كريتر نت – متابعات
المحرج في كرة القدم أن ترى أداء الفريق يتحسّن في غياب النتائج وخصوصا عندما يتعلق الأمر بعملاق كبير في الكرة الإسبانية والأوروبية على السواء ألا وهو نادي برشلونة، الذي وضع ثقته في مدربه الشاب تشافي هيرنانديز، الذي بدا أن لعنة قارية ظلت تطارده منذ تولي قيادة الفريق في 2021.
وانقاد برشلونة الإسباني إلى خسارة أمام مضيفه مانشستر يونايتد الإنجليزي بنتيجة 1 – 2 مساء الخميس الماضي في إياب دور خروج المغلوب المؤهل لثمن نهائي الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” على ملعب أولد ترافورد.
وكان لقاء الذهاب الذي أقيم في ملعب الكامب نو قد انتهى بالتعادل الإيجابي 2 – 2، ليودع البلوغرانا البطولة الأوروبية للموسم الثاني على التوالي. ولعل هذا الإقصاء بمثابة تكرار للفشل الأوروبي لتشافي مع برشلونة منذ توليه القيادة الفنية للفريق في نوفمبر 2021 بعد رحيل الهولندي رونالد كومان.
وكانت البداية بمواجهة بنفيكا في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي وانتهت بالتعادل السلبي ثم تلقى الخسارة ضد بايرن ميونخ بثلاثية نظيفة ليودع المسابقة.
ولم تحمّل جماهير الفريق الكتالوني حينها مسؤولية الخروج من دوري الأبطال إلى تشافي نظرا للظروف الصعبة التي تولى فيها قيادة النادي. واتجه برشلونة إلى الدوري الأوروبي وواجه نابولي في الدور المؤهل لثمن النهائي وتعادل ذهابا 1 – 1 قبل الفوز إيابا بنتيجة 4 – 2 وحسم التأهل.
وفي ثمن النهائي اصطدم البارسا بقلعة سراي التركي وتعادل ذهابا سلبيا قبل الانتصار إيابا بنتيجة 2 – 1 وصعد إلى ربع النهائي. وفي دور الثمانية، تعادل برشلونة ضد أينتراخت فرانكفورت الألماني ذهابا خارج أرضه بنتيجة 1 – 1، قبل الخسارة في الكامب نو بنتيجة 2 – 3، ليودع البارسا منافسات الدوري الأوروبي.
سيناريو مكرر
ولم يتغير سيناريو هذا الموسم كثيرا عن الموسم الماضي حيث ودع البلوغرانا دوري أبطال أوروبا من دور المجموعات باحتلاله المركز الثالث في المجموعة الثالثة برصيد سبع نقاط خلف بايرن ميونخ وإنتر ميلان.
وفاز برشلونة في دور المجموعات على فيكتوريا بلزن التشيكي وتعادل في مباراة واحدة ضد إنتر ميلان وتلقى ثلاث هزائم. وذهب البارسا إلى الدوري الأوروبي، لكن مانشستر يونايتد فاز على الفريق الكتالوني في دور خروج المغلوب المؤهل إلى ثمن النهائي.
وبعدما اعتادا على أضواء دوري الأبطال الذي جمعهما مرتين في النهائي عامي 2009 و2011 حين خرج برشلونة منتصرا، وجد العملاقان نفسيهما يتصارعان على بطاقة التأهل إلى ثمن نهائي “يوروبا ليغ” نتيجة حلول النادي الكتالوني ثالثا في مجموعته في دوري الأبطال ويونايتد ثانيا في مجموعته في “يوروبا ليغ”.
وانتهى الفصل الأول من هذه المواجهة بالتعادل 2 – 2 ليكون الحسم الخميس في “أولد ترافورد”، فكان البرازيلي أنتوني صاحب كلمة الفصل بتسجيله الهدف الثاني مانحا يونايتد فوزه القاري الأول على البلوغرانا منذ إياب نصف نهائي موسم 2007 – 2008 حين فاز 1 – 0 في طريقه إلى اللقب.
وأكد يونايتد الذي يحتل المركز الثالث في الدوري المحلي بفارق ثلاث نقاط عن أرسنال المتصدر، مجددا أنه قادر على الذهاب بعيدا بقيادة مدربه الجديد الهولندي إريك تن هاغ الذي تنتظره فرصة التتويج الأول الأحد في نهائي كأس الرابطة ضد نيوكاسل، منهيا مسلسل المباريات المتتالية لمتصدر الدوري الإسباني من دون هزيمة عند 18.
وعكس يونايتد واصل برشلونة سلسلة نتائجه المخيبة للآمال قاريا. وبحسب شبكة “بليتشر ريبورت” فإن تشافي لم يستطع تحقيق سوى أربعة انتصارات في المسابقات الأوروبية منذ تولي تدريب البارسا.
