كريتر نت / متابعات
مرت 8 أعوام منذ انتفاضة 11 فبراير(شباط) اليمنية ضد نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، خرج اليمنيون على أمل أن يتغير حالهم نحو الأفضل، أرادوا إحداث تغيير حقيقي، غير أن ذلك لم يتحقق، بل أن اليمنيين فقدوا بلدهم الذي يقولون إنه أصبح أسيراً بيد حلفاء طهران والدوحة.
مرت 8 أعوام منذ أن حاول اليمنيون تحسين وضع بلدهم ومعيشتهم إلى الأفضل، أرادوا أن يصنعوا ربيعاً عربياً كالذي حصل في مصر وتونس، ولكنهم فقدوا كل شيء، بفعل تمكن أطراف إقليمية من الاستحواذ على الثورة الشبابية السلمية، وحرف مسارها، ليكتشف اليمنيون أن بلدهم قد أصبحت في قبضة إيران.
ولكن الوضع في اليمن اختلف عن ما حصل في مصر، حيث نجح الجيش الوطني في مصر في صناعة استقراره، على عكس الجيش اليمني الذي تحول إلى ميليشيا تحركها أدوات إيران في اليمن. وربما السؤال الأكثر أهمية اليوم بعد 8 أعوام من انطلاق مع عرف بثورة 11 فبراير(شباط)، من أدخل الحوثيين إلى صنعاء، دون قتال؟ لقد استغل الحوثيون الانتفاضة ضد نظام صالح في فبراير(شباط) 2011، في الدخول إلى صنعاء دون قتال، قبل أن تعلن القيادية الإخوانية توكل كرمان في ساحة الجامعة بصنعاء عن ترحيبها بمن وصفتهم بالمظلومين الذين شردهم نظام صنعاء، في إشارة إلى الحوثيين وحروب الجيش اليمني ضدهم.
وعلى الرغم من محاولة الإخوان نفي العلاقة مع الحوثيين ورمي تهمة تسليم اليمن لإيران إلى حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان يتزعمه الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، الذي قتله الحوثيون بعد تحالفه معهم لأكثر من عام، إلا أن التحالفات الأخيرة تفضح العلاقة الإخوانية الحوثية والتي عززتها تحالفات قطر وإيران وتركيا.
وفي أغسطس(آب) 2014، وقع الإخوان والحوثيون اتفاقاً سياسياً في صعدة، قبل أن يعلنوا إيقاف تحرك ميليشيات إخوانية لمقاتلة الحوثيين الذين اقتربوا حينها من إعلان سيطرتهم عسكرياً على صنعاء، ووجه رئيس الكتلة البرلمانية لحزب “التجمع اليمني للإصلاح”، زيد بن علي الشامي في 22 سبتمبر(أيلول) 2014، رسالة إلى أنصار الحزب، دعاهم فيها إلى عدم الانجرار للصراع المذهبي وتكرار تجارب العراق وسوريا، في ظل سيطرة الحوثيين الشيعة على الأمور بصنعاء.
وقال إن “اليمن تمر بلحظة فارقة”، داعياً إياهم إلى التجمل بالصبر والحلم والتزام المنازل، وعدم الانجرار لأي من دعوات للعنف والانتقام، مضيفاً “أنتم حزب سياسي ولستم مسؤولين عن حماية مؤسسات الدولة، كما أنكم لستم البديل عنها”.
وتابع بالقول لأنصار الحزب “يجب ألا تستفزّكم المستجدات المتسارعة فتخرجوا عن نهجكم السلمي، حتى مع نهب بعض منازلكم ومقراتكم ومؤسساتكم، أيها الإصلاحيون لقد أعددتم أنفسكم للسلم وليس للحرب، وللبناء وليس للخراب، والوقت ليس مناسباً للعتاب ولا للتقويم والحساب؛ فالكيد والتآمر الداخلي والإقليمي والدولي لا يخفى عليكم، فإياكم ثم إياكم أن تندفعوا لتكرار تجارب الصراع المدمر في دول أخرى كسوريا والعراق”.
وطالب الشامي الإصلاحيين حينها: “عودوا إلى ميادين التربية والتوجيه والعطاء، أعطوا أنفسكم فسحة من الوقت للمراجعة والبناء الداخلي، الجؤوا إلى الله ولا تثقوا بغيره، فهو سبحانه الذي له الأمر من قبل ومن بعد، وسيجعل الله بعد عسر يسراً”.
وبرز حينها أيضاً، إعلان صادر عن وزير الداخلية الإخواني اللواء عبده حسين الترب، وجه عبره الدعوة لكافة منتسبي الوزارة في أمانة العاصمة بعدم الاحتكاك مع الحوثيين أو الدخول معهم في أي نوع من أنواع الخلافات، والتعاون معهم في توطيد دعائم الأمن والاستقرار، والحفاظ على الممتلكات العامة وحراسة المنشآت الحكومية، واعتبارهم “أصدقاء للشرطة”.