كريتر نت – متابعات
دوّن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، المتوج بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم خمس مرات والذي انفرد بالرقم القياسي لأكثر اللاعبين خوضا للمباريات الدولية في تاريخ كرة القدم، اسمه في سجل الأرقام القياسية منذ بداية مسيرته الاحترافية في عام 2002، وهذا ما فتح أبواب تألق قائد فريق النصر في الدوري السعودي الذي بات يحظى باهتمام كبير من بين أقوى دوريات العالم.
وجعل النجم الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو مسيرة التغيير التاريخية للتجربة السعودية الكروية تحت المجهر. وأكد رونالدو قائد فريق النصر السعودي أن السنوات الست القادمة ستجعل من الدوري السعودي رابع أو خامس أقوى دوري في العالم، مشددا على أنه دوري تنافسي إلى أبعد الحدود.
وانطلقت مسيرة تغيير كرة القدم السعودية فعليا في عام 2021، عبر الإعلان عن إستراتيجية تحول اللعبة في البلاد والتي اشتملت على ركائز أساسية لمستقبل الكرة السعودية، في قطاعات المسابقات وتطوير المواهب وكرة القدم النسائية والقوى العاملة والتأثير العالمي والتحول التقني.
وأطلت الكرة السعودية على مشهد التغيير المؤسسي عام 1976، عندما تعاقد اتحاد الكرة آنذاك، بقيادة الراحل الأمير فيصل بن فهد، مع الإنجليزي الشهير جيمي هيل لإحداث ثورة في تقسيم المنافسات الكروية واكتشاف النجوم وصناعة الأجيال.
وحصدت السعودية ثمار تخطيطها بعد أن تزعمت المشهد بالقارة الآسيوية لأول مرة عام 1984، حينما توجت بلقب كأس الأمم الآسيوية بسنغافورة، وهو العام الذي شهد أول إطلالة أولمبية عالمية للبلاد عندما صعد المنتخب (الأخضر) إلى أولمبياد لوس أنجلس.
حضور قاري
توالى الحضور السعودي قاريا، حينما حافظت المملكة على زعامة القارة الصفراء، بالفوز بلقب كأس أمم آسيا عام 1988 في العاصمة القطرية الدوحة، كما توج منتخب السعودية باللقب ذاته عام 1996 في الإمارات. وتعملق الحضور السعودي عالميا حينما توج منتخب الناشئين بلقب كأس العالم عام 1989 في أسكتلندا، وكتب التاريخ الكروي السعودي أول صفحة مجد عالمي للمنتخب الأول حينما تأهل لأول مرة لمونديال 1994 في الولايات المتحدة الأميركية.
وحقق المنتخب السعودي نتائج رائعة أثناء ظهوره الأول في بطولة كأس العالم لكرة القدم، حيث تخطى مجموعته التي تضم هولندا وبلجيكا والمغرب، ليتأهل إلى دور الـ16 قبل أن ينهي رحلته المتميزة بالخسارة 1 – 3 أمام نظيره السويدي. وتكرر الظهور العالمي لمنتخب السعودية 5 مرات أعوام 1998 و2002 و2006 و2018 و2022، وفي النسخة الأخيرة بقطر حقق فوزا تاريخيا 2 – 1 على منتخب الأرجنتين.
وقد أنشأ اتحاد الكرة السعودي الذي يرأسه ياسر المسحل، عضو مجلس الاتحاد الدولي ومجلس الاتحاد القاري للعبة والرجل الذي نال ثقة الجمعية العمومية بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الآسيوي مرتين متتاليتين بتعيينه عضوا في لجنة الانضباط والأخلاق قبل أن ينتخب عضوا تنفيذيا في المجلسين، مسارا مختلفا عن الاتحادات السابقة.
