لازالت اليمن ساحة حرب لم تنته بعد ولا بوادر لحل حاسم يضع حدآ لوضع قائم ولما تعيشه البلاد من رعب وفوضى..، فما ان تأتي العمليات العسكرية التي يقودها التحالف ثمارها حتى تظهر جماعة الاخوان المسلمين تحت عباية قوى محسوبة على حزب الاصلاح لتحل بديلا للانقلاب الحوثي..
أجندات مضادة
المستقبل غائم والوضع القائم تسوده أجندات قطرية- ايرانية مخيفة أعاقت عملية الحسم، وجعلت دول التحالف مترددة في تنفيذ اهداف الشعب اليمني في استعادة الدولة اليمنية من الخاطف الحوثي..
“الاخوان” باليمن.. بورة فساد تتعاظم يوم بعد آخر بفعل الدعم القطري الذي يعمل بشكل مضاد لأهداف التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية..
يقول المحلل السياسي اليمني عبدالناصر المودع، ل”يمن الغد” ان جماعة الاخوان عملت بوقت مبكر على الوصول الى إمبراطورتيها المصغرة في محافظة مأرب شمال شرقي البلاد للاستحواذ على موارد النفط والغاز هناك، في اجندات خارجة على الخط الوطني الذي من المفترض ان تسير عليه مكونات الحكومة الشرعية في البلاد.
جماعة فوضوية
وتسببت سياسات حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المنكفئة نخبها على تقاسم الفساد في الغالب بعدم وجود رؤية للمناطق المحررة فما حدث وفقا لـ”المودع” يشير الى غياب هذه الرؤية، حيث أصبحت هذه المناطق تعيش حالة فوضى نتيجة الفراغ التي لم تقم السلطة الشرعية بملئه، الأمر الذي أدى الى أن تقوم الفئات الفوضوية كجماعة الاخوان بدور السلطة، وهذا الوضع، هو المناخ المثالي للجماعات الارهابية، بحسب المودع.
أجندات معادية
“غسيل أموال”.. تلك قضية أثيرت مؤخرا لأول مرة في اليمن بعد انقلاب شاحنة على خط مأرب- البيضاء اثناء محاولة سائقها تهريبها ليكشف الحادث عن عملية تهريب مليوني وستمائة وعشرة ألف دولار أمريكي أي ما يعادل – مليار ونص ريال يمني – وهو ما يشير الى وجود لوبي فساد في الحكومة يعمل لمصالحه الخاصة المرتبطة بأجندات خارجية.
الى الآن ليس هناك جهة معينة تمتلك تنفيذ القرار باليمن.. كل المتصارعين يتقاتلون على وطن يحتضر ومحاولات تبدو مرهقة لانقاذه، والعمليات العسكرية التي تنفذها دول التحالف العربي، لم تصل الى الشوط الأخير لتتضح الرؤية المستقبلية بسبب تنافر اجندات القوى الداخلية المرتبطة بأجندات خارجية معادية..
شبكة تهريب أموال
وكشفت وثائق رسمية عن قيام متنفذين وسماسرة بينهم أحد وكلاء وزارة الداخلية التابعين للحكومة الشرعية وضباط أمن قومي مرتبطين بالسلطات بصنعاء بعمليات توسط يرافقها ضغوطات عدة باستخدام النفوذ والعلاقات الشخصية لدى جهات قضائية ومسؤولين في مكتب النائب العام بالعاصمة المؤقتة عدن، وذلك من أجل إطلاق المبلغ الذي تم ضبطه من قبل الأجهزة الأمنية بمحافظة مأرب شرقي البلاد خلال شهر أكتوبر 2018م..
وضبط المبلغ أثناء محاولة تهريبه إلى المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي بعد انقلاب الشاحنة في حادث كشف عن وجود شبكة متخصصة بتهريب الأموال..
وأفادت مصادر مطلعة لـ”يمن الغد” بأن المبلغ الذي يسعى وكيل الوزارة بالشراكة مع عدد من المتنفذين والوجاهات الاجتماعية للتأثير على أصحاب القرار في مكتب النائب العام لإطلاقه محجوزاً على ذمة قضية جسيمة “غسيل أموال” شارك فيها عدد من مسؤولين يمنيين واخرين يحملون جنسيات دول خارجية بشكل مباشر و غير مباشر.
وتشير المعلومات الى وجود خلايا وشبكات متخصصة بتهريب الأموال والمجوهرات “الذهب” خارج اليمن ومرتبطة إرتباطآً وثيقاً بقوى نفوذ تحاول اطلاق المبلغ..
