خلدون الشرقاوي
صحفي مصري
في تركيا، يتواصل الضغط على عناصر جماعة الإخوان في البلاد، وفي هذا السياق، قرّرت السلطات التركية ترحيل إعلامي إخواني بارز إلى خارج أراضيها، بعد ما أدرجته قيد الإقامة الجبرية لمدة شهر.
وفي ماليزيا، قام الحزب الإسلامي الماليزي (باس) بتسيير مسيرة للاحتفال بالتراث الإسلامي في تيرينجانو، ظهر فيها أنصار الحزب الإخواني بملابس حربية، وهم يحملون السيوف والرماح، ورايات الجهاد، ممّا اعتبرته الأحزاب المدنية عملاً استفزازياً يدعو إلى الترويج للعنف.
أما في المغرب، فيحاول حزب العدالة والتنمية (المصباح)، الذراع السياسية للإخوان في المغرب، إثبات وجوده من حين إلى آخر، من خلال المناوشات وفتح الجبهات في الداخل والخارج، بعد أن أصبح خارج السلطة، إثر سقوطه المدوّي في الانتخابات الأخيرة.
إخوان تركيا تحت الحصار
في تطور لافت، تقدّم المستشار القانوني لمؤسسة البيت المصري التركي ببلاغ لمكتب المدعي العام التركي يتهم فيه الإخواني المصري الهارب يحيى موسى، الذي يقيم في إسطنبول، بتخريب العلاقات مع القاهرة، والإضرار بالأمن القومي التركي.
المؤسسة التركية التي تهتم بمجالات العلاقات التركية المصرية طالبت سلطات بلادها بالتحقيق مع الإرهابي المصري، بوصفه قائد لجان الخلايا النوعية للإخوان، وذلك بتهمة الإضرار بالأمن القومي التركي، ومحاولة تقويض جهود عودة العلاقات المصرية التركية.
من جهة أخرى، قررت السلطات التركية ترحيل المذيع الإخواني حسام الغمري إلى خارج أراضيها، بعد ما أدرجته قيد الإقامة الجبرية لمدة تزيد عن شهر، لحين ترتيب خروجه من البلاد، ومغادرته أراضيها.
وبحسب التقارير الواردة، قررت أنقرة ترحيل الغمري، إلى إحدى الدول الأوروبية المجاورة، وذلك بعدما واصل تجاوزاته ضدّ القاهرة، على الرغم من التحذيرات، ممّا يُعدّ ضربة قاصمة للإعلام الإخواني.
مسيرة العنف الإخوانية في ماليزيا
في ماليزيا، قام الحزب الإسلامي الماليزي (باس) بتسيير مسيرة للاحتفال بالتراث الإسلامي في تيرينجانو، ظهر فيها أنصار الحزب الإخواني بملابس حربية، وهم يحملون السيوف والرماح ورايات الجهاد، ممّا اعتبرته الأحزاب المدنية عملاً استفزازياً يدعو إلى الترويج للعنف، واستهداف المجتمع غير المسلم في البلاد.
القيادي في الحزب الإسلامي داتو إسكندر عبد الصمد حاول تبرير ما أقدم عليه الإخوان، زاعماً أنّ العرض أقيم للاحتفال بالتراث الإسلامي، وأنّ ممارسة إحياء ذكرى تراث أيّ ثقافة أو عرق أو دين ليس شيئاً غريباً. كما زعم أنّ العروض التراثية الخاصّة بأعراق وثقافات مختلفة تستخدم فيها الأسلحة، سواء كانت حقيقية أو مقلدة. مدعياً أنّه شاهد ذلك بنفسه في احتفالات غير المسلمين في ولاية سيلانجور، وأنّه لم يشعر أبداً بالتهديد، بداعي أنّ هذه العروض تكون بمثابة فرصة لفهم تراث الأعراق والثقافات الأخرى، بحسب مزاعمه.
