كريتر نت – متابعات
فيما تستمر حملة الاعتقالات التي أطلقتها السلطات التونسية مؤخراً ضدّ قيادات إخوانية وشخصيات سياسية وإعلامية في قضية تتعلق بالتآمر على أمن الدولة، يستمر القضاء التونسي بالتوازي في فتح ملفات قديمة تورّطت فيها قيادات حركة النهضة الإخوانية خلال “العشرية السوداء”، وتتعلق بقضايا فساد مالي وإرهاب.
في سياق ذلك، اعتقلت السلطات التونسية الجمعة القيادي البارز في حركة النهضة وزير الفلاحة السابق محمد بن سالم على الحدود التونسية الليبية، بينما كان يستعد للهروب من البلاد وبحيازته مبلغ مالي كبير، وفقاً لما نشرته إذاعة “موزاييك” التونسية.
وقد أُحيل محمد بن سالم إلى القضاء للتحقيق معه في قضايا فساد مالي لدى توليه وزارة الفلاحة خلال العام 2012، في حكومة ترأسها آنذاك الأمين العام للحركة الإسلامية حمادي الجبالي.
وذكرت مصادر حقوقية في تونس أنّ محمد بن سالم أراد الفرار من تونس بعد فتح تحقيق معه بتهمة استيلائه على منحة مالية من الحكومة الهولندية إلى تونس عندما كان وزيراً للزراعة بعد 2011.
وتتمثل تفاصيل القضية بحسب المصادر في أنّ “وزارة الزراعة، وفي نطاق التعاون الدولي وتطوير تربية الأبقار الحلوب، منحت الحكومة الهولندية هبة لتونس تتمثل في (12) ألف بقرة حلوب مناصفة بين بقر حلوب وعجول، وقد استولى محمد بن سالم على (2000) بقرة ووجّهها لضيعته بمنطقة جرادو من محافظة زغوان شمال شرقي تونس، والتي تبلغ مساحتها نحو (1000) هكتار، مسجلة باسم زوجته”.
المزرعة التي تمتلكها زوجة محمد بن سالم تمّ انتزاعها من علي السرياطي مدير الأمن التونسي السابق في عهد زين العابدين بن علي، بتواطؤ مع صهره وزوج ابنته سليم بن حميدان وزير أملاك الدولة سابقاً، وتم تسجيلها باسم زوجة محمد بن سالم لاحقاً، حسب المصادر ذاتها.
وأحالت وزيرة العدل التونسية ليلى جفال الملف إلى المحكمة المختصة، وأصدرت البطاقات القضائية اللازمة ومذكرة اعتقال بحق محمد بن سالم.
ومحمد بن سالم قيادي إخواني استقال من حركة النهضة بعد 25 تموز (يوليو) 2021، ووجّه انتقادات لاذعة لزعيم الحركة راشد الغنوشي، وقد تقلد بعد 2011 منصب وزير الزراعة، وفاز بمقعد في البرلمان التونسي.
وسجن محمد بن سالم عام 1987 لمدة (9) أشهر خلال حكم نظام زين العابدين بن علي، وسجن مرة ثانية لمدة شهرين ونصف بين 1990 و1991.
وعاش في المنفى في فرنسا بين 1991 و2011، حيث أسس العديد من الشركات التي تعمل في مجال العقارات وتجارة الجملة في مواد التجهيز المختلفة.
والإثنين الماضي أوقف الأمن التونسي القيادي في حركة النهضة السيد الفرجاني، الذي يوصف بأنّه “قائد الجهاز السري” للحركة الإخوانية، وذكرت مصادر محلية أخرى أنّ قرار الاعتقال جاء على خلفية قضية لها علاقة بقضية التآمر على أمن الدولة التي أوقف بسببها عدد من السياسيين ورجال الأعمال.
وعلى امتداد الأسبوعين الماضيين اعتقلت السلطات التونسية الناشط السياسي خيام التركي، وعبد الحميد الجلاصي القيادي الإخواني، البرلماني السابق عن حركة النهضة، وكمال لطيف رجل الأعمال التونسي، بالإضافة إلى فوزي الفقيه، وهو أكبر مورِّد للقهوة بتونس، في قضية التآمر على أمن الدولة ومحاولة الانقلاب على الحكم.
حملة الاعتقالات التونسية شملت كذلك القيادي الإخواني وزير العدل السابق نور الدين البحيري، ونجله الأكبر، ومدير عام إذاعة موزاييك (خاصة) نور الدين بوطار، والمحامي الأزهر العكرمي.
قائمة الاعتقالات شملت أيضاً سمير كمون، أحد موردي الزيوت النباتية، المتهم بالمضاربة والاحتكار، وسامي الهيشري المدير العام السابق للأمن الوطني.
كما ألقي القبض على الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي، والناشطين السياسيين بجبهة الخلاص شيماء عيسى وجوهر بن مبارك، والإخواني رياض بالطيب، والبرلماني السابق غازي الشواشي، والمحامي القيادي بجبهة الخلاص رضا بلحاج.