واعتمد المسحل على تطبيق آخر ما توصل إليه التطوير الكروي في العالم، مستفيدا من الكوادر العالمية والدراسات التي تتلاءم مع واقع الأجواء الكروية السعودية، حيث تعتبر كرة القدم اللعبة الأولى في البلاد، ومتناغما مع الدعم الكبير والخطط العامة للرؤية السعودية التي يقودها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان في كل مناحي الحياة السعودية، وبالتوازي مع مسار الرؤية الرياضية التي يقودها وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل.
وتتركز الرؤية الكروية السعودية على بناء أجواء مستقرة وخلق مساحات توسعية للمنافسات ذات نظرة بعيدة المدى نحو تأسيس قواعد احترافية مؤسسية للعبة بالتزامن مع رفع قيمة المنافسات والأندية، وهو الأمر الذي قفز بالدوري السعودي ليكون الأكثر مشاهدة في القارة الآسيوية نظير حجم التنافس والنجوم أمثال البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي تاليسكا والأرجنتيني إيفر بانيغا والنيجيري أوديون إيجالو والكاميروني فينسينت أبوبكر والبرازيلي رومارينيو والكاميروني ليندر تاومبا والمغربي عبدالرزاق حمدالله.
ويأتي الدوري السعودي للمحترفين في المركز الثامن على مستوى دوريات العالم من حيث تمثيل لاعبيه في بطولة كأس العالم لعام 2022. كما أن إعلان تمديد التعاقد مع المدرب الفرنسي هيرفي رينار لقيادة المنتخب السعودي حتى عام 2027، يأتي ضمن سلسلة الإجراءات الهادفة إلى تعزيز الاستقرار الفني بعد أن تصدر الأخضر مجموعته في التصفيات الآسيوية، التي ضمت اليابان والصين وأستراليا وعمان وفيتنام، في الطريق إلى مونديال 2022.
وأشار السويسري جياني انفاتنينيو رئيس الاتحاد الدولي للعبة، لدى زيارته إلى البيت السعودي قبيل انعقاد اجتماع الجمعية العامة للاتحاد الآسيوي لكرة القدم الأخير في البحرين، إلى أن السعودية متقدمة رياضيا بشكل مذهل. وأكد وزير الرياضة السعودي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، عند إطلاق إستراتيجية التحول، أنهم أمام مرحلة جديدة، حيث قال “نتطلع لمستقبل مشرق وواعد بكثير من الإنجازات لكرة القدم السعودية، لأنها اللعبة الشعبية الأولى على مستوى العالم”.
وأضاف الوزير “لذلك نقف أمام مرحلة جديدة تعزز من إمكانات الفرق والمنتخبات لتحقيق نجاحات أكبر في المستقبل”. بدوره، أوضح ياسر المسحل في المناسبة ذاتها أن الهدف الرئيسي للاتحاد السعودي لكرة القدم هو صناعة منتخب وطني يكون من أفضل 20 منتخبا في العالم بحلول عام 2034.
وأضاف المسحل “الأبطال الشباب الذين يدرسون الآن في الصف السادس بالمرحلة الابتدائية هم من سيمثلون المنتخب السعودي في مونديال 2034 وفق خطة معدة مسبقا لذلك، بالإضافة إلى زيادة عدد المسابقات على مستوى المناطق إلى 50 مسابقة خلال عام 2025، مع افتتاح مكاتب إقليمية لاتحاد كرة القدم في 13 منطقة على الأقل”.
ثقة عالية
نالت الكرة السعودية ثقة فيفا بالإعلان الرسمي عن استضافة الرياض لبطولة كأس العالم للأندية عام 2023، كما تم بالإجماع التصويت لصالح استضافة السعودية بطولة كأس آسيا للمنتخبات 2027 وكذلك بطولة كأس آسيا للسيدات 2026، وهو ما يمثل تجسيدا لقوة التوسع والتأثير القاري والعالمي.
وحققت الكرة السعودية خلال السنوات القليلة الماضية إنجازات قارية مهمة، حيث تأهلت لمونديال 2022، كما فاز منتخب تحت 23 سنة بكأس آسيا 2020 التي استضافتها تايلاند، وتأهل لأولمبياد طوكيو 2020 بعد غياب دام 24 عاما، كما حصل منتخب الشباب على لقب البطولة العربية لنسختين متتاليتين 2020 و2022، وفاز المنتخب الأولمبي ببطولة غرب آسيا 2022.
