سمحنا لمباراة واحدة بالتأثير علينا فهذا سيئ”.
“نعم نحن بحاجة إلى التحسن لكن يجب علينا النظر إلى الأمور الإيجابية أيضاً، أهدينا ريال مدريد الأهداف الخمسة، وكان يمكننا فعل ما هو أفضل لكن ريال مختلف تماماً”.
وتابع “سنذهب إلى مدريد من أجل الفوز، ولا أعلم مدى إمكانية حدوث ذلك من عدمه”.
المصدر أندبندنت عربية