دعت وزيرة اسرائيلية من أصل يمني لإحياء التراث العربي اليهودي.
وقالت جيلا جامليئيل وزيرة شؤون المساواة الاجتماعية في إسرائيل في مقال لها بصحيفة نيوزويك الأمريكية، ترجمه “الموقع بوست” إن “معظم العالم يعرف تاريخ يهود أوروبا والذي بلغ ذروته في المحرقة، حيث تم القضاء على ثلث سكان العالم اليهود، ولكن الجزء الآخر من يهود العالم لا يتم ذكرهم أو التحدث عنهم، والتي جاءت من شمال أفريقيا والشرق الأوسط وإيران”.
واضافت جيلا جامليئيل إنها ابنة حضارة ضائعة ولدت أمها في ليبيا ووالدها من اليمن.
وتابعت: “كانت هذه أقدم المجتمعات اليهودية في العالم خارج إسرائيل مثل المجتمعات الموجودة في العراق واليمن والتي يعود تاريخها إلى آلاف السنين”.
وأردفت: “قد يبدو هذا غريباً في الشرق الأوسط الذي مزقته الحرب اليوم، لكن اليهود عاشوا لقرون بين العرب في سلام ووئام مما أثرى المنطقة بالفن والثقافة والتجارة”.
وذكرت أنه مثل معظم الأشياء، فإن هذا التاريخ له فترات جيدة وسيئة، علاقات الجوار السلمية تبعها تمييز إقتصادي ثم عنف مميت حيث قتل الآلاف من اليهود في أعمال شغب عنيفة سببها خطابات الدم والاتهامات الباطلة.
واوضحت أن والدها يوسف هرب من اليمن في سن العاشرة وجاء إلى إسرائيل كطفل يتيم، حيث تبنته عائلة يهودية بولندية، مشيرة إلى أن والدتها أليزا جاءت من ليبيا إلى إسرائيل في سن السادسة، وهي الكبرى بين 12 إخوة وأخوات.
وأشارت إلى أن والداها “أليزا ويوسف” كانا مجرد شخصين من بين 850 ألف يهودي من الدول العربية أجبروا على مغادرة منازلهم.
وقالت “على مدى سبعة عقود، كانت قصة اليهود من الدول العربية – سواء كانت جيدة أو سيئة – لا تذكر في إسرائيل وفي جميع أنحاء العالم”.
واستدركت قائلة “الآن بصفتي وزيرة في حكومة إسرائيل، أعمل على الحفاظ على التاريخ الثقافي الغني لآبائنا وأجدادنا من العالم العربي”.
واستطردت: “لقد أطلقنا للتو تطبيقًا يسمح للمواطنين الإسرائيليين بتوثيق شهادات أفراد العائلة والأصدقاء، لقد روّجنا لأبحاث حول هذا التاريخ من قبل أكاديميين ومؤرخين، وقد حددنا إحتفال سنوي بالجماعات اليهودية من الدول العربية وقد تأكدنا من وجود هذا السجل في الكتب المدرسية في الفصول الدراسية”.
تقول الوزير الاسرائيلية “أستطيع أن أقول بارتياح أن هذا الجزء الهام من التاريخ أصبح معنا الآن من أجل الخير، إنه جزء مهم من قصة الشعب اليهودي الذي تمكن بعد قرون طويلة من العزم الثابت في الحفاظ على هويته ودينه إلى جانب حلمه في يوم من الأيام بالعودة إلى الأرض المقدسة”.
وتضيف ” في منطقة الشرق الأوسط المتغيرة باستمرار يمكن لأحفاد يهود العالم العربي – مثلي – أن يكونوا مبعوثين وسفراء لمستقبل أفضل مع العالم العربي”.
وقالت “وكما يقال إن الماضي لا يمكن تغييره، ولكننا نستطيع ويجب علينا أن نحاول استخدام تراثنا العربي اليهودي كجسر لغدٍ أفضل”.