وفي أبريل الماضي تم اعتماد زيادة عدد أندية الدوري السعودي للمحترفين (دوري روشن) إلى 18 فريقا بدءا من موسم 2023 – 2024، بالإضافة إلى زيادة عدد أندية دوري الدرجة الثالثة إلى 40 ناديا تقسم إلى 4 مجموعات بدءا من الموسم المذكور.
وشهد الشهر ذاته إقرار زيادة عدد اللاعبين غير السعوديين في دوري روشن للمحترفين إلى 8 محترفين للموسم الرياضي المقبل، فيما دشن الاتحاد السعودي لكرة القدم العام الماضي الدوري الرديف، والذي أقيم هذا الموسم بمشاركة 7 من أندية دوري روشن للمحترفين، وهي الشباب والاتفاق وأبها والفتح والفيحاء والطائي والوحدة. ويهدف إقرار الدوري السعودي الرديف إلى زيادة دقائق اللعب الفعلية للاعبين، والمساعدة في زيادة دقائق اللعب للاعبين البدلاء في مباريات ذات تنافسية عالية ومشاركة اللاعبين الشباب في مباريات أقوى وأيضا في عودة تدريجية للاعبين المصابين.
◙ كرة القدم السعودية نالت ثقة الاتحاد الدولي بالإعلان الرسمي عن استضافة الرياض لبطولة كأس العالم للأندية عام 2023
وفي سياق متصل أكد خوسيه فيليكس دياز رئيس تحرير صحيفة ماركا أن لوكا مودريتش وإيدين هازارد من أقرب اللاعبين المتوقع رحيلهم إلى الدوري السعودي. وقال دياز في تصريحات صحفية “مودريتش سيأتي إلى الدوري السعودي في صيف 2023 أو 2024، كونه يرغب في إنهاء مسيرته بالمملكة”.
وتابع “إذا حصل هازارد على عرض سعودي، ستتكفل إدارة ريال مدريد بحجز طائرة خاصة للنجم البلجيكي من أجل الرحيل”. ونوه إلى أن “الشكوك كبيرة حول تجديد عقد ميسي مع باريس، كون برشلونة دخل في مفاوضات مع اللاعب، كما أن والد البرغوث تواجد في السعودية”. ولفت إلى أن “نسبة تواجد ميسي في الدوري السعودي تصل إلى 50 في المئة، اللاعب لا يريد العودة إلى البارسا وعلاقته سيئة برئيس النادي خوان لابورتا”.
وشدد “لا يمكن لأحد نفي تطور الدوري السعودي، ميسي يفكر في القدوم إلى المملكة، ولا شك أن منافسة الهلال لريال مدريد توضح حجم التنافسية في دوري روشن”. وأشار إلى أن “النظرة تغيرت تجاه الدوري السعودي، ولعل قدوم كريستيانو رونالدو وجه عيون العالم لكرة القدم في المملكة العربية السعودية”. وأتم “بنزيما حصل على عرض سعودي كبير، لكنه لم يحدد وجهته المقبلة حتى الآن، كما أن النصر تواصل مع راموس، ومن الصعب استغناء باريس عن خدمات نيمار”.
من ناحية أخرى احتفل النجم البرتغالي رونالدو، بأفضل طريقة ممكنة، بانفراده بالرقم القياسي العالمي في عدد المباريات الدولية (197)، وذلك بتسجيله هدفين خلال فوز منتخب بلاده العريض على ليشتنشتاين ضمن منافسات المجموعة العاشرة من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أوروبا 2024 المقررة في ألمانيا. وكان رونالدو عادل الرقم القياسي السابق للمهاجم الكويتي بدر المطوع في مباراة فريقه ضد المغرب في ربع نهائي مونديال قطر 2022 بعد دخوله بديلا في الدقيقة 51 عوض روبن نيفيش.