كريتر نت – متابعات
دخلت الحرب الدائرة في أوكرانيا عامها الثاني، يوم الجمعة، وسط حديث غربي عن تعثر موسكو وعدم تمكنها من إحراز ما كانت تصبو إليه، فيما تقول روسيا إنها عازمة على المضي قدما إلى حين تحقيق الأهداف المرجوة.
وبحسب صحيفة “واشنطن بوست” فإن تقديرات الجيش الأوكراني والاستخبارات الغربية تشير إلى زيادة كبرى في عدد الجنود الروس الموجودين في أوكرانيا.
وذكر المصدر أن عدد الجنود الروس في أوكرانيا تضاعف خلال العام الذي تلا إطلاق العمليات العسكرية في 24 من فبراير 2022.
ووصل عدد الجنود الروس في أوكرانيا إلى أكثر من 320 ألف، في حين كان العدد أقل بذلك بكثير عندما بدأت الحرب.
ويقول خبراء عسكريون إن هذه الزيادة حصلت على مستوى “الكم” لا “الكيف”، لأنهم يرون أن روسيا زجت بجنود غير مدربين بشكل كاف حتى تواصل العمليات العسكرية.
ويأتي هذا الارتفاع في عدد الجنود، بينما شهدت العمليات العسكرية في أوكرانيا منعطفا كبيرا، إذ انتقلت من معارك في مختلف الجبهات مع بداية الحرب، إلى التركيز على عمليات قتالية في محور محدد بمنطقة شرق وجنوب أوكرانيا، في الوقت الحالي.
ويرى ماكس بيرغمان، وهو مدير برنامج أوروبا وروسيا وأوراسيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن الجيش الروسي سيزج بالمزيد من العسكريين غير المدربين بشكل كاف في معارك أوكرانيا.
وأضاف أن العسكريين الذين سيجري إرسالهم إلى المعركة لا يفتقرون إلى التجربة الكافية فقط، بل إنهم غير مزودين بالمعدات التي يحتاجونها في القتال.
الجنود الروس وشكوك المستقبل
وأضاف أن هناك شكوكا تحوم حول قدرة أولئك العسكريين على إنجاز عمليات هجومية على درجة عالية من التعقيد، الأمر الذي يشي بأن موسكو لن ترجح الكفة عما قريب بفعل زيادة عدد الجنود.
وإزاء هذا الوضع، يرى الخبير والباحث السياسي أن الحرب الحالية تقبل على المزيد من الدموية بينما تدخل سنتها الثانية، مضيفا أن ما يراهن عليه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هو كسر شوكة الجيش الروسي وقدرته على مواصلة القتال.
وفي خطاب ألقاه، مؤخرا، قبيل الذكرى الأولى للحرب، أكد بوتين تصميم بلاده على المضي قدما في الحرب الذي أحدثت توترا غير مسبوق على المستوى العالمي.
وذكر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن روسيا منيت بخسارة نحو نصف الدبابات القتالية في أرض المعارك بأوكرانيا، رغم إرسال مئات الآلاف من الجنود.
من جانبها، أرسلت الدول الغربية مساعدات عسكرية سخية إلى أوكرانيا، فيما وعدت بأن تقدم المزيد لأجل مساعدة كييف على الوقوف في وجه أوكرانيا.
لكن هذه المساعدات لا تسير على النحو تريده أوكرانيا، إذ تراجع الدعم الشعبي لمساعدة أوكرانيا في عدد من الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
ويخشى داعمو كييف، أن يؤدي أي تراجع في المساعدات الغربية إلى ترجيح كفة روسيا التي تبدو مصممة على المضي قدما في العمليات العسكرية، لا سيما بعدما دفعت ثمنا باهظا، بسبب العقوبات الشديدة التي فرضتها واشنطن إلى جانب حلفائها.