كريتر نت / وكالات
تناولت الصحف العربية تفاصيل الأهمية الاستراتيجية لعدد من المؤتمرات السياسية التي تُنظَّم هذه الأيام في أوروبا، سواء مؤتمر وارسو، أو اجتماعات الفصائل الفلسطينية في موسكو، أو مؤتمر دبلن في إيرلندا الذي يعقد الأسبوع المقبل، أوفي مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن الذي يعقد في ألمانيا غداً.
ووفقاً لصحف عربية صادرة، اليوم الخميس، فإن الملفات والقضايا العربية حاضرة في هذه المؤتمرات، بداية من الأزمات التي تتسبب فيها إيران، وحتى اجتماعات الفصائل في العاصمة الروسية موسكو، ومؤتمر دبلن الذي يعقد الأسبوع المقبل، أو ما تمثله حركات مسلحة تنشط في أنحاء مختلفة من الوطن العربي والعالم.
وارسو والعقوبات الأمريكية
وفي بولندا، انطلقت في العاصمة وارسو أعمال المؤتمر الوزاري لتشجيع السلام والأمن في الشرق الأوسط. وأشارت مصادر سياسية لصحيفة “الشرق الأوسط” إلى أن انطلاق المؤتمر يأتي وسط هيمنة واضحة لملفي التصدي الإقليمي والدولي لسياسات إيران في المنطقة، والجهود الأمريكية لإعلان خطة سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأشارت الصحيفة إلى غياب روسيا والصين عن المؤتمر، وهو ما يعكس بحسب الصحيفة “تدني مستوى مشاركتهم (روسيا والصين) للأوروبيين مثل ألمانيا وفرنسا”.
ويعد هذا الأمر دليلاً جديداً على انقسام المجتمع الدولي بخصوص ملف التعامل مع إيران.
ولفتت الصحيفة إلى أن المؤتمر الذي تعقده بعض من قوى المعارضة الإيرانية في الخارج التي نظمت مؤتمر آخر أيضاً تحدثت فيه زعيمة منظمة “مجاهدين خلق” مريم رجوي، عبر رسالة متلفزة كررت فيها الدعوة إلى إسقاط نظام الحكم “الفاشي” في إيران.
خلط أوراق
وقال الكاتب ماجد توبة في مقال له بصحيفة “الغد” الأردنية، إن “هناك ما سماه بخلط أوراق أمريكي واضح في هذه المؤتمرات”، مشيراً إلى أنه ورغم كل التسهيلات الأمريكية ومحاولات استدراج أوسع مشاركة دولية وإقليمية لمؤتمر وارسو، الذي افتتح بالعاصمة البولندية الأربعاء، ويختتم اليوم، فإن الولايات المتحدة لم تستطع التمويه كثيراً على هدفها من المؤتمر.
وقال الكاتب إن “أمريكا تسعى لبناء جبهة دولية وإقليمية من الحلفاء ضد إيران، باعتبار تحديها هو أساس عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، فيما لم يشتر أحد جديا ترويجها لإدراج القضية الفلسطينية على أجندة المؤتمر، فهي آخر الاهتمامات الآن!”.
واختتم توبة تحليله قائلاً: “رغم الضعف العربي والانقسامات الخطيرة والتي تعمقت في العقد الأخير بين الدول العربية ثمة مساحات من الحركة والمرونة يمكن للأردن ومصر والقيادة الفلسطينية وغيرها من دول عربية استغلالها والمناورة فيها، لتجنب الانجرار إلى ما يروج له من “صفقة قرن” أو التحالف تحت يافطات جديدة ضد إيران أو غيرها!.
اجتماعات موسكو
واستكمالاً للمؤتمرات والاجتماعات الأوروبية التي تناقش الأزمات العربية، ألقت صحيفة “العرب”، الضوء على الحوارات الفلسطينية في العاصمة الروسية موسكو، وهي الحوارات التي أشارت الصحيفة إلى فشلها بسبب أجندات الفصائل.
وأتهمت الصحيفة حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة صراحة بإفشال هذه الحوارات، قائلة إنها “السبب في إفشال هذا الحوار في آخر لحظة بسبب حث إيران لها على ذلك”.
ورأت مصادر فلسطينية تحدثت للصحيفة أن إيران أرادت من خلال حركة الجهاد الإدلاء بدلو معارض يذكّر الطرف الروسي خصوصاً بالحضور الإيراني داخل الملف الفلسطيني.
وقالت مصادر مواكبة لهذه الاجتماعات إنه “كان منطقياً عدم صدور بيان توافقي في موسكو لفصائل تعاني الانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية، فيما لم تستطع القاهرة حتى الآن دفع حركتي فتح وحماس إلى الدخول في مصالحة حقيقية تنهي الخلافات بينهما”.
واعتبر مدير مركز “تقدم” للسياسات في لندن محمد مشارقة، أن نتائج اجتماعات موسكو ستضاف إلى سلسلة اللقاءات الماراثونية للمصالحة التي لم تفض إلى نتائج جدية، مشيراً إلى أنه وعلى ضفتي الانقسام، نشأت مصالح ومتاريس تمنع استعادة وحدة القضية وتمثيلها.
ويرى مشارقة بحسب ما نقلت صحيفة “العرب” أن الجهد الروسي ومعه المصري، لخلق آليات تفضي إلى مصالحة فلسطينية، وصل فعلياً إلى طريق مسدود، وأن العامل الحاسم في هذا السياق هو الدور الإسرائيلي الذي يمكنه الادعاء بأن لا شريك فلسطينياً للتسوية السياسية.