كريتر نت – متابعات
تتابع الإمارات إنجازاتها التاريخية والعلمية في مجال الفضاء بعد أن وصل رائدها سلطان النيادي ضمن طاقم مهمة إنديفور إلى المحطة الدولية في أطول مهمة عربية خارج الكوكب والتي ستمتد لستة أشهر للقيام بتجارب علمية تتضمن أكثر من مئتي تجربة ونماذج مبدئية تكنولوجية.
ووصلت كبسولة كرو دراغون التابعة لشركة “سبيس إكس” بأمان إلى محطة الفضاء الدولية في وقت مبكر من صباح الجمعة، وعلى متنها رائدا فضاء أميركيان ورائد روسي وآخر إماراتي لبدء مهمة علمية تستغرق ستة أشهر.
والتحمت المركبة الفضائية، التي تحلق بشكل ذاتي ويطلق عليها اسم إنديفور، بالمحطة بعد ما يقرب من 25 ساعة من إطلاقها من مركز كينيدي للفضاء التابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) في كيب كنافيرال بولاية فلوريدا.
وتضم مهمة “كرو 6” الإماراتي سلطان النيادي (41 عاما)، وهو ثاني إماراتي يصعد إلى الفضاء وأول إماراتي ينطلق من الأراضي الأميركية إلى محطة الفضاء الدولية ضمن فريق في رحلة طويلة.
وسيكون النيادي، وهو اختصاصي المهمة، إلى جانب رائد الفضاء ستيفن بوين قائد المهمة من وكالة ناسا، ووارين هوبيرغ قائد المركبة من وكالة ناسا أيضا، ورائد الفضاء أندري فيدياييف اختصاصي مهمة من وكالة روسكوزموس.
ويشير مفهوم الرحلة الاستكشافية نحو محطة الفضاء إلى الأطقم التي تتواجد على متن المحطة لإجراء تجارب وأبحاث علمية، ويمكن أن تضم هذه الرحلات الاستكشافية ما بين 2 إلى 7 رواد فضاء، وستستمر ستة أشهر. ويتم ترقيم تلك الرحلات بالتسلسل، ويزداد هذا التسلسل تدريجيًا مع زيادة عدد الرحلات مستقبلًا.
ويتواجد حاليًا طاقم “البعثة 68” على متن محطة الفضاء الدولية، ويتكون الطاقم من رواد الفضاء الأميركيين من وكالة ناسا وهم: فرنسيسكو روبيو، وجوش كاسادا ونيكول مان، بالإضافة إلى رائد الفضاء كويتشي واكاتا من وكالة استكشاف الفضاء اليابانية “جاكسا”، ورواد فضاء من وكالة روسكوزموس، وهم دميتري بيتلين، وسيرغي بروكوبييف وآنا كيكينا.
وقال رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء حمد عبيد المنصوري “بينما نستكشف أعماق الفضاء، تراودنا آمال وأحلام عربية كبيرة وتحثنا على صنع التاريخ. واليوم، نحتفل بالإطلاق الناجح لأطول مهمة فضائية في تاريخ العرب؛ ما يُعتبر بمثابة رؤية ملهمة للأجيال القادمة”.
من جانبه قال سالم حميد المري مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء “عقب نجاح إطلاق ثاني مهمة إماراتية لرواد الفضاء، وأطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، أثبتنا أن تطلعاتنا لا حدود لها، وأننا قادرون على تحقيق المستحيل. أبارك لسلطان النيادي، وكل الفريق الذي يقف خلف هذه المهمة، وعمل جاهدًا حتى تُصبح هذه اللحظة التاريخية حقيقة نعيشها الآن. نتطلع لـ180 يوما القادمة على متن محطة الفضاء الدولية”.
وسيجري رواد فضاء طاقم “كرو 6” عدّة تجارب علمية، يتضمن بعضها أبحاثًا علمية جديدة للتحضير للمهمات البشرية خارج مدار الأرض المنخفض، ومن ثمّ الاستفادة من نتائجها في مختلف علوم الحياة على الأرض. وخلال الأشهر الستة هذه، سيتم إجراء 13 مكالمة مباشرة و10 اتصالات لاسلكية، وجلسات لبرنامج التوعية المجتمعية مع مؤسسة الإمارات للآداب.
وتشمل التجارب التي سيجريها الطاقم دراسات حول كيفية احتراق مواد معينة في الجاذبية الصغرى، وأبحاث رقائق الأنسجة حول وظائف القلب والدماغ والغضاريف، واستقصاء سيجمع عينات ميكروبية من خارج المحطة الفضائية.
