كريتر نت – متابعات
فجرت تصريحات أدلى بها رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي حول مستقبل القضية الجنوبية أزمة جديدة بينه وبين المجلس الانتقالي الجنوبي الذي وصف في بيان على لسان ناطقه الرسمي تصريحات العليمي بأنها “غير دقيقة، ولا تشير إلى جدية الشراكة والتوافقات التي انبثقت عن مشاورات مجلس التعاون الخليجي”.
وشدد بيان المجلس الانتقالي على أن “نقاش قضية الجنوب لا يقبل الترحيل ولا التأجيل ولن يكون كذلك أبدا، بل إنه محدد في مخرجات مشاورات الرياض بشكل واضح”، مشيرا إلى أنه “تم الاتفاق على إدراج قضية شعب الجنوب ضمن أجندة مفاوضات وقف الحرب لوضع إطار تفاوضي لها، وعبره سيحدد ما يطلقون عليه ‘شكل الدولة’ تفاوضيّا”.
وجاء موقف المجلس الانتقالي ردا على تصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي التي كشف فيها عن رؤية المجلس الرئاسي لطريقة معالجة وحل القضية الجنوبية التي وصفها العليمي بأنها قضية عادلة لكن الوقت لن يكون مناسبًا لمناقشة حلولها الآن، مشيرا إلى وجود ضمانات إقليمية لحل القضية الجنوبية حلا عادلا.
وفي سياق ردود الفعل الجنوبية على تصريحات العليمي، هدد القيادي البارز في المجلس الانتقالي ورئيس وفد المجلس في اتفاق الرياض، ناصر الخبجي، بفض الشراكة بين الانتقالي الجنوبي ومجلس القيادة الرئاسي.
وقال الخبجي في تصريحات تلفزيونية إن “مماطلة العليمي تدفعنا إلى فض الشراكة من المجلس الرئاسي والحكومة” مضيفا “ربما سيتم اتخاذ إجراءات حاسمة في الأيام القادمة لضمان الحفاظ على ثورة قضيتنا”.
ووصف مراقبون التوتر بين الانتقالي والعليمي بأنه نتاج حالة من عدم الثقة التي تشوب العلاقات بين مكونات المجلس الرئاسي، وتعبير عن قلق المجلس الانتقالي الجنوبي من تغييب قضيته التي يرفع شعارها منذ تأسيسه.
واعتبر الباحث السياسي اليمني يعقوب السفياني أن تصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي، فيما يخص قضية الجنوب، كانت متقدمة من حيث الإفصاح والوضوح في رؤية الرجل لهذه القضية، مشيرا إلى أن التصريحات “عكست موقفا سلبيا لم يكن متوقعا، أزعج على الفور الشركاء في الرئاسي من المجلس الانتقالي الجنوبي الذي رد ببيان رسمي عبر فيه عن امتعاضه وجدد التأكيد على ما يريده بشأن هذه القضية”.
وحول قراءته للتصريحات قال السفياني، في تصريح لـ”العرب”، “عمليا، تخالف التصريحات مضمون مشاورات الرياض التي تمخض عنها مجلس القيادة الرئاسي والتي نصت على وضع إطار خاص لقضية الجنوب ضمن مشاورات الحل الشامل برعاية الأمم المتحدة، وهو ما حاول العليمي القفز عليه بتقزيم هذه القضية وحشرها في قالب حقوقي ثانوي يمكن الاتفاق عليه في غرف مغلقة بعد استعادة الدولة المفترضة والعودة إلى صنعاء بعد الاتفاق مع الحوثيين”.
وأضاف “ردود الفعل التي أظهرها المجلس الانتقالي الجنوبي وقادة من المجلس كانت متوقعة، ويبدو أن المجلس يمر بحالة احتقان كبيرة نظرا إلى تأخر تنفيذ الكثير مما نص عليه اتفاق ومشاورات الرياض وفي مقدمتها الإعلان عن وفد المفاوضات المشترك الذي يمثل الشرعية اليمنية، وهو وفد تم التوافق عليه داخل الرئاسي في وقت سابق ولكنه لم يخرج إلى العلن حتى الآن”.