كريتر نت – متابعات
صعدت الإمارات إلى مصاف الدول العشر الأوائل على مؤشر القوة الناعمة العالمية لعام 2023، واحتلت الصدارة بين دول المنطقة لتكون الدولة العربية الأولى ذات السمعة والتأثير العالميَّيْن.
واحتلت السعودية المرتبة الثانية بين الدول العربية والمرتبة التاسعة عشرة عالميا متقدمة خمس مراتب مقارنة بالعام الماضي.
ورغم وجود تغيير طفيف في المراكز العشرة الأولى بقي أداء الإمارات في الصدارة للسنة الرابعة على التوالي، حيث حققت أعلى درجة من أي علامة تجارية أخرى في الشرق الأوسط. ووصف ديفيد هيغ، رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لـ”براند فاينانس”، ذلك بأنه “أداء ممتاز”.
وأرجعت “براند فاينانس” صعود ترتيب دولة الإمارات واستمرار تصدرها لدول المنطقة في مؤشر القوة الناعمة، إلى القفزة الكبيرة التي سجلتها في عددٍ من المحاور السبعة الرئيسية للمؤشر والمحور الإضافي الخاص بالأداء في الاستجابة لجائحة كوفيد – 19 من خلال ثلاثة معايير، تتضمن التعافي الاقتصادي والرعاية الصحية واللقاحات والمساعدات الدولية. كما أرجعته أيضا إلى النجاح القوي في استضافة “إكسبو 2020 دبي”.
والتقى خبراء القوة الناعمة والباحثون والمندوبون الحكوميون في مركز الملكة إليزابيث الثانية في لندن الخميس الماضي لمناقشة المؤشر، الذي يوصف بأنه الدراسة الأكثر شمولاً في العالم حول تصورات الدول كعلامات تجارية.
وقال إد فايزي، وزير الثقافة البريطاني السابق “لم أتفاجأ برؤية الإمارات في المراكز العشرة الأولى، ولم أتفاجأ برؤية السعودية تدخل قائمة أفضل 20 دولة”. وحققت دولة الإمارات أداءً جيدًا في عدد من الفئات، أبرزها “السمعة” و”التأثير”؛ حيث حظيت بنجاح إكسبو 2020 وتستعد لاستضافة قمة المناخ “كوب 28”.
وصرح وزير الدولة للتجارة الخارجية، ثاني بن أحمد الزيودي، بأن بلاده تقوم بعمل جيد في تأسيس القوة الناعمة لأنها تحتضن التنوع وتسعى جاهدة لتكون منفتحة ومرحبة. وأكد الزيودي، خلال كلمته في لندن، أن الإمارات ملتزمة بتغيير صورتها العالمية.
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أعلن في أبريل 2017 عن تشكيل “مجلس القوة الناعمة لدولة الإمارات”، الذي يهدف إلى تعزيز سمعة الدولة إقليمياً وعالمياً، وترسيخ احترامها ومحبتها بين شعوب العالم، ويختص برسم السياسة العامة وإستراتيجية القوة الناعمة للدولة.
وبحسب دراسة للكاتب الإماراتي محمد خلفان الصوافي، فإن منظومة بناء القوة الناعمة للإمارات جمعت بين سهولة وضع الأهداف وتحديد الأدوات وترتيب الأولويات، وهناك العديد من العناصر التي تشكل محددات هذه القوة، أبرزها إنتاج الأفكار المستقبلية ونشر ثقافة التسامح واتباع نهج الإبهار، علاوة على قيادة التغيير، حيث تمتلك الإمارات قدرة عالية على التكيف مع المتغيرات الجديدة في العالم.
من جانبه أفاد أندرو كامبل، العضو المنتدب لشركة “براند فاينانس” الشرق الأوسط، بأن التصنيفات الجديدة تُظهر أن السعودية لديها جميع السمات لتصبح لاعبًا قويًا في الشرق الأوسط وفي جميع أنحاء العالم.
ورأى كامبل أن الإمارات والسعودية كانتا قصتين ناجحتين للقوة الناعمة لأن قادتهما “وضعوا رؤية، وقرروا إلى أين يريدون الذهاب، واتبعوا مسارًا واضحًا للغاية لتطوير اقتصاداتهم، وعلاقاتهم الدولية، وبنيتهم التحتية السياحية، وتعليمهم وصحتهم، وما إلى ذلك، إنهم يبنون جميع الركائز التي تؤثر على القوة الناعمة”.
10 دول عربية أخرى تم إدراجها في مؤشر القوة الناعمة العالمية لهذا العام
وتقدمت السعودية، التي جعلت “القوة الناعمة” أولوية في رؤيتها 2030، لتحتل المرتبة التاسعة في تصنيف “التأثير” على المؤشر. واحتلت الولايات المتحدة الصدارة وعززت تفوقها على الدول الأخرى بنتيجة إجمالية قدرها 74.8، وبزيادة قدرها 4.1 نقطة عن العام الماضي. تبعتها المملكة المتحدة وألمانيا.
وأفادت “براند فاينانس” بأن نتائج المؤشر استندت إلى مجموعة متنوعة من المقاييس التي قدمت مجتمعة “تقييمًا متوازنًا وشاملاً لوجود الدول وسمعتها وتأثيرها على المسرح العالمي”، وتشمل الألفة والتأثير والسمعة والأداء، حيث تستند هذه الأخيرة إلى الركائز الثماني التي هي الأعمال والتجارة، والحوكمة، والعلاقات الدولية والثقافة والتراث، والإعلام والاتصال، والتعليم والعلوم والأشخاص والقيم أيضًا كمستقبل مستدام.
والقوة الناعمة هي مصطلح صاغه جوزيف ناي، أستاذ العلوم السياسية ومساعد وزير الدفاع الأميركي السابق عام 1990، للإشارة إلى قدرة الدولة على تحقيق النتائج المرجوة من خلال الإقناع، وليس عن طريق الإكراه أو الدفع. ويمكن استخدامه لمناشدة الدول بدلاً من إكراهها، على عكس نهج القوة الصارمة التقليدي الذي يعتمد على الوسائل العسكرية والاقتصادية.
وقال ديفيد هيغ إنه بينما كان العالم “تحت سيطرة القوة الصارمة” في الأشهر الاثني عشر الماضية، فإن “القوة الناعمة توفر بالفعل مخرجًا” وستؤدي في النهاية إلى المزيد من السلام والازدهار.
وإلى جانب الإمارات والسعودية، صعدت قطر في الترتيب ويرجع الفضل في ذلك أساسا إلى استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم. كما تم إدراج 10 دول عربية أخرى في مؤشر القوة الناعمة العالمية لهذا العام.
وجاءت الكويت ومصر وعمان في المرتبة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة على التوالي، تليها البحرين والأردن والمغرب وتونس والجزائر والعراق في المرتبة السابعة إلى الثالثة عشرة.