كريتر نت .. متابعات
زار السفير الأميركي إلى اليمن ستيفن فاغن العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، وعقد فيها لقاءات، أبرزها مع رئيس حكومة الشرعية معين عبد الملك، غداة لقاء عقدته مجموعة الرباعية الإثنين، ناقشت فيه الملف اليمني، وأكدت خلاله “التزامها بعملية سلام شاملة بقيادة يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة”.
وبحسب الحكومة اليمنية، فإن اللقاء الذي عُقد في قصر المعاشيق بعدن بين عبد الملك وفاغن، بحث المستجدات في الملف اليمني، على ضوء التطورات الأخيرة والجهود الرامية لإحياء مسار السلام في اليمن، والضغوط الأممية والدولية المطلوبة للتعامل مع استمرار تعنت ما أسمته “مليشيا الحوثي الإرهابية، وعدم استجابتها بشكل جاد لجهود السلام، واستهدافها للمنشآت والموارد الاقتصادية، وكذلك ما تم عمله في مسار الإصلاحات الذي تنفذه الحكومة، والأوضاع الاقتصادية والإنسانية”.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بنسختها الحكومية، إشادة السفير الأميركي بجهود الحكومة في استقرار الأوضاع، وتعبيره عن تفهمه للتحديات التي تواجهها الحكومة، والدور الذي تقوم به من أجل ضمان استقرار الأوضاع الاقتصادية والخدمية.
وأشار فاغن إلى أن اتفاق الأسرى إنجاز كبير منذ انتهاء الهدنة، معرباً عن أمله في أن يمهّد هذا الاتفاق لإنهاء معاناة المختطفين والمخفيين قسراً، وعائلاتهم بشكل كامل. كما جددّ فاغن استمرار بلاده في دعم الحكومة والشعب اليمني، متوقعاً أن تكون هناك تعهدات إضافية خلال الفترة المقبلة للجانب الإنساني.
من جهته، ركز عبد الملك على التطورات الأخيرة على ضوء المفاوضات مع الحوثيين بشأن ملف الأسرى والمختطفين، مجدداً بهذا الخصوص ترحيب الحكومة بما تم الاتفاق عليه، “رغم أن الاتفاق لم يلبِ الطموح بشأن الافراج عن كل المشمولين بقرار مجلس الأمن 2216، بمن فيهم فيصل رجب ومحمد قحطان الذي ترفض المليشيا الإفصاح عن مصيره وغيره من القيادات، والمدنيين المختطفين منذ سنوات في سجون الحوثيين”.
ولفت إلى أن الحقيقة أن ما أسماها مليشيا الحوثي الإرهابية، تقود حرباً اقتصادية أكبر، لا تقل خطورة عن الحرب العسكرية، بداية باستهداف موانئ تصدير النفط الخام، والتضييق على القطاع الخاص، وقطع الطرق التجارية الرابطة، وغيرها من الإجراءات التعسفية، والتي تعمّق معاناة اليمنيين.
كما ناقش الطرفان ملف الممرات الدولية، ومياه اليمن، ودور البحرية الأميركية في رصد وإيقاف شحن الأسلحة المهربة من إيران إلى الحوثيين، وأهمية استمرار الجهد الدولي في هذا الجانب لتطبيق قرارات مجلس الأمن.
وتأتي زيارة السفير الأميركي إلى عدن بعد يوم من لقاء عقده سفراء مجموعة الرباعية الدولية (السعودية والامارات وبريطانيا وأميركا) لمناقشة الملف اليمني. وبحسب بيان السفارة الأميركية، نُشر اليوم الثلاثاء، فقد أكدت مجموعة الرباعية في لقائها أمس الاثنين، التزامها بعملية سلام شاملة بقيادة يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة، وأعربت عن دعمها الكامل لجهود المبعوث الأممي الخاص لليمن هانس غروندبرغ، مثنية على الأمم المتحدة لاستضافتها مؤتمر التعهدات الإنسانية في اليمن في 27 فبراير/شباط الماضي.
وبحسب البيان، ناقشت الرباعية الجهود الأخيرة لتعزيز الاقتصاد اليمني، بما في ذلك من خلال التمويل الخارجي، وخصوصاً مساهمة السعودية والإمارات من خلال الودائع المقدمة للبنك المركزي اليمني، والتقدم المحرز في تحويل حقوق السحب الخاصة.
وأكد سفراء المجموعة الرباعية دعمهم للحكومة اليمنية، وإصلاحات البنك المركزي اليمني على مدى الأشهر الـ12 الماضية، بما في ذلك البداية الناجحة لمزاد جديد شفاف للعملات الأجنبية، ودعوا الحكومة اليمنية إلى زيادة الشفافية حول استخدام الموارد والتشاور مع القطاع الخاص بشأن التدابير الاقتصادية المستقبلية، ومواصلة دفع أجندتها الإصلاحية، لا سيما في قطاع الكهرباء.
واستعرض المجتمعون التأثيرات السلبية للهجمات الإرهابية، مؤكدين أن التدابير الجديدة التي اتخذتها الحكومة اليمنية لزيادة الإيرادات كانت حاسمة لاستدامة الخدمات الحكومية.
كما أبدت دول المجموعة الرباعية حسب البيان، استعدادها لمواصلة العمل عن قرب مع مجلس القيادة الرئاسي بقيادة رشاد العليمي، والحكومة، ومحافظ البنك المركزي، من أجل زيارة استقرار الاقتصاد اليمني، ويشمل ذلك الالتزام مواصلة تقديم المساعدة الفنية، ودعم تنفيذ برنامج الإصلاحات الاقتصادية مع صندوق النقد العربي باعتباره الهيئة الفنية.
كذلك، دانت الدول الأربع الحرب الاقتصادية الحوثية، وتهديدات البنية التحتية النفطية، والتجار، وشركات الشحن، التي تساهم في الوضع الإنساني المقلق في اليمن.