ووفقًا لوكالة ناسا هذه التجارب هي مجموعة من أكثر من 200 تجربة علمية وعرض تقني سيتم إجراؤه خلال المهمة. كما تشمل مهمة البعثة 68/69 العمل على تركيب الأجزاء النهائية لـ”إروزا”، وهي الألواح الشمسية التي يتم تركيبها في محطة الفضاء الدولية، بالإضافة إلى إجراء التجارب والأبحاث العلمية.
وخلال المهمة سيجري النيادي أكثر من 19 تجربة علمية، ودراسات متقدمة، بالتعاون مع وكالات ناسا، والفضاء الأوروبية، والفضاء الكندية، والمركز الوطني لدراسات الفضاء في فرنسا، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية “جاكسا”، تشمل مجموعة من المجالات أبرزها نظام القلب والأوعية الدموية وآلام الظهر واختبار وتجربة التقنيات وعلم “ما فوق الجينات” وجهاز المناعة وعلوم السوائل، والنبات، والمواد، إضافة إلى دراسة النوم والإشعاعات.
طاقم “كرو 6” يجري عدّة تجارب علمية جديدة يتضمن بعضها التحضير للمهمات البشرية خارج مدار الأرض المنخفض
كما ستشمل المهمة برنامجاً تعليمياً وتوعوياً من أجل إلهام الجيل القادم من العلماء والباحثين، حيث اختار مركز محمد بن راشد للفضاء مشروعين بحثيين، يركز الأول على تقييم تأثير بيئة الجاذبية الصغرى في الفضاء على التفاعل بين القلب ووضعية الجسم.
بينما سيعمل المشروع الثاني على دراسة خلايا الفم والأسنان على الأرض في بيئة تحاكي الجاذبية الصغرى. وسيشارك في كلا المشروعين عدد من الطلاب والباحثين، لضمان تطوير القدرات وتأهيل جيل جديد من العلماء.
وخلال الأشهر الستة التي سيقضيها النيادي على محطة الفضاء الدولية ستتعاون مؤسسة الإمارات للآداب مع مركز محمد بن راشد للفضاء لبث حلقات أسبوعية تتخللها مقابلات ومعلومات وحقائق ومسابقات وأنشطة مختلفة.
وستقدّم هذه الحلقات الفرصة لجميع الطلاب في الإمارات لتوجيه أسئلتهم للنيادي.
ويهدف المركز إلى الوصول إلى 20 ألف طالب وطفل من خلال هذه المبادرة، والتي من المقرر أن تصبح علامة بارزة في التعليم التفاعلي للاستفادة من نتائج مهمّة الإمارات الفضائية.
وستقوم المركبة الفضائية “سبيس إكس دراغون” بتنفيذ سلسلة من المناورات المدارية التي يراقبها الطاقم ومركز التحكم لتوجيه المركبة الفضائية نحو المنفذ المواجه للفضاء في وحدة “هارموني” في محطة الفضاء الدولية.
عقب ذلك سيرتفع مدار المركبة الفضائية تدريجيًا من خلال سلسلة من المناورات، لتكتمل عملية الالتحام بالمحطة خلال دقائق. وبالرغم من أن عملية الالتحام مصممة أوتوماتيكيًا، إلا أن الفريق يمكنه تنفيذ تلك العملية يدويًا إذا لزم الأمر.
وعقب نجاح الالتحام بمحطة الفضاء الدولية سيُقيم رواد فضاء البعثة 68 حفل ترحيب لاستقبال طاقم المهمة “كرو 6″، أما بالنسبة إلى طاقم مهمة “كرو 5″، فسيعودون إلى الأرض مرة أخرى بعد وصول الطاقم الجديد بأيام قليلة، ومن المتوقع هبوطهم قرابة سواحل فلوريدا.
وسيتمكن أفراد طاقم “كرو 6” خلال تواجدهم بمحطة الفضاء الدولية من مشاهدة وصول مركبات الشحن الفضائية، بما فيها مركبة الشحن سبيس إكس دراغون، وبروغريس، كما سيكون أمامهم فرصة للترحيب برواد فضاء مهمة أكسيوم 2، ورواد طاقم مهمة اختبار الطيران المداري من بوينغ.
يذكر أن مهمة طموح زايد 2 هي جزء من برنامج الإمارات لرواد الفضاء الذي تتم إدارته من قِبل مركز محمد بن راشد للفضاء، وهو يُعدّ أحد المشاريع التي يمولها صندوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التابع لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية الذي يهدف إلى دعم البحث والتطوير في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.