وعلى مدار 16 مباراة أوروبية تعرضت مجموعة تشافي لست هزائم وتعادلت في مثلها فيما خرجت بالفوز في أربع مواجهات فقط. وبينما ذكرت شبكة “أوبتا” للإحصائيات أن البارسا لم يحقق سوى انتصار وحيد في آخر 15 مباراة خاضها ضد فرق الدوريات الـ5 الكبرى بالمسابقات الأوروبية.
وتعرض برشلونة للهزيمة تسع مرات في تلك المواجهات فيما حسم التعادل خمس مباريات أخرى. الغريب أن برشلونة عادل بذلك سجل هزائمه أمام فرق الدوريات الـ5 الكبرى في 50 مباراة سبقت هذه السلسلة السلبية، حينما فاز في 31 مواجهة وتعادل في 10 أخرى، فيما هُزم في 9.
وقال تشافي إن الخسارة أمام مانشستر يونايتد على ملعب أولد ترافورد جاءت ضد الفريق الأكثر تألقا في أوروبا، مشيرا إلى أن غياب الهدوء كان وراء إقصاء ناديه. وقال تشافي خلال مؤتمر صحفي عقب المباراة “افتقدنا إلى الهدوء في الشوط الثاني، وكنا في حاجة إلى التحلي بالصبر أكثر، وخسرنا المباراة بسبب التفاصيل”.
وأضاف “هدفا مانشستر يونايتد جاءا من كرات منحناها لهم، وبشكل عام لعبنا مباراة جيدة، لقد تنافسنا ضد فريق كبير، لكن من المؤسف أننا خسرنا”. وتابع “هدف يونايتد الأول أضر بنا، وفزنا بعدد أقل من المواجهات في الشوط الثاني، وتقدموا إلى الأمام بقوة وكثافة”.
أرقام محرجة
وأوضح المدير الفني للفريق الكتالوني “اعتقدت أن الشوط الأول كان تحت سيطرتنا، وعلى مدار المباراة بأكملها كانت الأمور متساوية للغاية، هذه خيبة أمل، رغم أن خصمنا ربما يكون الفريق الأكثر تألقا في أوروبا”.
وأضاف مدرب البارسا “ربما كنا نستحق المزيد بعد هذا الأداء، وكانت لدينا فرص لتسجيل الأهداف، ولم نتحكم في تلك اللحظات الصغيرة ولذلك خرجنا، وتهانينا لمانشستر يونايتد”.
ويرى الفرنسي جوليس كوندي مدافع برشلونة أن الخسارة على ملعب أولد ترافورد مؤلمة. وقال كوندي خلال تصريحات نقلها الموقع الرسمي لليويفا “الخروج بهذه الطريقة مؤلم. لعبنا الشوط الأول بشكل جيد للغاية، لكننا تلقينا هدفا مبكرا في الشوط الثاني”.
وأضاف “بمجرد أن أصبحت النتيجة (1 – 1)، فقدنا السيطرة، وهذا محبط للغاية، لكن أعتقد أننا يجب أن نعطي الخصم حقه أيضًا، حيث تقدم في النتيجة خلال الشوط الثاني، وجعل الأمور صعبة جدا علينا”.
وواصل “أنا آسف لمشجعينا الذين حضروا إلى الملعب اليوم (الخميس)، وكان هدفنا هو الفوز بالدوري الأوروبي”. وواصل حديثه “يجب أن نتعلم مما حدث هذا الموسم في دوري الأبطال والدوري الأوروبي، نحن لدينا مجموعة شابة ونحتاج فقط إلى مواصلة التحسن”.
وبعد رؤية فريقه المتألق وهو يحول تأخره بهدف لينتصر على ضيفه برشلونة في مباراة مثيرة في أولد ترافورد أصر مدرب مانشستر يونايتد إريك تن هاغ على أن فريقه قادر على هزيمة أي فريق في سعيه للفوز بأول ألقابه الكبرى منذ 2017.
وتشبّع المدرب الهولندي بالثقة برؤية يونايتد يتفوق على متصدر الدوري الإسباني بفارق ثماني نقاط عن أقرب منافسيه ويؤدي بقوة في أمر نادر بالنسبة إلى جماهير أولد ترافورد منذ أن كان أليكس فيرغسون مدربا للفريق.
وقال تن هاغ للصحافيين “أنت في حاجة إلى إستراتيجية للبناء ولكنك تحتاج أيضا إلى نتائج للحصول على هذا الإيمان القوي. هذه خطوة أخرى لأنه عندما يمكنك الفوز على برشلونة – أحد أفضل الفرق في أوروبا حاليا – يمكن أن يكون إيمانك قويا حقا لأنني أعتقد أنك حينها تصبح قادرا على هزيمة أيّ فريق”.