القيادي الإخواني هاجم بعصبية مفرطة منتقدي العرض الإخواني، زاعماً أنّ التيار المدني يحاول توجيه المجتمع والتحريض على الإسلاميين، من خلال تسييس مسيرة الاحتفال بتراث الإسلام، وأنّهم يحاولون استعداء المجتمع، مطالباً بمحاكمتهم! مضيفاً: إنّ أيّ حزب يدّعي أنّ المسيرة تهدف إلى الترويج للعنف، الذي يستهدف المجتمع غير المسلم، يرتكب عملاً خطيراً للغاية، لأنّه يمكن أن يؤجج الانقسام في المجتمع”. وتابع: “أفعال هؤلاء المنتقدين تزرع مشاعر الكراهية تجاه الدين الإسلامي، ويجب محاكمتهم حتى لا يكرروا مثل هذه الأفعال”.
مناوشات الإخوان في المغرب
بعد إزاحته من سدة الحكم إلى صفوف المعارضة، يحاول حزب العدالة والتنمية (المصباح)، الذراع السياسية للإخوان في المغرب، إثبات وجوده من حين إلى آخر.
الأمين العام للمصباح، رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران، علّق على ارتفاع الأسعار في البلاد، مؤكداً أنّ موجة الغلاء في المغرب وصلت إلى مستويات خطيرة، ممّا ينذر، بحسب تعبيره، “بتدهور اجتماعي، ما لم تتدخل الحكومة لحماية القدرة الشرائية للمواطنين”.
“العدالة والتنمية” عقد اجتماعاً للمجالس الجهوية للحزب تحت شعار: “تعبئة نضالية لمواجهة ارتباك المسار الديمقراطي والفشل الحكومي”. وشهد الاجتماع هجوماً ضارياً على رئيس الحكومة عزيز أخنوش، وزعم بنكيران أنّ حزبه “يتبنّى معادلة تنتقد الأوضاع، مع الحرص على المحافظة على الاستقرار”، قبل أن يناقض نفسه قائلاً: إنّها “معادلة صعبة في الوقت الراهن”.
من جهة أخرى، وعلى صعيد تصفية الحسابات، واختلاق الأزمات، اتهمت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية وزير العدل عبد اللطيف وهبي بالسعي لإثارة الفتنة.
حزب العدالة والتنمية استنكر في بيان صادر عن اجتماع أمانته العامة ما وصفه بـ “سعي وزير العدل لإثارة الفتن، من خلال اعتماد توجهات مصادمة للثوابت الإسلامية والوطنية، في مجال القانون الجنائي، وعمله على الاستقواء بما يعتبره جهات حداثية في مواجهة فئات محافظة”. وقال الحزب: إنّ أيّ مراجعة لأحكام القانون الجنائي “ينبغي أن تتم في إطار المرجعية الإسلامية، والتوافق الوطني؛ باعتبار أنّ ذلك يهمّ الأسس الناظمة لاستقرار الدولة والمجتمع وتماسكهما، وأمن العلاقات الأسرية والاجتماعية”.
وعلى الصعيد الخارجي، واصل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية سكب الزيت على نيران الخلافات المغربية الجزائرية،، مستهجناً ما وصفه بالعداء الجزائري المستمر والمتواصل والمتصاعد تجاه المغرب.
كما هاجم ما سمّاه “العداوة المفرطة والمتصاعدة التي أبدتها القارة الأوروبية، وفرنسا على وجه التحديد، للمغرب”.
وقال بنكيران في كلمة وجهها إلى المجالس الجهوية لحزب العدالة والتنمية: “لا أعلم حتى الآن السبب وراء العداء المتواصل والمتصاعد الذي يكنّه النظام الجزائري والإخوة الجزائريون للمغرب، ولا أدري كيف وصل الأمر إلى حدّ سبّ وشتم اللاعبين المغاربة خلال زيارتهم للجزائر”. وأضاف: “لا أشعر بأنّ هناك مواطناً مغربياً واحداً ممّن تحدثت معهم قد أظهر لي عداء تجاه الجزائر، أو أظهر الرغبة في الدخول معها في مشكل”. مستنكراً “السبّ والشتم والتهديد بالسلاح الذي أبداه أحد المعلقين الجزائريين في تدويناته على تويتر وفيسبوك للمغرب والمغاربة”، بحسب قوله.
المصدر حفريات