التهام ايرادات الجوازات
في تعز المدينة المختطفة اخوانيا، يتعاظم غول الفساد ليحرم الخزينة العامة من 300 مليون شهرياً، في مصلحة ايرادية واحدة هي مصلحة الجوازات.. حيث تشير الاحصائيات الى أن جوازات تعز ستورد 3 مليارات سنوياً إذا رفع الإصلاح يده عن أداء الفرع، في حين جوازات مأرب خلال أكثر من عامين ورد 300 مليون ريال فقط.. حيث الفساد في مأرب يأكل 350 مليون ريال شهريا..
بعد رفض مدير جوازات تعز الدكتور منصور العبدلي، طلبا اخوانيا عبر اللجنة الامنية بالمحافظة بإضافة الف ريال عن كل جواز تذهب لصالح اللجنة، عمدت قيادات الاصلاح المختطفة للسلطة الى تقليل عدد الجوازات التي تصدر يومياً إلى 100 جواز بدلاً عن 1200 جواز، متذرعة بان ذلك احتياطا أمنيا، مستعينة بقرار تعسفي غير معلن للجنة الامنية.
وكان العبدلي أكد مؤخراً أنه ورد إلى خزينة الدولة 728 مليون ريال مقابل 110 آلاف جواز أصدرهم الفرع خلال العام الماضي، مشيرا إلى تلقي الفرع طلبات إصدار 1500 يوميا.
فساد مروع
وفيما ترن في الاذان شعارات وطنية للاخوان لا تختلف عن شعار الصرخة الحوثية، كان من المتوقع ان يحقق جوازات تعز إيراداً يومياً يصل إلى 10 ملايين ريال بواقع 300 مليون ريال شهرياً ما مقداره أكثر من 3 مليارات سنوياً.. غير أن هذا الإيراد الكبير أثار طمع هوامير اخوان الفساد في تعز فعمدوا لافشال عمليات تحقيقه..
ويبدو جليا حجم فساد مروع ينخر مؤسسات الدولة الإيرادية في حديث مدير عام جوازات مأرب عبد السلام البشير، والذي قال إن فرع المصلحة أصدر منذ أواخر 2016 وحتى 13/1/2019م، 106.242 جوازاً، منها 63.539 وثيقة خلال العام 2018م.
ويشير البشير، في حوار مع صحيفة “26 سبتمبر” إلى أن إيرادات الفرع خلال 2018 بلغت 348.209.720 ريالاً.
وأوضح أنه خلال الستة الأشهر الأخيرة وصل الإنجاز اليومي للمصلحة 800 جواز يوميًا، حتى إننا لجأنا إلى فتح فترة مسائية لشدة الضغط وزيادة إقبال طالبي الجوازات.
جوازات مأرب أصدرت خلال أكثر من عامين 106 آلاف جواز بينما أصدر في تعز خلال عام 110 آلاف جواز، أي أن فرع تعز في عام تجاوز إصدارات مأرب خلال أكثر من عامين، هذا من حيث الأداء، مع العلم أن جوازات مأرب، كما قال مديرها، تتلقى نحو 2000 طلب يومياً وفي تعز 1500 طلب.
وبلغ إيراد جوازات تعز 728 مليون ريال في حين جوازات مأرب وردت 348 مليون ريال فقط، أي بفارق نقص يتجاوز 50 % عن إيراد جوازات تعز.
وإذا تم احتساب الفارق في الإصدار بين تعز ومأرب وهو 4 آلاف جواز سيكون هناك فارق إيراد بحسب السعر المعتمد في تعز يساوي 28 مليون ريال وليس أكثر من 360 مليون ريال.
مالا يدركه الرئيس
ويقول المودع لـ”يمن الغد” إن الرئيس عبدربه منصور هادي لا يمتلك أي مصادر للقوة غير حبل ضعيف تستخدمه النخب المنضوية في حكومته ومن بينها إياه السعودية، وربما لا يدرك هادي انه حين يتم سحب هذا الخيط عنه ستنهار سلطته بشكل تلقائي.
ويضيف: لا يدرك هادي ان ليس له من حزب أو قوة سياسية او منطقة جغرافية يمكنه أن يحتمى بها، فالقوى السياسية المؤدلجة اخوانيا والتي تدعي دعمه تقوم بذلك خدمة لمصالحها الخاصة كون تحالفها مع هادي يوفر لها الغطاء لتعزيز مراكزها السياسية والعسكرية، وهي مستعدة لأن تتخلى عنه.
ولعل ضعف هادي السياسي والعسكري وضعفه الأخلاقي من خلال فساده الواسع المتمثل في أقاربه والحاشية المرتبطه به- وفقا للناشط احمد الحياني- خلال حديثه ل”يمن الغد”، تجعله غير قادر على مقاومة اللوبي الاخواني وهو ما يدفعه لممارسة سياسة المهادنة والمراضاة مع هذا اللوبي وهو ما يضرب المشروع الوطني في مقتل..
المصدر : يمن الغد