وأضاف المدرب الهولندي “كانت ليلة رائعة. أعتقد أنه من الرائع الفوز على برشلونة الذي يتفوق بفارق ثماني نقاط على ريال مدريد في صدارة الدوري الإسباني وقد شاهدنا هذا الأسبوع ريال مدريد يلعب (ضد ليفربول). لقد قدمنا أداء رائعا”.
وليست هذه المرة الأولى هذا الموسم التي يتأخر فيها يونايتد في مباراة كبيرة على أرضه قبل أن ينتصر، إذ فعل ذلك في فوزه 2 – 1 على مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الشهر الماضي بعد تأخره. وأشاد تن هاغ بشخصية لاعبيه قائلا “لدينا شخصيات عظيمة في هذا الفريق، بدءا من ديفيد (دي خيا) ورافائيل (فاران) وليسا (مارتينيز) وكاسيميرو وبرونو (فرنانديز)، مثل هذه النوعية الساعية للفوز”.
في دائرة الضوء
وسجل المهاجم البرازيلي أنتوني هدف الفوز على برشلونة بعد أن حل بديلا بين الشوطين. وقال تن هاغ “كل شخص لديه مثل هذا الإيمان القوي والقتال في هذا الفريق. يمكنك رؤيته مع البدلاء، لقد شاركوا وجلبوا الطاقة والجودة وديناميكية مختلفة في المباريات. أعتقد أن جميع البدلاء، ليس فقط في هذه المباراة ولكن في العديد من المباريات من قبل، قدموا أداء رائعا”.
وفي الاتجاه الآخر عبّر سيرجيو بوسكيتس قيدوم برشلونة والعائد من الإصابة للتو عن غضبه إزاء خروج فريقه من مسابقة الدوري الأوروبي، لكنه أكد أن الإخفاق القاري لن يؤثر على مساعي فريقه للتتويج بلقب الدوري الإسباني “الليغا”.
وقال بوسكيتس في تصريحات لمنصة “موفيستار بلاس” بعد المباراة “فيما يتعلق بالروح فالأمر مؤثر، نشعر بالغضب ولكن الفريق يدرك سبب هذا الشعور”. وأضاف “نسير بشكل جيد في الدوري ولكن في أوروبا ضللنا الطريق، ينبغي أن نطمح في الفوز بكافة الألقاب، نسير على الطريق الصحيح وأنا واثق من أن هذه الهزيمة لن تلقي بظلالها على الفريق”.
وتابع بوسكيتس “المباراة كانت مختلفة، جاءت أمام أحد أفضل فرق الدوري الإنجليزي الممتاز، والهزيمة قد تحدث”. ويرى البولندي روبرت ليفاندوفسكي أن مباراة يونايتد كانت بمثابة إحدى ليالي دوري أبطال أوروبا. وقال اللاعب البولندي “حان الوقت الآن للمضي قدما والسير خطوة بخطوة”. وأضاف “علينا التركيز على الليغا وكأس ملك إسبانيا، وسنعود أقوى في دوري أبطال أوروبا خلال الموسم المقبل”.
وينافس برشلونة على لقب الدوري الإسباني حيث يتصدر جدول الترتيب بفارق ثماني نقاط عن أقرب ملاحقيه ريال مدريد، كما أن فرصته تبقى قائمة في المنافسة على لقب كأس ملك إسبانيا.
وفي سياق متصل ببرشلونة يواصل الإعلام الإسباني الكشف عن كواليس اللقاء الذي جمع بين خوان لابورتا رئيس الفريق وخورخي ميسي والد ووكيل أعمال النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.
وقالت صحيفة “موندو ديبورتيفو” إن الخطة التي يفضلها لابورتا لتكريم ميسي تتزامن مع موسم 2024 – 2025، عندما يعود الفريق مجددا إلى ملعب الكامب نو بعد انتهاء أعمال تطويره. كما تتزامن عودة البارسا إلى معقله مع ذكرى مرور 125 عاما على تأسيس النادي الكتالوني.
وأشارت الصحيفة إلى أن المقربين من ميسي رفضوا التعليق على اللقاء الذي جمع بين والده ورئيس البارسا. ونوهت أن إدارة باريس سان جرمان ورئيس النادي ناصر الخليفي بصدد التفاوض مجددا مع ميسي لتجديد عقده بعد مباراة بايرن ميونخ في دوري أبطال أوروبا.
وخسر سان جرمان مباراة الذهاب على ملعبه بهدف ويحل ضيفا على البافاري يوم 8 مارس المقبل. وينتهي تعاقد ميسي مع باريس بنهاية الموسم الجاري مع إمكانية التمديد لموسم إضافي حتى صيف 2024 بشرط موافقة النجم الأرجنتيني.