كريتر نت .. وكالات
الجراحة الروبوتية، التي تُعرف أيضاً بالجراحة المدعومة بالروبوت، تسمح للأطباء بالقيام بأنواع عدة من الإجراءات الجراحية المعقدة بدقة أكبر ومرونة أعلى مع منحهم السيطرة الكاملة على سير الإجراء الجراحي، وتساعد في تحقيق مخرجات علاجية أفضل للمريض مقارنةً بالعمليات الجراحية التقليدية. ورغم التشكيك بالجراحة الروبوتية عند نشأتها، تتبدّد هذه الشكوك اليوم في مشهد الرعاية الصحية، وهو ما تؤكده توقعات وصول حجم هذا القطاع لنحو 22 مليار دولار بحلول العام 2028.تتميز الجراحة الروبوتية بقدرتها على تحقيق المطلوب بأدنى حدود التدخل، فضلاً عن استخداماتها المتنوعة لعلاج العديد من الأمراض. وتقدّم أيضاً فوائد عدة للأطباء والمرضى على حد سواء. فبالنسبة الى الجرّاحين، تتميز الذراع الروبوتية بمرونتها ودقّتها العالية، وبقدرتها على الوصول إلى أماكن بالغة الصعوبة بأقل قدر ممكن من التدخل الجراحي. وتقلص هذه الجراحة من الضرر الذي يلحق بالأنسجة، وتحدّ من المضاعفات المحتملة، وتعطي نتائج دقيقة. وتجعل هذه المزايا اللافتة منها وسيلة فعّالة يستخدمها الجرّاحون للقيام بالإجراءات الجراحية بأقل قدر ممكن من الندبات الجراحية مع الحد من الآلام خلال مرحلة تعافي المرضى.
ويُعدّ البروفيسور جوناثان كونروي، استشاري جراحة العظام في مستشفى “هيلث بوينت” رائداً في جراحة العظام باستخدام الروبوت. وكان من أوائل الجرّاحين في المملكة المتحدة الذي يجرون جراحة روبوتية عام 2017، وقد أجرى أكثر من ألف عملية جراحية من هذا النوع قبل انضمامه إلى “هيلث بوينت” عام 2022. وقال: “يجد الجرّاحون الذين يستخدمون الروبوت لاستبدال مفصل الركبة والورك أن هذه التقنية تعزز الدقة والمرونة وتمنحهم قدرة أكبر على السيطرة على الإجراء الجراحي، وتمكّنهم من القيام بالإجراء بأقل وأصغر ندوب ممكنة مقارنةً بالتقنيات الجراحية التقليدية. ويساهم ذلك في تخفيف الألم خلال مرحلة التعافي، في حين يزيد من سرعة عملية إعادة التأهيل ويحقّق للمريض نتائج أفضل من الناحية الجمالية”.
وأضاف البروفيسور كونروي: “بينما بدأنا نلمس زيادة في قبول المرضى للخضوع للجراحة باستخدام الروبوت، لا تزال هناك شريحة منهم تراودهم الشكوك حيال هذا الإجراء الجراحي. وتقع على عاتقنا، نحن الأطباء، مسؤولية تبديد هذه المخاوف. ونأمل بتحقيق ذلك بنشر الوعي حول الفوائد الكبيرة والمثبتة للعديد من الإجراءات الجراحية باستخدام الروبوت وعبر إظهار موثوقية الجرّاحين الذين يقومون بهذا النوع من العمليات الجراحية، لأن الجرَّاح يبقى المتحكّم بالذراع الروبوتية، وليس العكس”.
وبالنسبة الى المرضى، تعتبر الجراحة الروبوتية خياراً ذكياً، إذا كان في متناولهم. وتُجرى الجراحة عادة عبر شقوق صغيرة، وإذا قورنت بالجراحة التقليدية، نجدها أفضل من حيث تقليص وقت التعافي والتخفيف من مشاعر الانزعاج والألم التي تصيب المرضى، وتحد من خسارة الدم، وتقلّل من فرص العدوى، وتجعل فترة إقامة المريض في المستشفى أقصر.
من جانبه، قال الدكتور حسن بيضون، المدير الطبي المساعد للخدمات الجراحية في مبادلة للرعاية الصحية بدبي ورئيس قسم طب العظام في مستشفى “هيلث بوينت”: “حتى اليوم، أُجري في مستشفى “هيلث بوينت” أكثر من 60 عملية جراحية بمساعدة الروبوت، وهو أمر يدعونا للفخر. وخضع لهذه الإجراءات الجراحية الروبوتية مرضى دوليون حرصوا على القدوم إلى دولة الإمارات خصيصاً لزيارة المستشفى للإفادة من هذا الإجراء الجراحي الفريد والمتقدّم”.
وأضاف الدكتور بيضون: “يأتي المرضى إلينا نظراً لقدرتنا على تقديم رعاية صحية بمستويات عالمية مدعومة بتقنيات متقدّمة، هنا في دول مجلس التعاون الخليجي. وبدلاً من السفر إلى الخارج لاغتنام فوائد الجراحة الروبوتية، نقدّم للمرضى في “هيلث بوينت” أكثر الأدوات كفاءةً وفاعلية ونضعها في متناول الأطباء، ليستفيد المريض من هذه التقنيات ويتمكن من التعافي بأسرع وقت وأفضل شكل ممكن”.
ومع ازدياد الاهتمام بالرعاية الدقيقة، تُمكّن الروبوتات قادة الرعاية الصحية من بناء تصوّر واضح حول المرحلة المقبلة في المجال الطبي، التي تبرز فيها أدوات الرعاية الصحية المقوّمة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. وباعتبارها من التقنيات القادرة على التطور، ثمة إمكانات واعدة للروبوتات لتحقيق تقدّم لافت مستفيدةً من القدرات التي يقدّمها الذكاء الاصطناعي.
واختتم البروفيسور كونروي بالقول: “قطعت الروبوتات شوطاً طويلاً حتى اليوم، ونرى الآن إضافات جديدة على غرار الذكاء الاصطناعي في مجالات عملها، وهو ما قد يمنح الجرّاحين القدرة على إجراء عمليات جراحية أكثر تعقيداً مع تجنيب المرضى الحاجة إلى قضاء فترات طويلة للتعافي من العمليات التي خضعوا لها. فنحن مؤمنون بأن مستقبل الروبوتات في العمليات الجراحية واعد للغاية”.